هجرة الإسرائيليين تتضاعف في 2024

02 يناير 2025
82.7 ألف إسرائيلي غادروا إسرائيل في 2024، مطار بن غوريون في 28 سبتمبر2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تضاعف عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد في 2024 بسبب الحرب المستمرة والنزاعات السياسية، حيث غادر 82.7 ألف شخص مقارنة بمتوسط 36.9 ألفًا في السنوات السابقة، مما يعكس تراجع الأمان والأنشطة الاقتصادية.

- الحرب على غزة وتوسعها لجبهات أخرى، مثل حزب الله وإيران، أدت إلى هجمات صاروخية متكررة، مما زاد من عدم الثقة في حكومة نتنياهو وأجبر الآلاف على مغادرة منازلهم.

- الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل لحكومة نتنياهو اليمينية في 2023 أثارت قلقًا بشأن هجرة العقول، مع تصاعد الهجمات على القضاء والإعلام والأقليات، مما دفع المهنيين للتفكير في مغادرة البلاد.

أظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، أن عدد الإسرائيليين الذين غادروا دولة الاحتلال في عام 2024 تضاعف أكثر من مرة مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما يعود على الأرجح للحرب المستمرة والنزاعات السياسية الشرسة وتراجع الأنشطة الاقتصادية.

وأشار المكتب إلى أن 82.7 ألف إسرائيلي غادروا البلاد في عام 2024 مقارنة بمتوسط 36.9 ألفا في الفترة من 2018 إلى 2022. وبدأ ارتفاع حالات المغادرة في عام 2023، عندما غادر 55.4 ألف شخص. ويُصنف المكتب كل شخص أمضى 275 يوماً أو أكثر من العام على أنه مغادر. بالتزامن مع ذلك، بلغ نمو السكان 1.1% وهو أدنى مستوى منذ أكثر من عقد.

وتمثل هذه البيانات، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، أول مؤشر واضح على ما كان يلاحظه كثيرون، حيث يسعى الإسرائيليون المتعلمون وذوو المهارات إلى فرص في الخارج، بدافع من الغضب أو الخوف الناتج عن الحرب على قطاع غزة التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً عنيفة على غزة، والتي تطورت لاحقاً إلى جبهة ثانية ضد حزب الله اللبناني، فضلا عن ضربات مباشرة متبادلة بين إسرائيل وإيران. وفي هذه الحرب، عانت مناطق عديدة في إسرائيل من هجمات صاروخية لأكثر من عام، مما أجبر عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم.

وفقدت قطاعات من الجمهور الإسرائيلي إحساسها بالأمان، خاصة مع تعرض إسرائيل لسلسلة من الهجمات المباشرة من إيران، باستخدام مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية. ورغم دخول وقف إطلاق النار مع حزب الله حيز التنفيذ قبل شهر، إلا أن الحرب في غزة لا تزال مستمرة من دون بوادر لانتهائها، مع تعثر المحادثات مجدداً. ولا يزال هناك نحو 100 رهينة محتجزين في غزة، مما يزيد من حالة عدم الثقة في حكومة بنيامين نتنياهو، خاصة بين الأوساط الأقل تديّناً.

وخلال الخمسة عشر شهراً الماضية، خدم مئات الآلاف من الإسرائيليين لعدة أشهر في وحدات الاحتياط العسكرية، وأسفرت العمليات العسكرية عن قتل المئات وإصابة الآلاف من الإسرائيليين. وفي الوقت نفسه، ارتفعت تكلفة المعيشة مع محاولات الحكومة تمويل حرب متعددة الجبهات.

وبدأ القلق بشأن هجرة العقول قبل اندلاع الحرب على غزة، عندما أقدمت حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة في عام 2023، على إدخال إصلاح قضائي يهدف إلى تقويض صلاحيات المحاكم التي تُعتبر معقلاً للتيار الليبرالي. واعتبر الليبراليون العلمانيون أن هذه الخطط تهدد الديمقراطية، مما دفع البعض للتفكير في مغادرة البلاد. وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الهجمات على القضاء من قبل وزراء في الحكومة، مع مناقشة قوانين تهدد الإعلام والأقليات داخل البرلمان الإسرائيلي.

ولطالما أثارت مخاطر هجرة العقول جدلاً واسعاً في إسرائيل، حيث يميل المهنيون العاملون في قطاع التكنولوجيا المزدهر في تل أبيب إلى قضاء وقت في التدريب أو العمل في أماكن مثل وادي السيليكون في الولايات المتحدة وفي لندن. وخلال العام الماضي، شهدت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير متزايدة عن مغادرة الأطباء والأكاديميين.

المساهمون