- بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أكد سلام على نية لوقف إطلاق النار ودعم اقتصادي من الولايات المتحدة والمؤسسات الدولية، مع توجه نحو نزاعات صفر والتركيز على الاقتصاد.
- زار الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بيروت لبحث وقف إطلاق النار، مشيراً إلى فرصة حقيقية لإنهاء النزاع، بينما قدّر البنك الدولي خسائر لبنان بنحو 8.5 مليارات دولار.
قال وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام إنه أجرى سلسلة كبيرة من اللقاءات مع شخصيات قريبة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، كما كان عقد اجتماعاً مع الأخير قبل الانتخابات، ولمس اهتماماً كبيراً بلبنان الذي وفق تعبيره "لديه قرب غير مسبوق للبيت الأبيض ولأصحاب القرار في واشنطن".
وتابع كلامه "أهم ما في الأمر وما يعنيني ويعني البلد بشكل مباشر هو ما بعد وقف إطلاق النار والنزيف والحرب وهو الهاجس الاقتصادي والاجتماعي، وهو أهم شيء ما بعد مرحلة الحرب، وما لمسته بوضوح من خلال الاجتماعات المكثفة التي عقدتها مع جهات ووكالات أميركية معنية بالاستثمار والاقتصاد وبمشاريع البنى التحتية، أن هناك توجهاً واضحاً من الإدارة الاميركية الجديدة لدعم لبنان بشكل كبير في حال ترتبت الأمور بالشكل الذي نأمله، وانتهز لبنان الفرصة المميزة بقربه من بيت القرار في الولايات المتحدة الأميركية".
وأكمل سلام حديثه بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء "لقد حملت من الولايات المتحدة رسالة وهي أنّ هناك نية لوقف قريب لإطلاق النار وبدعم كبير اقتصادياً واجتماعياً يلي هذه المرحلة إن كان بشكل مباشر من الولايات المتحدة الأميركية أو من المؤسسات الكبيرة مثل البنك الدولي وصندوق النقد والاتحاد الأوروبي وكل الشركاء في المجتمع الدولي".
وأشار وزير الاقتصاد اللبناني إلى أن "الاهتمام لا يقتصر فقط على وقف إطلاق النار بل بدعم لبنان واعادة انتشاله من النفق المظلم حيث مضى علينا سنوات بداخله"، مضيفاً "ما سمعته بالسياسة ينبئ بالخير مع الإدارة الجديدة، وستكون المرحلة المقبلة انتقالية للبنان ولمنطقة الشرق الأوسط، لأن هناك نية للتوجه نحو مفهوم نزاعات صفر بالمنطقة والتركيز على الاقتصاد".
وضعية الاقتصاد اللبناني
وشدد على أنه "اليوم لا يزال في البلد كميات جيدة جداً وكافية لعدة أشهر إلى الأمام من المواد الغذائية والاستهلاكية وحتى اليوم فإنّ القطاع الخاص يعمل بدون أي انقطاع، ولكن نعود ونقول إنّه لا سمح الله إذا حصل شيء من هذا النوع فإنّ الأمر سيؤثر على الكميات الموجودة في البلد وعلى إمكانية دخول كميات جديدة".
وعلى وقع التصعيد بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي والعمليات العسكرية الموسّعة برّاً وجواً، جال الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين اليوم الثلاثاء على المسؤولين اللبنانيين في بيروت لبحث مساعي وقف إطلاق النار، وسط ترقّب مسار المحادثات بشأن المقترح الأميركي للتسوية، الذي وافق لبنان عليه مع بعض الملاحظات، وسط خشية من عراقيل إسرائيلية في ظل شروطها "التعجيزية" تطيل أمد العدوان.
وأكد هوكشتاين أنّنا أمام فرصة حقيقية لإنهاء النزاع، وقرار وقف إطلاق النار في الختام يعود لإسرائيل ولبنان، مشيراً إلى أننا عقدنا محادثات بنّاءة جداً مع رئيس البرلمان نبيه بري، ومستمرّون بسدّ الثغرات.
وفي آخر تقرير له يوم الخميس الماضي، قدّر البنك الدولي الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية التي مني بها لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي بنحو 8.5 مليارات دولار. وخلص التقييم الأولي للأضرار والخسائر في لبنان إلى أنّ "الأضرار المادية وحدها بلغت 3.4 مليارات دولار أميركي وأنّ الخسائر الاقتصادية بلغت 5.1 مليارات دولار أميركي".
وعلى صعيد النمو الاقتصادي، تشير التقديرات إلى أنّ "الصراع أدى إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في لبنان بنسبة 6.6% على الأقل في عام 2024، مما يفاقم الانكماش الاقتصادي الحاد المستمر على مدى خمس سنوات والذي تجاوز 34% من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي".
كما تشير التقديرات إلى فقدان نحو 166 ألف فرد لوظائفهم، وهو ما يعادل انخفاضاً في المداخيل قدره 168 مليون دولار أميركي. ووفق التقرير، فإن قطاع الإسكان هو الأكثر تضرراً، حيث تضرر نحو 100 ألف وحدة سكنية جزئياً أو كلياً، وبلغت الأضرار والخسائر في القطاع 3.2 مليارات دولار.
وبلغت الاضطرابات في قطاع التجارة نحو ملياري دولار أميركي، مدفوعة جزئياً بنزوح الموظفين وأصحاب الأعمال. وأدى تدمير المحاصيل والماشية وتشريد المزارعين إلى خسائر وأضرار في قطاع الزراعة بلغت حوالي 1.2 مليار دولار أميركي.