وجه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، بتجميد أموال المقاصة الفلسطينية، بسبب ما قال إنه عدم إدانة السلطة عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، ردا على جرائم حكومة الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن سموتريتش قوله إنه أبلغ، اليوم، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في رسالة بأن وزارة المالية لن تقدم أموالا للسلطة الفلسطينية هذا الشهر.
وتقوم إسرائيل بجمع الضرائب نيابة عن السلطة الفلسطينية مقابل واردات الفلسطينيين على السلع المستوردة، وتحول الأموال إليها شهريا، بمتوسط 750 مليون شيكل (190 مليون دولار).
وزعم سموتريتش في رسالته أنه "بعد المذبحة التي ارتكبتها حماس في مدن غلاف غزة، يوم السبت الأسود، لم تجد السلطة الفلسطينية أنه من المناسب أن تنأى بنفسها عن هذه الأعمال البربرية"، مضيفا: "بل إن المسؤولين في السلطة أعربوا عن دعمهم للمذبحة.. علاوة على ذلك، تعمل السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية".
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، في سبتمبر/أيلول الماضي، أي محاولة إسرائيلية لاقتطاع أموال المقاصة بأنه "قرصنة ممنهجة وسطو على الأموال الفلسطينية، تُظهر انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وتجاوزاً للحدود"، وأشار إلى أن "هذه الاقتطاعات لا تعكس فقط انعدام الاحترام للقوانين الدولية، بل تمثل أيضاً جرائم مالية تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني وتؤدّي إلى تدهور الوضع السياسي".
وذكر أشتية أن "هذا العمل معطوف عليه ارتكاب الجرائم، وانتهاك الحرمات، وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، وإعلان حرب مالية، يتكامل مع الحرب السياسية المتواصلة على شعبنا".
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على "أهمية تأكيد توجيه الدعم المالي لفلسطين واستئناف المساعدات الدولية التي انخفضت خلال العشرة أعوام الأخيرة من نسبة 30% إلى 1%، من الناتج المحلي الإجمالي".
ولم تعقب السلطة الفلسطينية بعد على توجيه وزير المالية الإسرائيلي بتجميد كامل أموال المقاصة.
والاثنين، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة "شهداء العدوان الإسرائيلي" على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إلى 8306 شهداء، بينهم 3457 طفلا.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية العنيفة عن تدمير أحياء سكنية كاملة، كما أطبقت إسرائيل حصارها على غزة، بحيث منعت كافة الإمدادات من كهرباء وماء ووقود وعلاج، ما ينذر بوضع كارثي، بحسب تحذيرات دولية.
(الأناضول، العربي الجديد)