وسائل التبريد عصيّة على أهالي إدلب: ارتفاع الأسعار مع تزايد الحر

04 يونيو 2024
في مخيم للنازحين في إدلب، 16 أغسطس 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مع ارتفاع درجات الحرارة في إدلب، يزداد الطلب على وسائل التبريد مثل المراوح والثلاجات، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعارها، ويبحث السكان، خاصة في المخيمات، عن الأجهزة الأقل استهلاكًا للكهرباء والأقل ثمنًا.
- النازحون والمقيمون في المخيمات يواجهون صعوبات مالية تجبرهم على تصليح الأجهزة القديمة أو الاستدانة لتأمين وسائل التبريد، مع تراوح أسعار المراوح بين 16 و150 دولارًا، والثلاجات بين 250 و450 دولارًا.
- التجار يواجهون تحديات في استيراد وسائل التبريد بسبب الضرائب والإتاوات، مما يسهم في ارتفاع الأسعار، بينما يشكك السكان في مبررات التجار ويرون أن الأسعار المرتفعة نتيجة لاستغلال الحاجة الماسة لوسائل التبريد.

يزداد إقبال المدنيين في إدلب على شراء وسائل التبريد الكهربائية مع ارتفاع درجات الحرارة، لا سيما الثلاجات (البرادات) والمراوح والتي ارتفعت أسعارها بشكل كبير بالتزامن مع زيادة الطلب عليها. ويسعى الكثيرون للبحث عن وسائل التبريد الأقل ثمناً والتي لا تستهلك الكثير من الكهرباء، خاصة أن جميع سكان المخيمات ما زالوا يعتمدون على ألواح الطاقة الشمسية، غير أن تلك المراوح والثلاجات (مكيفات الهواء) ارتفع سعرها عن تلك التي تعمل على الكهرباء التركية النظامية.

وقال لؤي بربور وهو نازح مقيم في مخيمات قاح شمال إدلب إن "الحياة في الخيمة أشبه بالسكن في تنور في الصيف، ولا نستطيع تحمل ارتفاع درجة الحرارة لولا تشغيل المروحة التي ادخرت ثمنها من عملي في إحدى مناشر الحجر إلى أن استطعت شراءها".

وأشار إلى أن أسعار وسائل التبريد مرتفعة في الأسواق بشكل كبير عن العام الماضي، حيث يتراوح سعر المروحة بين 16 و150 دولاراً حسب النوع والحجم، بينما كانت تتراوح السنة الماضية بين 12 و80 دولارا، ويرجع ذلك للتضخم وارتفاع سعر الصرف في وقت لا يزال العاملون بالمياومة يتقاضون أجورهم بالليرة التركية.

تصاعد أسعار وسائل التبريد

أما النازحة فاطمة عبد الصمد فعمدت إلى تصليح البراد الأوروبي الذي اشترته العام الماضي من سوق المستعمل لعدم قدرتها على شراء براد جديد وخاصة وسط الأسعار المرتفعة هذا العام بالتزامن من زيادة الفقر وضيق الحال وتوقف الدعم.

تقول عبد الصمد أنها اشترت البراد بحجم صغير من سوق المستعمل بسعر 150 دولارا، لعدم قدرتها على شراء براد جديد آنذاك، ولكن حين تعطل ولم يعد صالحا للاستعمال هذا العام، أرادت شراء براد جديد بما جمعته من مال جراء عملها في محل لبيع الألبسة النسائية.

وأضافت: "فوجئت بالأسعار التي تراوحت بين 250 و450 دولارا للبرادات بحسب حجمها وشكلها ولونها ومصدر تصنيعها، ولأن الأسعار كانت فوق قدرتي المالية ارتأيت تصليح البراد القديم واستخدامه هذه السنة أيضا".

أما سهيلة الحداد فعمدت إلى الاستدانة من أخيها المقيم في بلاد المهجر من أجل شراء مروحة وبراد تسددها له من راتبها في مهنة التدريس، فهي تقيم في المخيمات ويصعب عليها تحمل حرارة الجو الذي شبهته بالصحراء.

وأوضحت: "عشت في السنوات السابقة أياما قاسية في الصيف مع عائلتي وسط غياب وسائل التبريد من جراء الفقر والنزوح وقلة مصادر الدخل، غير أن وجود مراوح وبرادات تركية في الأسواق تعمل وفق نظام السحب أمبير ونصف أمبير الناتج عن الطاقة الشمسية جعلني أفكر بشرائها هذا العام".

لكن الحداد فوجئت بأسعارها المرتفعة بين 50 و60% مقارنة بالعام الماضي، بدعوى أن التاجر يستورد بضاعته من الدول المجاورة بالدولار ويدفع الكثير من الضرائب والإتاوات لإحضارها من بلد المنشأ إلى الشمال السوري، غير أنها تشكك في ما يدعونه وترجع أسباب الغلاء لاستغلال التاجر ارتفاع درجات الحرارة وحاجة المدنيين للحصول على وسائل التبريد التي تساعدهم في تحمل حرارة الصيف.

من جانبه، قال التاجر عمر بكور الذي يمتلك مستودعاً لبيع وسائل التبريد الكهربائية في الدانا شمال إدلب لـ "العربي الجديد" إن بضاعته متنوعة المنشأ، منها الصينية والمصرية والتركية والإيطالية، وهو يحرص على استيراد الأدوات التي تناسب الإمكانات الضعيفة للمدنيين شمال سورية، وهي ذات جودة وأسعار مقبولة.

وأكد بكور أن ارتفاع أسعار وسائل التبريد يخضع لحركة السوق والعرض والطلب مع كل موسم وفق زيادة الطلب على بعض الأجهزة الكهربائية كغسالات الحوضين، والبرادات والمراوح في الصيف والمدافئ في الشتاء والأفران في فترة الأعياد.

المساهمون