حققت الشركات المدرجة في بورصة قطر نتائج مالية إيجابية خلال عام 2020، وتجاوزت أرباح 25 شركة، من أصل 47 شركة في البورصة، 36 مليار ريال (9.8 مليارات دولار)، رغم التحديات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا وأثرت سلبا على اقتصاديات الدول الكبرى.
وبين رصد "العربي الجديد" للشركات التي أعلنت نتائجها المالية على موقع بورصة قطر حتى الثلاثاء ( 16 فبراير) أن 9 شركات ارتفعت أرباحها، بمقابل 16 شركة تراجع صافي الربح لديها، فيما لم تسجل أي شركة مدرجة أية خسارة.
وحول النتائج السنوية للشركات وانعكاسها على أداء البورصة، يقول المحلل المالي أحمد عقل، لـ"العربي الجديد"، إن إعلان النتائج المالية وتوزيع الأرباح هما محرك أساسي لسوق الدوحة للأوراق المالية ولمعظم أسواق المال، لأن المستثمرين يبحثون عن هذه العوائد، ويستغل المضاربون أيضا هذا الموسم الذهبي.
ويشير عقل إلى أن 2020 كان عاما صعبا على معظم الشركات في العالم، وخاصة التي تأثرت بالإغلاقات والإجراءات الوقائية لمكافحة انتشار فيروس كورونا، مثل شركات الطيران والضيافة والفنادق وخدمات الطعام وغيرها، وحتى القطاع المصرفي القيادي تأثر هو الآخر، وفي المقابل حققت شركات إنتاج المعقمات والكمامات وما إلى ذلك أرباحا مرتفعة وتحركت بشكل إيجابي.
ويتابع: "يمكن القول أن معظم الشركات تأثرت بضغط كبير خلال العام الفائت، ليكون ذلك بمثابة امتحان حقيقي لمدى صلابة وقوة وملاءة الشركات ومرونتها وقدرتها على مواجهة التحديات المحتملة".
وقاد القطاع المصرفي دفة النمو وتصدر الأرباح في قطر، واستحوذت البنوك على ما نسبته 66% من أرباح الشركات المدرجة في البورصة والمحققة خلال العام الماضي، وسجلت 8 بنوك أرباحا بنحو 24 مليار ريال، وتصدر القائمة بنك قطر الوطني الذي حقق صافي أرباح 12 مليار ريال، بانخفاض نسبته 16% قياسا بالعام 2019، وزادت موجودات المجموعة بنسبه 9% لتتجاوز مبلغ تريليون ريال للمرة الأولى في تاريخ المنطقة.
وحقق مصرف قطر الإسلامي "المصرف" أرباحا صافية لحقوق المساهمين بأكثر من 3 مليارات ريال، وبلغ صافي أرباح مجموعة البنك التجاري 1.3 مليار ريال، مقابل ملياري ريال خلال 2019. وبلغ صافي أرباح البنك الدولي الاسلامي 937.7 مليون ريال، وبنسبة نمو 1.2% عن عام 2019،
وسجلت الأرباح الصافية لمصرف الريان 2.175 مليار ريال بنسبة نمو سنوية 13.8%، وسجل البنك الأهلي ربحا صافيا بقيمة 680 مليون ريال، مقابل 675 مليون ريال عام 2019.
وتراجعت أرباح البنك التجاري القطري بنسبة 35.6% على أساس سنوي، إلى نحو 1.3 مليار ريال.
ونمت أرباح بنك الخليج التجاري "الخليجي" بنسبة 5.68% في نهاية 2020، وبلغت 682.97 مليون ريال، مقابل 646.25 مليون ريال أرباح عام 2019.
وعكست الشركات غير المصرفية المدرجة في بورصة قطر نتائج مالية إيجابية خلال العام الماضي، متحدية تداعيات انتشار فيروس كورونا وتوقف حركة الملاحة الجوية والبحرية في معظم القارات، وحققت شركة صناعات قطر ربحا صافيا قرابة ملياري ريال، وأوصى مجلس الإدارة بإجمالي توزيعات أرباح سنوية بواقع ملياري ريال، وبنسبة توزيع تبلغ 100% من صافي أرباح عام 2020، وهو ما يعادل 0.33 ريال قطري للسهم.
وحققت شركة الكهرباء والماء القطرية أرباحاً زهاء 1.16 مليار ريال مقابل 1.41 مليار ريال أرباح عام 2019.
وبلغت ربحية السهم 1.05 ريال، وستوزع الشركة أرباحاً نقدية بنسبة 63% من القيمة الاسمية للسهم، بواقع 63 درهماً عن عام 2020.
وبلغت أرباح شركة قطر لنقل الغاز المحدودة "ناقلات" 1.16 مليار ريال، بزيادة سنوية قدرها 15.7٪، وستوزع الشركة أرباحا نقدية على المساهمين بقيمة 0.11 ريال لكل سهم.
وارتفعت أرباح شركة قطر لصناعة الألومنيوم "قامكو" بنسبة 18.36%، وبلغت 94.71 مليون ريال، مقابل 80.02 مليون ريال أرباح عام 2019، وستوزع أرباحا نقدية بقيمة 0.035 ريال لكل سهم عن العام الماضي.
وعن رؤيته لأداء سوق الدوحة للأوراق المالية خلال العام الجاري، يقول المحلل المالي أحمد عقل إنه منذ بداية العام الجاري تحرك السوق القطري بمعدل أداء جيد، إذ تمكن من امتصاص ضغوطات أرباح العام الفائت، وتساعده على الأداء الجيد عدة ظروف خارجية إيجابية، على رأسها ارتفاع أسعار النفط (سعر البرميل تجاوز 63 دولارا)، إلى جانب النظرة الإيجابية للاقتصاد القطري، ومعدلات النمو وتوقعات الأداء الإيجابي للاقتصاد للعام 2021.
ويؤكد عقل أن سوق الدوحة للأوراق المالية تمكن من تحسين مستوى السيولة، وتحركت الشركات القيادية بشكل إيجابي، وحققت بعض الشركات الأخرى ارتفاعا غير متوقع، وحتى نهاية 15 فبراير/ شباط الحالي، ارتفع السوق 0.2% وهو مستوى قريب من إغلاقات نهاية العام الماضي، مع صعود طفيف.
ويرى عقل أن المحافظة على هذه المستويات في فترة توزيع الأرباح وإعلانات النتائج المالية للشركات هي أمر إيجابي، وتفتح الباب أمام تحركات مفيدة، خاصة أن المؤشر تخطى مستوى 10400 نقطة وما زال يحافظ على هذه المنطقة، وبحسب توقعات عقل فإنه خلال الربع الثاني من العام الجاري، مع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات أعلى، ستتحرك أسواق المال العالمية وخاصة الأسواق الناشئة تحركا إيجابيا ملحوظا.