باختصار، يبلغ عدد المقيمين في لبنان حوالى 4.4 ملايين لبناني. ويتقاضى أكثر من 2 مليون و728 ألف لبناني منهم 22 مليار دولار سنوياً كرواتب.
في المقابل، فإن حجم ثروة عائلتين لبنانيتين فقط يصل الى 16 ملياراً و800 مليون دولار. أي أن حوالى 62 في المئة من اللبنانيين يتقاضون سنوياً ما يقرب من حجم ثروة عائلتين لبنانيتين فقط.
العائلتان هما: الحريري وميقاتي. وكلتا العائلتين تعتبر من راسمي السياسات الاقتصادية في لبنان. إذ إن رفيق الحريري كان رئيساً للحكومة اللبنانية طوال 12 سنة، ونجله سعد شغل منصب رئيس للحكومة مدة 3 سنوات. أما نجيب ميقاتي فقد كان رئيساً للحكومة طوال 5 سنوات.
تركّز الثروة
أعلنت مجلة "فوربس" العالمية، أخيراً، أن ثروة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بلغت 3.1 مليارات دولار، وثروة شقيقه طه أيضاً 3.1 مليارات دولار. ولم تحتسب المجلة، طبعاً، ثروة أولاد الأخوين ميقاتي.
كذلك، بلغت ثروة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وهو ابن رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، حوالى 1.5 مليار دولار في العام 2014، وثروات إخوته بهاء 2.2 مليار دولار، وأيمن 1.2 مليار دولار، وفهد الحريري 1.2 مليار دولار.
وبلغت ثروة هند الحريري، وهي شقيقة سعد وإبنة رفيق الحريري، حوالى 1.1 مليار دولار في العام 2008، وفي العام الماضي، ووفق تقارير صحافية لم يتم نفيها، باعت هند أصولاً ورثتها من والدها بقيمة 2 مليار دولار.
أما والدتها نازك، فقد بلغت ثروتها، وفق "فوربس" في 2008، حوالى 1.4 مليار دولار. وبذلك، تبلغ ثروات عائلة الحريري حوالى 10.6 مليارات دولار، في حين تبلغ ثروات عائلة ميقاتي حوالى 6.2 مليارات دولار، أي أن ثروات العائلتين تبلغ 16.8 مليار دولار.
ثريٌ واحد يوازي مليون لبناني
في المقابل، يبلغ متوسط الأجر في لبنان حوالى 700 دولار أميركي، في حين أن الحد الأدنى للأجور يصل الى 450 دولاراً. ويصل عدد الفقراء، ضمن خط الفقر الأعلى، أي الذين ينفقون 4.4 دولارات يومياً، حوالى 880 ألف لبناني، وعدد الفقراء الذين ينفقون 2.4 دولارات يومياً حوالى 325 ألف لبناني. أما مجموع مَن ينفقون بين 2.4 و4.4 دولارات فهو مليون و232 ألف لبناني.
وبحسب إحصاءات وزارة الشؤون الإجتماعية، فإن 8 في المئة من اللبنانيين يعيشون على 2.4 دولار يومياً، أي ما يوازي 864 دولاراً سنوياً. ويضاف إليهم 20 في المئة من اللبنانيين الذين يعيشون على 4.2 دولارات يومياً، أي ما يوازي 1512 دولاراً سنوياً.
وبذلك، فإن مجموع ما يعيش عليه 325 ألف لبناني سنوياً يوازي حوالى 280 مليوناً و800 ألف دولار. ويعيش 880 ألف لبناني على خط الفقر الأعلى بمليار و330 مليوناً و560 ألف دولار سنوياً.
هكذا، فإن أكثر من مليون و232 ألف لبناني يعيشون بمليار و611 مليون دولار سنوياً، وهو ما يقارب ثروة شخص واحد في عائلة واحدة من العائلتين الأكثر ثراءً في لبنان.
عائلتان تساويان الشعب اللبناني
ووفق تصنيف مختلف، تشير احصاءات البنك الدولي الأخيرة عن مستويات المعيشة في لبنان، والصادرة العام 2011، إلى أن 8 في المئة من اللبنانيين يعيشون بـ 2500 دولار كحد أقصى سنوياً. 54 في المئة منهم يعيشون بـ 9000 دولار كحد أقصى سنوياً. 22 في المئة منهم يعيشون بين 15 ألفاً و27 ألف دولار كحد أقصى سنوياً، في حين يعيش 4 في المئة فقط من اللبنانيين بمداخيل تفوق الـ30 ألف دولار سنوياً.
وبالتالي يتبيّن أن حوالي 2 مليون و728 ألف لبناني، من أصل 4 ملايين و400 ألف لبناني، يعيشون في فقر مدقع (بين 200 و750 دولاراً شهرياً). أي أن 62 في المئة من الشعب اللبناني يعيش بحوالي 22 مليار دولار سنوياً، في حين أن ثروة عائلتين لبنانيتين فقط هما عائلتا ميقاتي والحريري تبلغ 16 ملياراً و8 مليون دولار. علماً أن تقدير حجم الثروة الوارد في مجلة "فوربس" ليس دقيقاً، ولا يعكس حجم الثروة الفعلي. إذ يسقط عن احتساب حجم الثروة المساهمات التي تصل الى ملايين الدولارات لهاتين العائلتين في كبرى الشركات المحلية والعربية والدولية. كذلك، لا يتم احتساب حصة أفراد هاتين العائلتين في العقارات وعدد من الأصول غير المنظورة.
فجوة اجتماعية ضخمة
هذه الفجوة الإجتماعية عبر عنها عدد من الدراسات والتقارير، وكان أبرزها العام الماضي كتاب الثروات العالمية للعام 2013، الصادر عن بنك كريدي سويس السويسري، والذي نقلت تفاصيله مجلة "اكزيكوتيف" اللبنانية. حيث تبين أن 8900 مليونير لبناني، أي 0.3% فقط من مجمل عدد سكان لبنان البالغين، يتحكمون بـ48% من الثروات الخاصة في البلد، فيما تتحكم النسبة العظمى من السكان والبالغة 99.7% بنحو 52% من ثروات البلاد، بما يعادل 91 مليار دولار.
كما تبين أن لبنان يحتل المركز الرابع عالمياً بعد روسيا وأوكرانيا وكازاخستان لجهة عدم المساواة بتوزيع الثروة بين السكان من مجمل ثروات القطاع الخاص في لبنان.