يخشى التاجر الفلسطيني، عبدالكريم اليازجي، من تكبد خسائر مالية، جراء إحجام شريحة كبيرة من أهالي قطاع غزة عن شراء الأضاحي هذا العام، بفعل ارتفاع أسعارها بنسبة تصل إلى 25% عن الأعوام الماضية، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في القطاع المحاصر منذ تسع سنوات.
ويقول اليازجي لـ"العربي الجديد"، إنّ حجم الإقبال على شراء الأضحية لن يتجاوز 10% من المضحّين في العام الماضي، في ظل ارتفاع أسعار لحوم الأضاحي بشكل كبير، وعدم قدرة الغزيين على شرائها، جراء الأزمات الاقتصادية المتواصلة، وعدم انتظام صرف الرواتب لنحو 50 ألف موظف حكومي في غزة.
ويوضح أنّ القطاع يعاني من نقص في رؤوس المواشي المعروضة، جراء وقف السلطات الأسترالية، منذ نحو عامين، التصدير المباشر لغزة، جراء احتجاج جمعيات حقوق الرفق بالحيوان على إجراءات الذبح المتبعة في القطاع، وهو ما أدى إلى نقص في الكميات المعروضة.
ويشير اليازجي إلى أنّ تجار المواشي الإسرائيليين قاموا باستيراد كميات كبيرة من المواشي تصل إلى نحو ثلاثة آلاف رأس من العجول، كان سيجري إدخال كميات منها للقطاع، لكن إصابتها بالحمى القلاعية أدى إلى إرجاعها، ما تسبب في نقص حاد في سوق المواشي بغزة، نتج عنه ارتفاع كبير في الأسعار.
أما التاجر مدحت البلعاوي، فيقول لـ"العربي الجديد"، إنّ الظروف الاقتصادية السيئة للمواطنين في غزة أدت إلى ضعف الإقبال من قبل الكثيرين على شراء الأضحية، خاصة مع ارتفاع أسعارها بشكل كبير عن الأعوام الماضية، وهو ما سيلحق بالتاجر والموردين خسائر مالية في موسم الأضاحي هذا العام.
اقرأ أيضاً: ارتفاع كبير في أسعار أضاحي غزة
ويضيف البلعاوي: "البعض هذا العام طلبوا حجز الأضاحي وشراءها، ولكن وفقاً لنظام التقسيط، بفعل عدم انتظام الرواتب في القطاع، ومراعاة للحالة الاقتصادية التي يمرون بها، وهو ما تم رفضه من غالبية التجار المرتبطين بالتزامات مالية مع الموردين، وخوفاً من زيادة الخسائر بشكل أكبر".
ويشير البلعاوي إلى أنّ الأزمات المالية والاقتصادية المتتالية التي يعيشها سكان القطاع، كأزمة الرواتب وإغلاق المعابر والحصار الإسرائيلي المفروض، تلعب جميعها دوراً كبيراً في حجم الإقبال على الأضحية، لذلك فإنّ الإقبال هذا العام ضعيف للغاية.
ويلفت البلعاوي إلى أنّ ضعف الحركة الشرائية، وارتفاع أسعار المواشي هذا العام، أديا إلى توقف الكثير من التجار عن طلب كميات من المواشي من الموردين الخارجيين، خشية تعثر عمليات التصدير من الخارج، وخوفاً أيضاً من التعرض لخسائر مالية كبيرة، في ظل إحجام فئة كبيرة من الغزيين عن الشراء هذا العام.
من جانبه، يشير مدير عام التسويق في وزارة الزراعة بغزة، تحسين السقا، إلى أنّ ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام مرتبط بارتفاع عالمي يصل من 20-25%، وهو غير مقتصر فقط على القطاع، مبيناً أنّ ارتفاع أسعار المواشي هذا العام سيخفض القدرة الشرائية للغزيين.
ويؤكد السقا لـ"العربي الجديد"، أنّ القدرة الشرائية للمواطنين في القطاع هذا العام ستكون أسوأ من الأعوام الماضية، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، وتفاقم أوضاع السكان المعيشية، وعدم انتظام الرواتب، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة في القطاع.
ويقول المسؤول الحكومي، إنّ قطاع غزة يحتاج سنوياً في موسم الأضاحي إلى نحو 13 ألفاً من العجول والأبقار، مشيراً إلى أنّ الوزارة ستعمل على توفير هذه الكميات خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث إنّ ما هو موجود حالياً 10 آلاف رأس من المواشي، وسيجري إدخال كميات خلال الأيام المقبلة لسد العجز الحاصل.
ويبين السقا أنّ مرض الحمى القلاعية الذي تعرضت له المواشي المستوردة من رومانيا والمجر، في الفترة من مايو/أيار وحتى يوليو/تموز الماضيين، أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم، وانعكس بالسلب على القطاع، عدا عن رفض أستراليا تصدير المواشي بشكل مباشر لغزة، بفعل رفضها طريقة الذبح المتبعة في القطاع.
ويلفت السقا إلى أنّ المؤسسات الخيرية العاملة في القطاع ستنقذ التجار من تكبد خسائر مالية مرتفعة، عبر شرائها الأضاحي منهم وتوزيعها على المواطنين، كما حدث العام الماضي، بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث استهلكت الجمعيات الخيرية نحو 14 ألف رأس من المواشي.
اقرأ أيضاً: "الأضحى" يفتح أبواباً للرزق في غزة