قال الرئيس السوداني، عمر البشير، "إن حكومته تعتزم رفع نسبة الاستثمار الكلي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 23% خلال الفترة المقبلة"، متوقعاً أن يرتفع النمو الاقتصادي في البلاد إلى نحو 6%، ولفت إلى أن الاقتصاد السوداني قد تأثر بالمتغيرات التي طرأت على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إقليمياً وعالمياً.
وأشار، في خطابه أمام البرلمان في دورة الانعقاد الرابع، صباح اليوم الإثنين، إلى أن مخزون الغاز الطبيعي المصاحب للنفط بلغ نحو 51.6 تريليون قدم مكعبة يجري العمل على تحويله إلى منتجات سائلة، منوهاً إلى أهمية الخطة التي وضعت للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من القمح والزيوت النباتية والسكر بحلول العام 2020. ولفت إلى إمكانية أن تسهم صادرات القطن في تغذية الخزينة العامة بالنقد الأجنبي.
من جهة أخرى، أكد العمل مع الشركاء في دول حوض النيل، للوصول إلى تفاهمات لتعزيز التعاون الاستراتيجي على أساس المحافظة على الموارد المائية المشتركة واقتسام منافعها.
وقال "نخطط لتطوير الخدمات اللوجستية في الاستيراد والتصدير، وتطبيق نظم المناطق الحرة في الإنتاج الزراعي والحيواني، وفتح آفاق الاستثمار في اقتصاد المعرفة، وتنمية الاستثمارات السياحية". وتوقع البشير أن يبلغ عدد السياح نحو مليوني سائح بعد تطوير المسارات السياحية في الشمال والبحر الأحمر، ومملكة الحياة البرية في محمية الدندر، وفي مسار البوادي بولايات كردفان ودارفور.
كما أكد الاستمرار في السيطرة على معدل التضخم، وتقليص الفجوة بين السعر الرسمي والسعر الموازي للعملة الوطنية، وتحقيق الشفافية والكفاءة العالية في إدارة الموارد المالية، وترشيد الإنفاق وتوجيهه نحو الأولويات.
نمو مرتفع
وفيما يخص النمو، قال "نتطلع إلى استعادة النمو الاقتصادي بوتيرة عالية ومستدامة تبلغ 6%، من خلال زيادة قيمة الإنتاج الزراعي بمعدل نمو سنوي يبلغ 6.8%، لنحقق إنتاجاً يبلغ 8.7 ملايين طن من الذرة، ومليون طن من الدخان، و2.2 مليون طن من القمح، ونحو 800 ألف طن من القطن، و1.2 مليون طن من السمسم، و1.2 مليون طن من الفول السوداني".
ولفت إلى أن النصف الأول من هذا العام، زادت فيه الإيرادات بنسبة 6%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، نتيجة لجهود التحصيل الإلكتروني ومحاصرة التهريب. كما انخفض في الفترة نفسها معدل التضخم من 21.6% إلى 13%، وزاد إنتاج البلاد من القمح وبلغ 779 ألف طن، وبلغت جملة صادرات البلاد من المواشي الحية، خلال النصف الأول من العام الحالي، نحو 3.3 ملايين رأس، ما يمثل 51.6% من المستهدف للعام كله، ليبلغ عائدها 810 ملايين دولار.
البنى التحتية
من جهة أخرى، لفت الرئيس السوداني إلى توقيع عقد لتوريد طائرتين بنظام البيع الإيجاري وصيانة طائرتي "إيرباص"، بالإضافة إلى توسيع الطاقة الترحيلية لهيئة السكة الحديد، لنقل نحو 8 ملايين طن و3 ملايين راكب، وتزويد شركة الخطوط الجوية السودانية بنحو 14 طائرة تمكنها من استعادة دورها في مجال النقل الجوي، وقال "نعمل على رفع كفاءة الخطوط البحرية، بإضافة ما لا يقل عن 9 بواخر ذات أغراض مختلفة".
معالجة الفقر
ونوه البشير إلى دور ديوان الزكاة في معالجة الفقر، وقال "وصلت الإيرادات إلى نحو 1.8 مليار جنيه، ومن المتوقع أن تصل الإيرادات إلى 2.5 مليار جنيه بنهاية العام"، لافتاً إلى أن الديوان أصبح أحد أهم آليات الدولة ومؤسساتها العاملة في مجال تخفيف حدة الفقر وخفض معدلات البطالة، حيث استطاع أن يصل بخدماته إلى أكثر من مليون أسرة سنوياً، وبذلك ساهم ديوان الزكاة في إخراج 3 آلاف أسرة سنوياً من دائرة الفقر إلى رحاب المشروعات المنتجة، كما اتسعت، وفق البشير، مظلة الديوان أكثر لتغطى المشروعات الخدمية للمجموعات الفقيرة في مجالات الصحة والمياه والتعليم ومشروعات المأوى للأسر الفقيرة، بمبلغ 250 مليون جنيه.