انتقد وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابريال أمس الأحد السياسات "غير المسؤولة" للمشرفين على مصرف "دويتشه بنك" الذي يعاني من صعوبات مالية خطيرة ستفرض عليه إلغاء آلاف الوظائف.
وصرح غابريال أمام صحافيين: "لا أعلم إذا كان علينا البكاء أم الضحك لرؤية مصرف جعل من المضاربة نموذجًا للأعمال ويطرح نفسه اليوم ضحية لذلك"، وجاء كلام غابريال رداً على تصريحات رئيس المصرف جون كرايان هذا الأسبوع بأن المضاربة وراء تراجع أسعار أسهم المصرف في الأسواق المالية.
وقال غابريال "ما سيحصل الآن، هو أن آلاف الأشخاص سيخسرون وظائفهم، وعليهم دفع ثمن جنون أشخاص غير مسؤولين في مواقع قيادية".
وكان المصرف قرر إطلاق عملية إعادة هيكلة على نطاق واسع، بعد خسارته سبعة مليارات يورو في العام 2015، مما يعني إغلاق نحو مئتي فرع في ألمانيا بحلول العام 2020، وإلغاء نحو تسعة آلاف وظيفة على المستوى العالمي. وخسر سهم المصرف الألماني العملاق أكثر من 40% من قيمته منذ مطلع العام.
وقد سلطت الأضواء على البنك بعدما فرضت عليه السلطات الأميركية غرامة بمقدار 14 مليار يورو (16,2 مليار دولار) بسبب بيعه لأوراق مالية مدعومة بالرهون العقارية قبل الأزمة المالية العالمية في 2008.
إلا أن أسهمه عادت وارتفعت يوم الجمعة الماضي بعدما صرح مصدر بأن البنك الذي يعد الأكبر في ألمانيا، يقترب من التوصل إلى اتفاق مع مسؤولين أميركيين لخفض قيمة الغرامة المفروضة على البنك.
وانتشرت مخاوف من أن تؤدي الغرامة إلى تكرار ما حدث مع بنك "ليمان براذرز"عملاق وول ستريت الذي أدى إفلاسه إلى تفاقم تسريع الأزمة المالية العالمية.
يعد دويتشه بنك أو البنك الألماني Deutsche Bank AG، بنكاً متعدد الجنسيات يعمل على امتداد العالم، وبلغ عدد موظفيه أكثر من 67 ألف شخص في يناير/كانون الثاني 2007، وحقق في 2005 إيرادات 41.7 مليار يورو، ويعود تاريخ إنشاء البنك إلى عام 1870.
وتتم صفقات التجارة العربية الألمانية البالغة قيمتها نحو 52 مليار يورو خلال 2015 عبر هذا البنك الذي يعد شبه الوحيد للتجارة الخارجية الألمانية.
يقع المقر الرئيسي للبنك في برجين توأمين في مدينة فرانكفورت في ألمانيا في حين يقع المقر الرئيسي لأكبر فروعه والمعروف باسم CIB التابع له في مدينة لندن، ويستثمر العرب وفي مقدمتهم قطر عدة مليارات في رأسماله، كما يملك مركز دبي المالي العالمي %2.2 من أسهمه.