أعلن مصرف إتش.إس.بي.سي، أكبر مصرف في أوروبا، اليوم الإثنين، أنه قرر إبقاء مقره الرئيسي في بريطانيا رافضاً خيار عودة مقره إلى هونغ كونغ بعد مراجعة استمرت عشرة أشهر.
ويعطي القرار، الذي اتخذه مجلس إدارة المصرف بالإجماع، تعزيزا لوضع لندن كمركز مالي عالمي والذي واجه منذ الأزمة المالية في 2008-2009 تحديات بسبب فرض قواعد أكثر صرامة وزيادة التكاليف.
وقال المصرف في بيان صحافي بعد اجتماع في العاصمة البريطانية، نقلته وكالة "رويترز"، إن: "لندن أحد المراكز المالية الدولية البارزة ومقر عدد كبير من الكفاءات الدولية.. ومن ثم فما زالت المدينة مكانا مثاليا كي تكون المقر الرئيسي لمؤسسة مالية عالمية مثل إتش.إس.بي.سي".
وأنشئ مصرف إتش.إس.بي.سي في هونغ كونغ قبل 150 عاماً، ثم انتقل إلى لندن عام 1993 عندما اشترى مصرف ميدلاند وقبل تسليم تلك المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين.
وكانت هونغ كونغ تُعتبر أقوى المراكز المرشحة لاحتمال انتقال المصرف إليها من لندن في ضوء أنها تسهم بنحو 50% من أرباح المصرف قبل خصم الضرائب، لكن في الأشهر الأخيرة أصبح من المحتمل بشكل متزايد أن يتمسك المصرف بأن يكون مقره الرئيسي في لندن في ضوء التقلبات في الأسواق الصينية، بالإضافة إلى المخاوف من زيادة نفوذ الصين على هونغ كونغ ووضعها المستقل.
وشدد المصرف في بيانه على أنه "بالرغم من قراره بإبقاء مقره الرئيسي في لندن فإنه مازال ملتزما باستراتيجيته في آسيا التي يعتزم بموجبها زيادة الاستثمار في منطقة دلتا نهر بيرل بالصين وجنوب شرق آسيا".
وكانت أسهم المصرف قد هبطت نحو 18% منذ بداية العام وهبطت أكثر من 30% عن أبريل/نيسان الماضي عندما بدأ في مراجعة المكان الذي سيتخذه مقرا رئيسيا له.
وكان المستثمرون في المصرف قد شجعوا على التفكير في مغادرة بريطانيا وذلك إلى حد ما بسبب ضريبة فُرضت على الموازنات العمومية العالمية للمصارف بعد الأزمة المالية، لكن في يوليو/تموز الماضي، قلصت بريطانيا الضريبة في إطار جهود وزير المالية جورج أوزبورن للمساعدة في إبقاء بريطانيا مكانا "جذابا للغاية" للبنوك.
اقرأ أيضاً:
مصرف HSBC يوقف زيادة الأجور والتعيينات في 2016
بنك باركليز يستغني عن 150 موظفا في دبي