لا ينظر السياح للمرشدين المزيفين باستهجان في منطقة إمليل السياحية بالمغرب. فقد أضحى الجميع يلجأ إلى خدماتهم، التي تساهم في التحايل على البطالة هناك.
وفي رده على سؤال لـ"العربي الجديد" حول المرشدين المزيفين، بدا المسؤول عن أحد الفنادق بالمنطقة، محمد إدالي، مستغربا السؤال، قبل أن يجيب "لم يعد أحد ينظر إليهم على أنهم مزيفون".
ويضيف: "في تلك المنطقة الجبلية التي تبعد عن مراكش (جنوب غرب) بنحو 70 كيلومترا، لا يمكن التمييز بين المرشدين المزيفين والمعتمدين، فلا أحد يتساءل حول المعرفة أو الخبرة التي يتوفر عليها المرشد".
ويوضح إدالي أنه غالباً ما يستعين منظمو الرحلات في تلك المناطق بخدمات المرشدين المزيفين، لأنهم لا يطلبون مقابلا مالياً كبيراً، ولمعرفتهم الدقيقة بتفاصيل تلك المنطقة الجبلية.
ويشير إلى أنه كي تحصل على خدمات مرشد معتمد يفترض منحه 40 دولارا في اليوم، بينما يكتفي المرشد غير المعتمد بـ 20 دولارا، علماً أنهما يقدمان نفس الخدمة.
ويذهب عبد العزيز أيت براهيم، الذي أضحى مرشداً بقوة التجربة لا الشهادات، إلى أن انتشار المرشدين المزيفين الجبليين مرده إلى قلة مراكز التكوين المعترف بها من قبل وزارة السياحة.
ويتحدث أيت براهيم عن زملاء خضعوا للتدريب في الإرشاد السياحي، بمباركة من السلطات، غير أن وزارة السياحة، ما زالت لم تعترف لهم بتلك الصفة، كي يجدوا أنفسهم مرشدين مزيفين.
وينبه إلى أن الإرشاد السياحي يساهم في محاصرة البطالة في المناطق الحبلية والواحات والصحراء، حيث لا تستطيع الأنشطة الأخرى استيعاب الخريجين العاطلين في تلك المناطق.
ويوضح أن المرشدين المزيفين يعانون من الرقابة في المدن السياحية الكبرى مثل فاس ومراكش وأكادير والدار البيضاء، لكنهم يواصلون ممارسة نشاطهم في غفلة من الشرطة السياحية والمرشدين الرسميين.
وفي ساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش حيث الفرق الغنائية، ينتشر المرشدون المزيفون، الذين يعملون جاهدين من أجل التقرب من السياح في غفلة من أعين الشرطة.
ورغم اعتقال مرشدين سياحيين مزيفين، يتحرشون بالسياح أو ينصبون عليهم، غير أنهم لا يختفون من الأسواق، رغم المنع القانوني.
ويتذكر أيت براهيم، بدايات تردده على ساحة جامع الفنا، قائلاً: "تلك سنوات سمان في حياة المرشدين المزيفين، حيث يستطيعون سحب مبالغ مهمة منهم، مستغلين انبهارهم بالطابع العجائبي لمراكش".
فتلك أيام ولت، في نظر أيت براهيم، الذي يلاحظ أن السياح لم يعودوا يترددون كثيرا منفردين، بل يأتون في أفواج سياحية، تابعة لوكالات سفر لها مرشدوها المعتمدون.
ولا تنشغل الفنادق كثيرًا بالمرشدين المزيفين بمراكش، حسب الموظف بفندق ينتمي لسلسلة عالمية بمراكش، محمد أمين التوس، لـ"العربي الجديد" فتلك الفنادق غالبا من تلجأ لخدمات مرشدين موثوقين، حسب تعبيره. وتستهدف الحكومة جذب 20 مليون سائح في عام 2020.
وخلصت دراسة أنجزتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية حول المهن الواعدة للمغرب في 2020، إلى أن المرشدين السياحيين يعانون من ضعف التدريب.