يعيش القطاع السياحي في مصر أزمة بسبب غياب السياح. وقد أدت الأوضاع الأمنية والسياسية المتأزمة في البلاد إلى تكبد القطاع خسائر كبيرة، بحسب القيمين.
هذا العام، وبحسب القيمين على القطاع، لم يكن الموسم السياحي على قدر تطلعات العاملين. ففي السوق السياحية في مدينة الأقصر جنوب مصر، اشتكى العديد من التجار من غياب السياح، الأمر الذي أضر بمصالحهم.
يقول التجار لوكالة "فرانس برس": "إن القطاع السياحي في مدينة الأقصر، لم يعد كالسابق، إذ أن السياح غابوا تماماً عن زيارة مدينتنا، الأمر الذي أدى إلى حدوث خسائر كبيرة في أعمالنا التجارية"، ويؤكد التجار، أن الأزمات السياسية والأمنية، كانت السبب الرئيسي في إبعاد السياح عن مصر.
وقد تسبب هذا الوضع في تخلي الكثير من العاملين في القطاع السياحي في مصر، عن وظائفهم في هذا المجال، والبحث عن مجالات أخرى، لتأمين احتياجاتهم اليومية. ويقدر عدد العاملين في القطاع السياحي في مصر بنحو 4 ملايين مواطن.
الأقصر تدفع الثمن
وكانت المزارات السياحية الثقافية الأكثر تضرراً، وعلى رأسها مدينة الأقصر بآثارها الفرعونية القديمة التي كانت تجتذب سياحاً من كل أنحاء العالم.
ويقول منسق لجنة تسويق السياحة بالأقصر وأسوان ماهر عبد الحكيم إن أهالي الأقصر وبازاراتهم يعانون بسبب انخفاض عدد السياح مقارنة بما قبل 2011. ويوضح "كان السائح في الماضي يتجول في الأماكن الأثرية، ويركب الحنطور ويشتري التذكارات والذهب والمنتجات الحرفية التقليدية، الجميع كان يربح".
في الفناء الأمامي لمعبد الأقصر المشيد منذ أكثر من 3400 عام، يسير عدد قليل من السياح ومواطنون مصريون بين الأروقة المزينة بالأعمدة المليئة بالنقوش الفرعونية القديمة.
بالقرب منهم، سائقو حناطير يلاحقون الزوار، ويعرضون عليهم رحلة في شوارع الأقصر، بأجرة قد تبدأ بـ100 جنيه (5.6 دولارات) وتنتهي بعشرين جنيها مكتفين بالقليل بدلا من لا شيء.
وبحسب محمود، فإن الغائب الأكبر هو السياح الفرنسيون الذين كانوا الأكثر ارتياداً لمناطق السياحة الثقافية في مصر، وعلى رأسها محافظتا الصعيد الأقصر وأسوان.
وسجلت أعداد السياح رقما قياسيا في 2010 عندما زار مصر نحو 15 مليون سائح.
ومنذ بداية العالم الحالي، تشير الأرقام إلى عودة النشاط نسبياً إلى القطاع السياحي المصري، لكن الأمور لا تزال بعيدة جداً عما كانت عليه من قبل.
نشاط خجول
وزار مصر في 2016، بحسب بيانات وزارة السياحة، 5.3 ملايين سائح. ويتوقع ماهر عبد الحكيم الخبير الفندقي أن تصل إشغالات الفنادق في الأقصر إلى أكثر من 30% نهاية العام الجاري، مقابل 23% في عام 2016 و17% في 2015، خصوصا أن أعداد الزائرين ترتفع أكثر في موسم الشتاء.
وأرجع عبد الحكيم أسباب هذا الانتعاش المتوقع إلى "الأسواق الجديدة" للسياح الذين ينزلون في فنادق مدينة الأقصر والفنادق العائمة بشكل خاص، وخصوصا من الصين والهند. ويقول "نرى أيضا تحسنا في السياحة الخليجية التي كانت تقتصر على القاهرة وشرم الشيخ والغردقة". ويتوقع مدير عام آثار الأقصر مصطفى الوزيري "موسما شتويا جيدا".
وسجلت موارد السياحة ارتفاعا بنسبة 128% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وبلغت 1.3 مليار دولار، بحسب بيانات البنك المركزي.
وأرجع عبد الحكيم أسباب هذا الانتعاش المتوقع إلى "الأسواق الجديدة" للسياح الذين ينزلون في فنادق مدينة الأقصر والفنادق العائمة بشكل خاص، وخصوصا من الصين والهند.
ويقول "نرى أيضا تحسنا في السياحة الخليجية التي كانت تقتصر على القاهرة وشرم الشيخ والغردقة".
وأشار إلى أن هناك 116 فندقا عائما من أصل أكثر من 300 فندق كانت تعمل قبل عام 2011 عادت إلى العمل مجددا، مضيفا أن "المراكب تقوم بأعمال تجديد الآن استعدادا لموسم الشتاء".
وسجلت موارد السياحة ارتفاعا بنسبة 128% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وبلغت 1.3 مليار دولار، بحسب بيانات البنك المركزي. وكان القطاع السياحي في مصر قد حقق إيرادات تقترب من 12 مليار دولار في عام 2010.