الأزمة الإيطالية تهبط باليورو إلى أدنى مستوى منذ 6 أشهر

29 مايو 2018
اليورو هبط لأدنى سعر منذ 6 أشهر ونصف(Getty)
+ الخط -
بلغ سعر صرف اليورو أدنى مستوى في ستة أشهر ونصف الشهر، اليوم الثلاثاء، منخفضا لليوم الثالث على التوالي، في الوقت الذي تشهد فيه أسواق السندات الإيطالية عمليات بيع جراء تنامي المخاوف السياسية هناك، ما يدفع المستثمرين للتخلي عن العملة الموحدة.

ووضع الرئيس الإيطالي البلاد على مسار إجراء انتخابات مبكرة، أمس الاثنين، بتعيينه مسؤولا سابقا بصندوق النقد الدولي كرئيس مؤقت للحكومة مع تكليفه بالتخطيط لإجراء انتخابات مبكرة وإقرار الموازنة القادمة.

وانخفض اليورو لما دون 1.16 دولار للمرة الأولى في ستة أشهر ونصف الشهر، اليوم، متراجعا 0.3 بالمئة. ومقابل الفرنك السويسري انخفض اليورو بالنسبة نفسها إلى 1.1528 فرنك.

وتراجع اليورو ما يزيد على 4% منذ بداية الشهر، وهو بصدد تسجيل أكبر انخفاض شهري في أكثر من ثلاث سنوات، وفقا لبيانات وكالة "رويترز".

وألقت الأزمة السياسية في إيطاليا بظلالها أيضا على الأسواق المالية التي يساورها القلق بشأن الانتخابات، التي قد تُجرى في أغسطس/ آب وقد تكون أشبه باستفتاء على دور إيطاليا في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو وربما تعزز مواقف الأحزاب المشككة في اليورو أكثر.

وهبطت الأسهم الأوروبية للجلسة الثانية على التوالي، اليوم الثلاثاء، مع عزوف المستثمرين عن المخاطرة بسبب تجدد المخاوف من تفكك منطقة اليورو.

ونزل المؤشر الإيطالي الرئيسي إلى أدنى مستوياته في تسعة أشهر في التعاملات المبكرة منخفضا 1.6% بحلول الساعة 07.25 بتوقيت غرينتش، وخسر مؤشر قطاع البنوك الإيطالي 2.5% بعدما هوى 4% في الجلسة السابقة، متأثرا بهبوط السندات الحكومية التي تمثل جزءا أساسيا في محافظ البنوك.

وانخفضت أسهم انتيسا سان باولو وبي.بي.إي.آر بنكا وأوني كريديت ويو.بي.آي بنكا بين 3.4 و3.7%.


وتراجعت بورصة ميلانو بأكثر من 3%، فيما تخطى الفارق بين معدلات الفائدة على القروض الإيطالية والألمانية لعشر سنوات عتبة 300 نقطة، وفقا لوكالة "فرانس برس"، في مؤشر إلى القلق المتزايد حيال الأزمة السياسية في إيطاليا.

وبعدما كان الفارق بين معدلات الفائدة يجاور 130 نقطة قبل أسبوعين وأغلق الاثنين على 235 نقطة في أعلى مستوى له منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2013، سجل زيادة حادة ومفاجئة بعيد الساعة 10.10 (8.10 ت غ) ليصل إلى 300 نقطة في أقل من ربع ساعة.

وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8%، وسجلت البنوك أسوأ أداء. ونزل مؤشر قطاع البنوك في منطقة اليورو 2% ليتجه صوب تكبد أكبر خسارة شهرية منذ التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو/حزيران 2016.

وامتد التوتر في إيطاليا إلى أسواق أخرى بجنوب منطقة اليورو، حيث تضررت أيضا أسهم البنوك الإسبانية والبرتغالية، وهبط سهم البنك التجاري البرتغالي 4.5%، بينما قاد سهم سانتاندير الإسباني المؤشر آيبكس للنزول بهبوطه 3.1%، وتراجعت سندات "بانكو سانتاندير"، أكبر مصارف منطقة اليورو من حيث رأس المال، بنحو 6% إلى 4.59 يورو فيما خسر بنك "بي بي في اي" الإسباني 3.83% الى 5.9 يورو.