وأرجع أصحاب المحلات سبب زيادة أسعار الملابس، إلى ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء والعمالة ومدخلات التشغيل إلى أكثر من الضعف.
وكانت محلات الملابس بعدد من المحافظات المصرية، قامت بعرض قطع الملابس الشتوية المختلفة من جواكت للنساء والرجال وبلوفرات بأشكال مختلفة داخل الفتارين الزجاجية وتحت الأضواء الشديدة لجذب أعين المارين للشراء.
إلا أن المشهد العام لمحال الملابس لا يبشر إطلاقاً بتردد المواطنين عليها، في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، وبدت الواجهات الزجاجية لمحلات الملابس لـ"الفرجة فقط" و"مصمصة الشفايف" نتيجة الأسعار المرتفعة المعلن عنها على كل قطعة من قطع الملابس.
وسجلت أسعار البلوزات النسائية ما بين 200 إلى 450 جنيها، والجواكت المنقوشة والسادة ما بين 500 و600 جنيه، والتونك الحريمي إلى 400 جنيه، وأسعار البنطلون الجينز تبدأ من 180 وتصل إلى 800 جنيه، والجاكت الجينز ما بين 400 و800 جنيه، والجاكت الجلد يبدأ من 700 جنيه ليصل إلى آلاف الجنيهات حسب الخامة.
ولا تقل أسعار البلوفرات عن 400 جنيه وتزداد حسب الموديل والخامة، والسويت شيرت يصل سعره إلى حوالي 300 جنيه، أما أسعار ملابس الأطفال فقد ارتفعت، فحدث ولا حرج ليصل الطقم بمنطقة وسط القاهرة إلى 350 جنيهاً ويرتفع حسب الموديل والمقاس للأولاد.
وترتفع أسعار الملابس الجاهزة في المناطق الراقية مثل "سيتي ستارز" و"متاجر أند" و"متاجر داليدرس" و"موباكو" وغيرها التي ترى أنها تقدم "ماركات عالمية" ذات جودة عالية، وتتنوع ملابس تلك المناطق ما بين البناطيل البلوزات والقمصان الكاجوال ذات الأنماط الكلاسيكية، ويصل سعر الجاكت الجلد إلى أكثر من ألفي جنيه، أما الجاكت الفرو فيتراوح سعره بين ألفي جنيه و2200 جنيه.
تذمر التجار
وأدى ارتفاع أسعار الملابس في مصر، إلى وجود حالة من التذمر بين التجار، لكونهم يتعرضون لخسارة شديدة نتيجة بوار بضاعتهم داخل محلاتهم، خاصة المحلات المتراصة جنباً إلى جنب بشارع 26 يوليو بالقاهرة، الذى يعد الأشهر في بيع الملابس الجاهزة على مستوى المحافظات، والذي يشهد رواجاً كبيراً لحركة البيع والشراء طوال العام، إلا أن زيادة أسعار الملابس الشتوية أدت إلى ظهور درجة كبيرة من الركود به.
وأكد أحمد ناصر (صاحب محل) أن "أسعار الملابس بصفة عامة في ارتفاع بأسعارها كل عام، الأمر الذي أدى إلى العزوف عن الشراء بكميات، كما كانت تفعل الأسر خلال السنوات الماضية. وقال إن المواطنين يلجأون للملابس الشعبية، لسد حاجتهم ولا يهتمون بجودتها.
واتفق أحمد عبد الحليم صاحب محل مع الرأي السابق أن إقبال المواطنين على شراء الملابس أصبح ضعيفاً للغاية، مشيراً إلى أن زيادة الأسعار شملت المنتج المصري والمستورد، مما أثر على حركة الشراء بشكل كبير.
ولفت البائع محمد سعد، إلى أن الموسم الشتوي واضح منذ البداية بحالة من الركود، وقال: "نحن نقرأ الشارع جيداً".
وتابع ساخراً: "بقيت بمسك في الزبون وأقنعه يشتري أي حاجة أصل أنا مش كل يوم هلاقي زبون داخل المحل يشتري"، موضحاً أن حالة الركود أدت إلى تخفيض العمالة بالمحلات.
ركود في البيع
وأرجع حسين سلامة (صاحب محل)، زيادة أسعار الملابس، إلى ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء والعمالة ومدخلات التشغيل إلى أكثر من 50% عن السنوات الماضية، إضافة إلى أسعار فواتير الكهرباء والعمالة والضرائب وأسعار إيجار المحلات.
وأضاف أن الإقبال على شراء الملابس هذا العام شبه منعدم، مما تسبب في ركود حركة البيع.
من جانبه، قال عبد الوهاب محمد، صاحب محل: "الدنيا نايمة على الآخر وموسم الملابس الشتوية مضروب"، مشدداً على أن هناك حالة ركود في المحلات وضعفاً في المبيعات.
في المقابل، يواجه المواطن المصري، حالة من الضغوط الاقتصادية التي تحيط بحياته، في ظل غلاء الأسعار وانخفاض مستوى المعيشة، كما أن معظم الأسر المصرية تعاني من مشاكل المدارس بسبب ضغوط الدروس الاقتصادية ومصاريف الدراسة بالجامعات.
وتنظر طائفة كبيرة من المواطنين إلى شراء الملابس الشتوية على أنه من "مكملات الحياة" والبعض الآخر يقوم بشرائها من الأسواق الشعبية، بينما يرفض البعض شراء ملابس جديدة ويكتفي بما لديه من ملابس شتوية خلال الأعوام الماضية.
"هلاقيها من فاتورة الكهرباء ولا المياه ولا الأكل والشرب ومصاريف المدارس"، بتلك الكلمات قالت عطيات محمد، ربة المنزل، مشيرة إلى أنها تفضل ملابس الأعوام الماضية الشتوية بسبب غلاء الأسعار.
كما حرصت وفاء محمد، طالبة جامعية، على عدم شراء ملابس شتوية هذا العام مع بداية فصل الشتاء، أملًا في انخفاض الأسعار، قائلة: "حينما تجولت ببعض محلات وسط القاهرة وجدت الأسعار فوق طاقة أي مواطن، خاصة متوسطي الدخل، "مما جعلها تعزف عن الشراء، لتخفيف العبء عن أسرتها، واتفقت معها الطالبة نجوى إبراهيم قائلة: "اعتدت على شراء أطقم عدة بداية الموسم، ولكن أجبرت على تقليل العدد هذا العام لارتفاع أسعار الملزمات الدراسية وغيرها".
وفضل طارق عبد الله (موظف)، شراء أي ملابس شتوية لأولاده من الأسواق الشعبية خاصة وكالة البلح، مشيراً إلى أنه رغم ارتفاع أسعارها إلا أنها تعد أقل بكثير من أسعار محلات وسط القاهرة، بينما قال يوسف محمد، سائق، إنه قام بشراء طقم واحد لطفليه، نظراً للارتفاع الكبير في أسعار ملابس الأطفال الشتوية، مشيراً إلى أنه فضل التوجه إلى الأسواق الشعبية نظراً لانخفاض أسعارها نسبياً عن المحلات.