تعاني سورية من شح مادتي المازوت والأسمدة، ما يزيد من مخاوف المزارعين على موسم القمح من التبديد والتراجع، بعد انتشار "صدأ القمح" وحاجة الأراضي لسقاية أخيرة، تضمن، بحسب مصادر لـ"العربي الجديد"، وصول محصول القمح إلى أكثر من مليوني طن، وهو رقم لم تشهده سورية، منذ قبل ثورتهم على نظام الأسد عام 2011.
وبفضل ارتفاع معدل الهطول المطري لموسم 2019 بأكثر من 50%، زادت المساحات المزروعة بالحبوب، وفي مقدمتها القمح، لتصل، بحسب تصريحات مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة في حكومة بشار الأسد، عبد المعين قضماني، إلى 1352662 هكتاراً يقابلها 1102060 هكتاراً في الموسم السابق، منها 593 ألف هكتار للزراعة المروية و759 ألفاً للبعل وبزيادة 250 ألف هكتار عن موسم 2018.
ويعزو قضماني زيادة زراعة الأراضي إلى عودة الفلاحين إلى حقولهم بعد "الأمان" ودخول أراض جديدة لسيطرة نظام الأسد "تم بريف الرقة زراعة 100 ألف هكتار زيادة عن الموسم السابق ثم الحسكة 55 ألف هكتار، تلتها حلب 31 ألفاً ثم دير الزور 22 ألفاً، ودرعا 20، فالقنيطرة 6 آلاف وريف دمشق وسهل الغاب 5 آلاف، والسويداء 3 آلاف هكتار.
وكذلك الأمر بالنسبة لمحصول الشعير الذي تجاوزت مساحاته المزروعة هذا العام 1450000 هكتار يقابلها 1194091 هكتاراً في الموسم السابق، بزيادة 255 ألف هكتار توزعت على الرقة بواقع 141 ألف هكتار، ثم حماة 61 ألفاً، وحلب 52 ألف هكتار.
اقــرأ أيضاً
ولم يبتعد مدير مؤسسة الحبوب في الحكومة السورية المعارضة، حسان محمد، عن توقعات قضماني، بل أضاف لـ"العربي الجديد" أن جميع المؤشرات تدلل على أن موسم 2019 هو الأعلى إنتاجاً منذ أكثر من 15 عاماً، مستدركاً: "إن لم يحصل طارئ جوي، لأن القمح بمرحلة الإزهار الآن، فمن المتوقع أن يتجاوز الموسم 2 مليون طن من القمح في مناطق سيطرة الأسد ونحو 500 ألف طن في مناطق سيطرة المعارضة".
مخاوف ونقص احتياجات
تزيد آمال السوريين هذا العام بحصاد وفير، بعد أن تراجع إنتاج القمح بسورية من نحو 4 ملايين طن قبل الثورة عام 2011 إلى نحو مليون طن كمعدل سنوي، كما لم يزد إنتاج القمح بسورية بموسم 2018 عن 1.2 مليون طن، وهي أقل من حاجة الاستهلاك المحلي التي تزيد عن 2.3 مليون طن سنوياً.
لكن مخاوف الفلاحين، بعد شح مادة المازوت وبلوغ سعر اللتر أكثر من 400 ليرة في ريفي حماة، وقلة المبيدات الحشرية في مدن الجزيرة السورية (الرقة، الحسكة ودير الزور)، أن يكون محصول القمح بات مهدداً هذا العام.
ويقول المزارع عبد الله العليان من منطقة الشميطية بريف دير الزور لـ"العربي الجديد" إن محصول القمح يحتاج إلى سقايات قليلة، بخاصة إذا اشتد الحر وهو في مرحلة الإزهار، لكن "ارتفاع أسعار المازوت وقلة توفره قد توقعنا بخسائر أو تأتي على كمية المحصول، إن لم نسقه".
وبفضل ارتفاع معدل الهطول المطري لموسم 2019 بأكثر من 50%، زادت المساحات المزروعة بالحبوب، وفي مقدمتها القمح، لتصل، بحسب تصريحات مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة في حكومة بشار الأسد، عبد المعين قضماني، إلى 1352662 هكتاراً يقابلها 1102060 هكتاراً في الموسم السابق، منها 593 ألف هكتار للزراعة المروية و759 ألفاً للبعل وبزيادة 250 ألف هكتار عن موسم 2018.
ويعزو قضماني زيادة زراعة الأراضي إلى عودة الفلاحين إلى حقولهم بعد "الأمان" ودخول أراض جديدة لسيطرة نظام الأسد "تم بريف الرقة زراعة 100 ألف هكتار زيادة عن الموسم السابق ثم الحسكة 55 ألف هكتار، تلتها حلب 31 ألفاً ثم دير الزور 22 ألفاً، ودرعا 20، فالقنيطرة 6 آلاف وريف دمشق وسهل الغاب 5 آلاف، والسويداء 3 آلاف هكتار.
وكذلك الأمر بالنسبة لمحصول الشعير الذي تجاوزت مساحاته المزروعة هذا العام 1450000 هكتار يقابلها 1194091 هكتاراً في الموسم السابق، بزيادة 255 ألف هكتار توزعت على الرقة بواقع 141 ألف هكتار، ثم حماة 61 ألفاً، وحلب 52 ألف هكتار.
ولم يبتعد مدير مؤسسة الحبوب في الحكومة السورية المعارضة، حسان محمد، عن توقعات قضماني، بل أضاف لـ"العربي الجديد" أن جميع المؤشرات تدلل على أن موسم 2019 هو الأعلى إنتاجاً منذ أكثر من 15 عاماً، مستدركاً: "إن لم يحصل طارئ جوي، لأن القمح بمرحلة الإزهار الآن، فمن المتوقع أن يتجاوز الموسم 2 مليون طن من القمح في مناطق سيطرة الأسد ونحو 500 ألف طن في مناطق سيطرة المعارضة".
مخاوف ونقص احتياجات
تزيد آمال السوريين هذا العام بحصاد وفير، بعد أن تراجع إنتاج القمح بسورية من نحو 4 ملايين طن قبل الثورة عام 2011 إلى نحو مليون طن كمعدل سنوي، كما لم يزد إنتاج القمح بسورية بموسم 2018 عن 1.2 مليون طن، وهي أقل من حاجة الاستهلاك المحلي التي تزيد عن 2.3 مليون طن سنوياً.
لكن مخاوف الفلاحين، بعد شح مادة المازوت وبلوغ سعر اللتر أكثر من 400 ليرة في ريفي حماة، وقلة المبيدات الحشرية في مدن الجزيرة السورية (الرقة، الحسكة ودير الزور)، أن يكون محصول القمح بات مهدداً هذا العام.
ويقول المزارع عبد الله العليان من منطقة الشميطية بريف دير الزور لـ"العربي الجديد" إن محصول القمح يحتاج إلى سقايات قليلة، بخاصة إذا اشتد الحر وهو في مرحلة الإزهار، لكن "ارتفاع أسعار المازوت وقلة توفره قد توقعنا بخسائر أو تأتي على كمية المحصول، إن لم نسقه".
ويشير العليان إلى أن "ما هو أهم من السقاية، توفر المبيدات الحشرية، فهي قليلة وإن وجدت مرتفعة السعر، وهذا هاجس المزارعين اليوم، بعد أن جاء موسم مطري وفير ونرى مواسم القمح أمامنا، وهي الأكثر منذ سنين طويلة".
ويتفق مع هذا الرأي المزارع عبد الرحمن محمد إبراهيم من ريف إدلب، ويزيد على شح المحروقات والأسمدة أن القصف عاد مجدداً إلى أرياف إدلب وحلب وحماة، ما بات يهدد حياة الفلاحين.
ويرى المهندس حسان محمد أن "مخاوف الفلاحين بسورية مشروعة، بسبب قلة مستلزمات الإنتاج"، ويؤكد لـ"العربي الجديد" أن "مخاوف السقاية يمكن تجاوزها الآن، لأن مرحلة الإزهار الحالية تحتاج إلى رطوبة ليس إلا، لأن الاحتياج الأكبر للمياه كان خلال مارس/ آذار الماضي، وفعلاً كان الهطول كثيراً وقتذاك".
أما مؤسسة الحبوب فتعتبر أن "الخطر من وجود أصداء الفطريات التي بدأت تظهر على المحصول وهو بهذا العمر يهدد الموسم ويعيدنا بالذاكرة إلى موسم 2005، عندما حدثت جائحة (أزمة) الفطريات وخفضت الموسم بأكثر من 20%".
رأي فني مختلف
يرى المهندس الزراعي، يحيى تناري، أن موسم الحبوب في سورية هذا العام هو الأفضل منذ سنين، بعد الهطولات المطرية، متوقعاً أن يصل المحصول في مناطق سيطرة الأسد والمعارضة إلى ما يسد احتياجات سورية المقدرة بنحو 2.3 مليون طن، ويوفر ربما كامل فاتورة الاستيراد، لأن نظام الأسد يستورد بما قيمته 1.1 مليار دولار بسعر 252 دولارا الطن الواحد.
تناري يضيف لـ"العربي الجديد": "قد لا تُستثمر كل المساحات بزراعة الحبوب لهذا الموسم، لكن وفرة الأمطار ستزيد الإنتاجية بوحدة المساحة"، معتبراً أن "المخاطر على الموسم لا تكمن في قلة السقاية والمياه، بل الخوف من غرق الموسم كما حدث شمال غربي سورية في الشهر الماضي نتيجة كثرة الأمطار والفيضانات".
والمشكلة الأهم، برأي تناري، عدم توفر المبيدات، لأن الرطوبة والأمطار ساهمت في انتشار أمراض فطرية مثل "صدأ القمح"، ما يهدّد بجوائح (أزمات)، خصوصاً على القمح الطري.
وحول احتياج الموسم لسقايات قبل الحصاد، يضيف تناري أن ريّة تكميلية واحدة ربما تكفي، وربما بمناطق الجزيرة، الأكثر زراعة، يحتاج الموسم إلى أكثر من سقاية، بخاصة إن اشتد الحر قبل أن "يُسنبل" القمح.
من جهته، يتوقع الاقتصادي محمود حسين أن يزيد إنتاج سورية من القمح هذا الموسم عن 2 مليون طن "لكن تبقى هذه توقعات، لأن الأمر ما زال رهناً بعوامل جوية وتوفر مستلزمات الإنتاج".
ويشير حسين لـ"العربي الجديد" إلى أن موسم عام 2018 كان الأقل منذ 20 عاماً، إذ لم يتجاوز في كل سورية 1.2 مليون طن، وهو ما يوازي ثلثي إنتاج 2017 البالغ 1.7 مليون طن، وربما نصف الإنتاج للموسم الحالي، إن لم يحدث أي أمر طارئ.
ويتفق مع هذا الرأي المزارع عبد الرحمن محمد إبراهيم من ريف إدلب، ويزيد على شح المحروقات والأسمدة أن القصف عاد مجدداً إلى أرياف إدلب وحلب وحماة، ما بات يهدد حياة الفلاحين.
ويرى المهندس حسان محمد أن "مخاوف الفلاحين بسورية مشروعة، بسبب قلة مستلزمات الإنتاج"، ويؤكد لـ"العربي الجديد" أن "مخاوف السقاية يمكن تجاوزها الآن، لأن مرحلة الإزهار الحالية تحتاج إلى رطوبة ليس إلا، لأن الاحتياج الأكبر للمياه كان خلال مارس/ آذار الماضي، وفعلاً كان الهطول كثيراً وقتذاك".
أما مؤسسة الحبوب فتعتبر أن "الخطر من وجود أصداء الفطريات التي بدأت تظهر على المحصول وهو بهذا العمر يهدد الموسم ويعيدنا بالذاكرة إلى موسم 2005، عندما حدثت جائحة (أزمة) الفطريات وخفضت الموسم بأكثر من 20%".
رأي فني مختلف
يرى المهندس الزراعي، يحيى تناري، أن موسم الحبوب في سورية هذا العام هو الأفضل منذ سنين، بعد الهطولات المطرية، متوقعاً أن يصل المحصول في مناطق سيطرة الأسد والمعارضة إلى ما يسد احتياجات سورية المقدرة بنحو 2.3 مليون طن، ويوفر ربما كامل فاتورة الاستيراد، لأن نظام الأسد يستورد بما قيمته 1.1 مليار دولار بسعر 252 دولارا الطن الواحد.
تناري يضيف لـ"العربي الجديد": "قد لا تُستثمر كل المساحات بزراعة الحبوب لهذا الموسم، لكن وفرة الأمطار ستزيد الإنتاجية بوحدة المساحة"، معتبراً أن "المخاطر على الموسم لا تكمن في قلة السقاية والمياه، بل الخوف من غرق الموسم كما حدث شمال غربي سورية في الشهر الماضي نتيجة كثرة الأمطار والفيضانات".
والمشكلة الأهم، برأي تناري، عدم توفر المبيدات، لأن الرطوبة والأمطار ساهمت في انتشار أمراض فطرية مثل "صدأ القمح"، ما يهدّد بجوائح (أزمات)، خصوصاً على القمح الطري.
وحول احتياج الموسم لسقايات قبل الحصاد، يضيف تناري أن ريّة تكميلية واحدة ربما تكفي، وربما بمناطق الجزيرة، الأكثر زراعة، يحتاج الموسم إلى أكثر من سقاية، بخاصة إن اشتد الحر قبل أن "يُسنبل" القمح.
من جهته، يتوقع الاقتصادي محمود حسين أن يزيد إنتاج سورية من القمح هذا الموسم عن 2 مليون طن "لكن تبقى هذه توقعات، لأن الأمر ما زال رهناً بعوامل جوية وتوفر مستلزمات الإنتاج".
ويشير حسين لـ"العربي الجديد" إلى أن موسم عام 2018 كان الأقل منذ 20 عاماً، إذ لم يتجاوز في كل سورية 1.2 مليون طن، وهو ما يوازي ثلثي إنتاج 2017 البالغ 1.7 مليون طن، وربما نصف الإنتاج للموسم الحالي، إن لم يحدث أي أمر طارئ.