وتناول اللقاء الذي جمع الرئيسين سعيّد وتبّون بمقر القصر الرئاسي بـ "المرادية" بالعاصمة الجزائرية مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث تم الاتفاق وفق ما أعلنته صفحة الرئاسة التونسية على تطوير هذه العلاقات وفق مقاربة جديدة بناءً على طموحات الشعب الواحد في تونس والجزائر، تقوم على وضع شراكة للتشاور والتنسيق الاستراتيجي بين الجانبين.
وتعدّ الوديعة الجزائرية التي أعلن عنها الرئيس تبون الثانية من نوعها عربياً التي تحصل عليها تونس بعد الوديعة القطرية المقدرة بـ500 مليون دولار والتي أودعت بالمركزي التونسي عام 2013.
ويمثل الملف الاقتصادي واحداً من أبرز النقاط على جدول أعمال زيارة الرئيس التونسي إلى الجارة الجزائر، حيث يتطلّع المتعاملون الاقتصاديون إلى تجاوز عثرات الماضي وتفعيل الاتفاقيات التجارية المعطلة بين البلدين.
وفي عام 2006، وقعت تونس والجزائر على اتفاق لإنشاء ثلاث مناطق للتبادل التجاري الحر على الحدود، لكنه لم يجر تنفيذها حتى الآن، ما أبقى مستوى التبادل التجاري بين تونس والجزائر في حدود 1.7 مليار دولار.
ويبلغ حجم المبادلات التجارية الجزائرية التونسية 1.7 مليار دولار منها 1.3 مليار دولار صادرات جزائرية لتونس أغلبها من المحروقات ومشتقاتها و400 مليون دولار صادرات تونسية للجزائر عبارة عن تجهيزات الكهرباء ومواد ميكانيكية وفقاً لأرقام كشفت عنها السفارة التونسية بالجزائر لوسائل إعلامية.
وتسعى كل من تونس والجزائر لتفعيل الاتفاق التجاري التفاضلي الموقع بين الطرفين سنة 2008، والذي دخل حيز الخدمة سنة 2014 من خلال توسيع الاستثمارات بين الطرفين حيث يبلغ عدد المتعاملين الاقتصاديين بتونس اليوم 600 شركة أغلبها شركات صغيرة ومتوسطة، في حين تنشط في السوق التونسية 60 شركة جزائرية معظمها تشتغل في قطاع النسيج والجلود.
وتمثل الجزائر المزوّد الأول لتونس بالغاز الطبيعي وتشتري تونس الكهرباء من الجزائر لمواجهة الطلب الداخلي، كما تعودت على الاستعانة بالطاقة من جارتها الغربية منذ أكثر من 50 عاماً.
وتحتل الجزائر المرتبة الأولى في عدد السياح المغاربيين الذين يتوافدون على تونس. وعام 2019 زار تونس 2.9 مليون سائح جزائري من جملة 9 ملايين سائح زاروا البلد من مختلف دول العالم.
وتقدر السلطات الجزائرية عدد السياح التونسيين الذين يعبرون إلى الجزائر للسياحة، وغالباً للتبضع بمليون ونصف المليون تونسي، فيما يعبر في المقابل أكثر من مليوني سائح جزائري للسياحة، وبدرجة أقل للعلاج في المصحات التونسية الخاصة.