أقرّت الرئاسة الجزائرية إعانة مالية للعائلات المحتاجة المتوقف دخلها بسبب فيروس كورونا، سيتم توزيعها قبل حلول شهر رمضان الفضيل.
وقال الرئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، إنه تقرر منح دعم مالي قيمته 10 آلاف دينار "50 يورو" للعائلات المعوزة تضاف إلى المنحة المخصصة في إطار ما يعرف بقفة (سلة) رمضان وقيمتها 6 آلاف دينار "30 يورو".
وأفادت مصادر رسمية لـ "العربي الجديد" بأن آخر الأرقام الصادرة عن وزارة التضامن والأسرة وقضايا المرأة تشير إلى إحصاء 231024 عائلة من المنتظر أن تستفيد من منحة رمضان لهذا العام بغلاف مالي قدره 1.393 مليار دينار "12 مليون يورو"، سيتم صبها في الحسابات البريدية للعائلات، وهو الرقم الذي ستعتمده السلطات المحلية لتوزيع الإعانة المالية المعلن عنها، مع تسجيل تراجع في عدد العائلات بعد أن تجاوز العام الماضي 600 ألف أسرة.
وللحفاظ على الحياة الاقتصادية ومناصب العمل الدائمة، التي تأثرت بفيروس كورونا، أصدرَ رئيس الوزراء، عبد العزيز جراد، اليوم الثلاثاء، تعليمات لأعضاء الحكومة تقضي بإطلاق مشاورات على مستوى كل القطاعات مع منظمات أرباب العمل والنقابات العمالية لتقييم واحتواء آثار تفشي الوباء، على أن يتم تقديم المقترحات قبل يوم 23 إبريل/ نيسان الجاري.
وأشارت التعليمات إلى أن التدابير المتخذة من قبل السلطات العمومية للوقاية من "كوفيد 19" ومكافحته تؤثر وبشكل مباشر على الحياة الاقتصادية والتشغيل، ما يتطلّب "تضامناً وطنياً كبيراً" للإبقاء على النشاط الاقتصادي مستمراً والحفاظ على مناصب الشغل.
وباشرت المصالح المحلية، الثلاثاء، عمليات إحصاء العائلات المحتاجة، وتقول "ر. ب"، إحدى المستفيدات من المنحة، "زوجي عامل يومي يعمل حمّالاً لمواد البناء بالبليدة، المنطقة الأكثر تضرراً بفيروس كورونا، المحجور عليها بشكل كامل، يخرج خلسة قبل نصب الحواجز الأمنية ويلتحق بالعمل حتى يؤمن لنا القوت، فلا معيل لنا غيره".
وأضافت في حديثها لـ"العربي الجديد": "نحمد الله أن هناك من المحسنين ممن يضعون بعض المستلزمات الغذائية أمام المنازل للمحتاجين دون إحراجهم، يكفي أن نعيش بعد هذا الوباء، أما الرزق فهو مقسوم".
أما "ف.س"، وهي سيدة تشتغل بالمنازل لإعالة أبنائها بسبب وجود زوجها في السجن، فهي اليوم محرومة من العمل لأن العائلة التي تشتغل عندها ترفض استقبال الغرباء عن المنزل مخافة انتقال الفيروس، تقول "لقد أرسلوا لي بعض المال وطلبوا مني البقاء في المنزل ولكن المبلغ غير كافٍ لقد حضر ممثلون عن السلطات المحلية ودوّنوا اسمي حتى أحصل على المساعدة رفقة 100 عائلة أخرى هنا في هذه المنطقة الصغيرة".
عائلات أخرى كثيرة من أصحاب الدخل اليومي تضررت كثيراً من التداعيات الاقتصادية والمعيشية التي ترتبت على أزمة كورونا، في القرى والمناطق الداخلية.
ويقول رب عائلة يشتغل في أحد مصانع تعليب الفاكهة، رفض ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد": "أنا أشتغل بشكل عادي في هذا المصنع ولكن الجميع متخوف من توقف نشاطه بسبب نفاد الفاكهة".
واسترسل: "أمشي قرابة ثلاثة كيلومترات على قدمي للوصول إلى المصنع الذي أعمل فيه بعد قرار توقيف وسائل النقل العمومي لتفادي انتشار الفيروس، وأقدّم في كل مرة تبريراً للمصالح الأمنية بخصوص سبب خروجي إلى أن تعوّدوا على تبريري.. إذا استمر نشاط المصنع لن أكون بحاجة إلى مساعدة الدولة خلال شهر رمضان، وإن كان العكس وفقدت مصدر رزقي سأبحث عن عمل آخر رغم قلة الحظوظ".
مئات من العمال الذين فقدوا عملهم بسبب توقف ورشات العمل المؤقتة سيكونون بحاجة إلى الاستفادة من هذه الإعانات الحكومية حتى يستطيعوا الإنفاق على أسرهم، بحسب مراقبين لـ"العربي الجديد".