تراجعت أسعار الأعلاف خلال الأسابيع القليلة الماضية في مصر بمعدلات وصلت في المتوسط إلى نحو 25 في المائة، إذ انخفضت أسعار الذرة الصفراء من 19 ألف جنيه إلى 13 ألف جنيه للطن، وفول الصويا من 44 ألف جنيه إلى 37 ألف جنيه، ونخالة القمح "الردة" من 12 ألف جنيه إلى 10 آلاف جنيه للطن، كما تراجعت أسعار أعلاف الدواجن بنحو 3 آلاف جنيه للطن، وهو ما قد يؤثر على أسعار اللحوم خلال الأيام المقبلة. (الدولار يساوى 30.9 جنيهاً).
وعزا محمد عبد الحميد؛ أحد كبار تجار خامات الأعلاف، نزول الأسعار إلى تراجع الطلب بمعدلات وصلت إلى 60 في المائة، نتيجة خروج غالبية صغار المنتجين (لحوم حمراء- دواجن) من السوق، عقب الخسائر المتلاحقة التي تكبدوها، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، مقابل تراجع الأسعار.
وأضاف في تصريحات لـ "العربي الجديد" أنه بالرغم من تراجع أسعار أعلاف الدواجن إلّا أن السعر في المزرعة عند 63 جنيهاً للكيلو، وبالتالي ما زال يمثل خسائر للمربي، أما تأثير الانخفاض على أسعار اللحوم، فسيأخذ بعض الوقت، وخاصة مع ارتفاع الطلب مع دخول موسم عيد الأضحى.
وأكد حسين أبو صدام تراجع أسعار اللحم البقري القائم (الحي) من 150 جنيهاً للكيلو إلى نحو 130 جنيهاً، والجاموسي من 130 جنيهاً إلى 120 جنيهاً، وذلك بعد انخفاض أسعار الأعلاف، لافتاً إلى أن الأسعار لدى الجزارين ما زالت كما هي.
وأشار في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إلى أنه مع زيادة معدلات الإفراج عن الأعلاف والنزول بالأسعار مع تراجع الطلب، ودخول شحنات من اللحوم المستوردة، ستستقر أسعار اللحوم، مع دخول موسم العيد، بعد أن كانت في طريقها لارتفاعات جديدة.
وقال موسى صقر، عضو الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، إن موضوع أسعار الأعلاف غير مؤثر في الوقت الحالي على أسعار الدواجن، فرغم تراجع سعر طن العلف إلى 25 ألف جنيه، إلا أن سعر تكلفة الإنتاج تصل إلى 70 جنيهاً للكيلو، وهو ما يعني خسارة 8 جنيهات في كل كيلو عند البيع بسعر 62 جنيهاً على أرض المزرعة.
وتابع صقر في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أصحاب الشركات الكبيرة هم من يتحكمون في الأسعار لأنهم هم المستفيدون من انخفاضها، بغض النظر عن خسائر الآخرين، فهم يتربحون عن طريق دخول هذه الدواجن إلى مجازرهم الخاصة، ثم إعادة بيعها مجمدة على سعر يصل إلى 100 جنيه، بخلاف مكاسبهم من الأدوية والكتاكيت.
وأظهر تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أنه تم استيراد ذرة بقيمة 3 مليارات دولار، وفول صويا بنحو 2.7 مليار دولار خلال بنهاية عام 2022، فيما تحتاج مصر إلى نحو 4 ملايين طن فول صويا خلال العام التسويقي 2022/ 2023 وفقاً لتوقعات مكتب الشؤون الزراعية الأميركية بالقاهرة.
ومن جانبه أعلن السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن إجمالي ما تم الإفراج عنه من الأعلاف خلال الفترة من 16 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي 2022 وحتى 25 مايو/ أيار 2023 بلغ نحو 5.2 ملايين طن، منها 3.9 ملايين طن ذرة، و1.3 مليون طن فول صويا وإضافات أعلاف، بقيمة 2.5 مليار دولار.
وتستهدف وزارة الزراعة المصرية زراعة نحو 3.5 ملايين فدان خلال العام الجاري 2023، من المحاصيل العلفية بزيادة 200 ألف فدان عن العام الماضي، عبر نظام الزراعة التعاقدية، تشمل 2.8 مليون فدان ذرة شامية صفراء وبيضاء و450 ألف فدان ذرة رفيعة و150 ألف فدان فول صويا، (سترتفع إلى 450 ألف فدان فول صويا خلال 2024).