حققت الجزائر قيمة تفوق ستة مليارات دولار من الصادرات خارج قطاع المحروقات منذ مطلع السنة الجارية وإلى غاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما يقارب التوقعات الرسمية بتحقيق سبعة مليارات دولار من الصادرات غير النفطية بنهاية العام الجاري 2022.
وقال وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق، خلال مشاركته في افتتاح الدورة الـ36 للمعرض الدولي الأفريقي "أسيهار" في عاصمة الصحراء الجزائرية، تمنراست، جنوبي البلاد، إن هذه الأرقام تؤكد نجاعة السياسة المنتهجة من قبل الرئيس عبد المجيد تبون لتحرير الجزائر من التبعية لموارد المحروقات"، بينما لم تكن الصادرات هذه تتجاوز 1.3 مليار دولار سنويا خلال الثلاثة عقود الماضية.
وأشار الوزير الجزائري بالمناسبة إلى أن "الحكومة تعمل من أجل ترشيد الواردات بهدف تحويل الجزائر من سوق مستهلك إلى سوق ذات قدرات إنتاجية تسمح بتغطية الاحتياجات الوطنية، وتحقيق تراجع في فاتورة السلع الواردة، في مقابل انفتاح السوق الوطنية على نشاط استثماري وشراكات أجنبية قادرة تسمح بتجميع الموارد المالية ونقل التكنولوجيات وزيادة صادرات البلاد خارج المحروقات".
واعتبر المسؤول الجزائري أن المناطق الحدودية مع دول الساحل وأفريقيا، ستستفيد من إنشاء عدد من المناطق الحرة على مستوى الولايات الحدودية مع ليبيا وموريتانيا ومالي ونيجيريا، لزيادة التبادلات التجارية مع أفريقيا، ما يبعث ديناميكية اقتصادية وتجارية بين سكان الولايات الحدودية والدول المجاورة وتحقيق التكامل الاقتصادي في المنطقة.
وحضر افتتاح هذه الفعالية الاقتصادية وزير التجارة والصناعة لدولة مالي محمد أولد مولود ووكيل وزارة التجارة لدولة النيجر عبدو إبراهيم. وتبدي الجزائر منذ اعتلاء الرئيس تبون سدة الحكم عام 2019، توجها لافتا نحو الأسواق الأفريقية ودول الساحل، وتطرح عدة مبادرات في هذا الاتجاه، أبرزها إنشاء الطريق الصحراوي الذي يربط بين الجزائر ولاغوس في نيجيريا، والطريق البري بين تندوف والزويرات في موريتانيا، إضافة إلى مشروع مستقبلي لسكة الحديد إلى مالي والنيجر، وإطلاق خط نقل بحري للبضائع إلى السنغال وإنشاء معارض ثابتة للإنتاج الجزائري في ثلاث دول هي النيجر والسنغال وموريتانيا.
وتستهدف الجزائر تحقيق صادرات بـ15 مليار دولار خارج المحروقات، في غضون العام المقبل، بحسب تصريحات كان أدلى بها الرئيس عبد المجيد تبون قبل أسبوع عند افتتاح معرض للإنتاج المحلي في العاصمة الجزائرية.