في لفتة خارجة عن المألوف، منح مهرجان "أيام قرطاج السينمائية"، أمس الثلاثاء، سجناء السجن المدني بالمرناقية، فرصة التمتع بفعالياته، من خلال عرض الفيلم الكوميدي التونسي "زيزو"، داخل قاعة في السجن.
يتناول الفيلم للمخرج فريد بوغدير، حياة الأسر التونسية، من خلال تنقل "زيزو"، بطل الفيلم، فوق الأسطح، علّه ينال نظرة من حبيبته المسجونة في أحد المنازل، من قبل واحد من المقربين من السلطة. وحضر عرض الفيلم المخرج وبعض من أبطاله، ثم شاركوا المساجين بالنقاش حوله.
هذه البادرة، رتبتها إدارة "أيام قرطاج السينمائية"، بالتنسيق مع السلطات المختصة في تونس وبالشراكة مع منظمة الصليب الأحمر الدولي، من خلال برمجة عديد من العروض في ستة سجون تونسية، ليتاح للمساجين متابعة الدورة، أملاً بأن تقوم السينما بواحد من أدوارها التقليدية، التثقيف والترفيه، إضافة إلى محاولة دمج المساجين بالحياة العامة.
وكان للمدونة التونسية المعروفة لينا بن مهني، ومجموعة من الناشطين التونسيين، مبادرة أخرى تخص السجون أيضاً، تضمنت التكفل بحملة تبرع بالكتب، لإثراء رفوف المكتبات الموجودة بالسجون التونسية بها.
وزارت لينا، أمس، أربعة سجون تونسية، وقدمت إليها مجموعة هامة من الكتب التي تمّ جمعها والتي تعدّ بالمئات، حتى يتمكن كل سجين راغب في المطالعة من قراءة كتاب قد ينسيه ضيق جدران السجن، ويحمله إلى عوالم من الخيال، تكون المتنفس له، وإثراءً لزاده المعرفي.