من الطبيعي أن يحلم كل شخص يدخل في مجال التمثيل بأداء أدوار البطولة، وعادةً ما تبدأ مسيرة الممثل بأداء الأدوار الصغيرة والثانوية، حتّى يتمكَّن من لعب الأدوار الأولى. ولكن بعض الممثلين يعيشون ويموتون، دون أن تتاح لهم الفرصة لتحقيق أحلامهم، وبعضهم أيضاً يصلون إلى مبتغاهم. ولكن الاستمرار بالقمة ليس بالأمر اليسير. ففي السينما العربية، اضطرَّ العديد من الممثلين إلى العودة لتجسيد الشخصيات الثانوية، ولم ينالوا شرف أداء دور البطولة، ومنهم:
طلعت زكريا
كان أول ظهور له على الشاشة الكبيرة عام 1987، من خلال أدائه شخصية ثانوية في فيلم "فارس وبني خيبان"، واستمرت مسيرته لأعوام طويلة في الأدوار البسيطة وشبه الثانوية، واكتسب اسمه الشهرة لاقترانه بالكثير من الأعمال الكوميدية مع العديد من النجوم أمثال: عادل إمام ومحمد هندي وكريم عبد العزيز. إلى أن استطاع في عام 2006 أن يشارك بأول بطولة له، مع ياسمين عبد العزيز، من خلال فيلم "حاحا وتفاحة". وأما في عام 2008، فاستطاع أن ينفرد بالبطولة لوحده، من خلال فيلم "طباخ الريس"، إلا أن الجماهير لم تتقبل زكريا بأدوار البطولة. كما أن مواقفه السياسية المناهضة لثورة 25 يناير، ساهمت بشكل كبير بهبوط شعبيته، ولكن زكريا راهن على نجاحه رغم هبوط شعبيته، وعاد سنة 2011، ببطولة فيلم "الفيل في المنديل" الذي لم يحقق أي نجاح.
ماجد الكدواني
كان أول ظهور له عام 1996، من خلال فيلم "عفاريت الأسفلت"، وجسد حينها شخصية "حلزونة". استطاع الكدواني بخفة ظله أن يحل كضيف شرف على العديد من الأعمال السينمائية والدرامية، إضافةً إلى تجسيده بعض الشخصيات الثانوية. ولمع نجم الكدواني في الفترة الممتدة من 2001 إلى 2003. وشارك بدور البطل الثاني في ثلاثة أفلام، هي: "عسكر في المعسكر" إلى جانب محمد هنيدي، وفيلمي "حرامية في كي حي تو" و"حرامية في تايلاند" إلى جانب كريم عبد العزيز. واستطاع في عام 2005 أن ينفرد ببطولة فيلم "جاي في السريع"، إلا أن الفيلم لم يحقق أياً من الإيرادات المتوقعة في شباك التذاكر، ليعود الكدواني من بعده إلى تجسيد الشخصيات الثانوية.
تامر عبد المنعم
كان أول ظهور له في السينما عام 1998، من خلال فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة". وشارك بعدها في العديد من الأفلام بأدوار ثانوية، قبل أن يقوم بتقديم بطولته المطلقة الأولى في فيلم "المشخصاتي" عام 2003، ونال من خلاله شهرة واسعة، أتاحت له الفرصة لنيل دور البطولة بعدها في فيلمي "أول مرة تحب يا قلبي" و"أشرف حرامي"، إلا أن الفيلمين لم يحققا النجاح الكافي في شباك التذاكر، مما أعاده للعب الأدوار الثانوية من جديد. ولكن رغبته بالعودة للعب الأدوار الأولى لم تتوقف بعد، ففي هذه السنة عاد في فيلم "المشخصاتي 2" في محاولة منه لاسترجاع أمجاده في الماضي التي لم تدم طويلاً.
تامر هجرس
في التسعينيات، كان تامر هجرس يعمل في مجال عرض الأزياء، ولم يخض تجربة السينما سوى في فيلم "آيس كريم في جليم" سنة 1992، بدور ثانوي جداً. ولكنه في مطلع الألفية الجديدة، عاد ليخوض تجربة السينما بشخصية ثانوية، في فيلم "غضب البركان"، وتمكن بعدها من الارتقاء في عالم النجومية، من خلال مشاركته بأدوار محورية في العديد من الأفلام، مثل "التجربة الدنماركية" و"ما تيجي نرقص"، حتى تمكن في سنة 2008 من الحصول على دور البطولة المطلقة في فيلم "البلد دي فيها حكومة". ولكن التجربة لم تكلل بالنجاح الكافي.
أحمد هارون
بدأ مسيرته كعارض أزياء وموديل فيديو كليب، وشارك بالعديد من الكليبات مثل "تصور" لأصالة نصري، قبل أن يحصل على الفرصة للمشاركة في فيلم "سهر الليالي" سنة 2003، واستطاع من خلال الفيلم أن ينال قبول الجماهير، لتتاح له الفرصة في السنة التالية للعب دور البطولة المطلقة في فيلم "فرح"، ولكن انطلاقته السريعة تعثرت بسبب فشل الفيلم، مما أعاده للعب الأدوار الثانوية في السينما والدراما.