كيف كان عام 2016 بالنسبة للإصدارات الغنائيّة؟ وكيف كان السوق الغنائي؟ البعض لا يزال مصمماً على إصدار الألبومات الكاملة. فيما البعض الآخر يُفضِّل الأغنية المنفردة "سينغل"، كما هو حال نجوى كرم وراغب علامة وسعد لمجرد، في الوقت الذي لم تُقدّم فيه شركة "بلاتينوم ريكوردز"، التي عادت إلى السوق عبر حفل كبير، أي جديد أو مفاجأة غنائية تكونُ على قدر التطلعات الفنيّة التي ينتظرها المتابعون. وكل ما قامت به، حتى اليوم، هو توزيع خجول لألبوم الفنان العراقي كاظم الساهر، وتستعد اليوم لإطلاق ألبوم جديد الفنان ملحم زين، وهو ألبوم منتظر منذ سنتين. ولكن، ماذا حملت جعبة 2016 من إصدارات غنائية، وكيف كانت النتائج؟
اتَّجهت شركة "روتانا" إلى إصدار مجموعة من الألبومات الخليجيّة المنوَّعة، كانت حِصَّة الأسد فيها من نصيب الفنانين في الخليج. فخرَج الفنان محمد عبده بإصدارين، هما "عالي السكوت" و"يا راحلة"، وهما بمثابة "ميني ألبوم" وفق سياسة الشركة السعودية التي اعتمدتها منذ سنوات، إذ يحتوي الألبوم على ثلاث أو أربع أغنيات فقط. وكان واضحاً أنّ الفنان محمد عبده، لم يضف أي جديد لهذه الأغنيات التي تعتمد على كلمات جديدة بالدرجة الأولى، فيما الألحان مُستهلَكة، وتنتمي إلى مجموع إصدارات عبده التقليديّة. كما حاولت منافسة شركة "بلاتينوم" التي حصلت على حقّ توزيع ألبوم الفنانة أحلام، "يلازمني خيالك". وأصدرت "روتانا" ألبوم الفنانة الكويتية نوال، إذ جدَّدت التعاون مع بدر بورسلي وطلال سلامة ورابح صقر وغيرهم. ويضمُّ الألبوم خمس عشرة أغنية. مواجهة "روتانا" لأحلام دفع هذه الأخيرة إلى الرد بألبوم "يلازمني خيالك"، وكان جيداً. واستطاعت أحلام عبر أغنيات مُصورة أن تسوق للألبوم بعدما اختارت أماكن جديدة للتصوير، اختلفت عن التقليد المعتمد اليوم في تصوير الكليبات. استعانت أحلام بالمُخرج اللبناني جو بوعيد، وصوَّرت أغنيتين مع المخرج جوبو عيد في الهند، وحقَّقت أغنية "طلقة" حوالي سبعة مليون مُشاهدة على قناة أحلام الخاصة على يوتيوب. والمعروف، أنَّ أحلام شاركت في إنتاج أعمالها المُصورة عبر شركة "كوين" التي تملكها، في دليل آخر أن بعض الفنانين لم يعد ينتظر شركة إنتاج لمساعدته.
الفنّان فايز السعيد طرح، في 2016، ألبوم "أنا ويني" من إنتاج "روتانا" أيضاً. الألبوم محاولة من فايز السعيد للخروج بأغنيات من ألحان زملاء له، باعتباره ملحناً. استطاعَ السعيد أن يثبت نفسه بشكل جيّد هذه السنة. وكان لافتاً، أيضاً، تبنّي شركة "روتانا" للمشترك السعودي في برنامج "أرب أيدول"، ماجد مدني، وإصدار ألبوم غنائي له كامل حمل اسم "قطعة مني"، وكذلك الفنانة شذى حسون، التي تودّع عام 2016 بالتحضيرات لعمل جديد بعد صدور ألبومها "مزيون" والذي لاقى نجاحاً. وفضَّلت حسون تصوير كليبات الألبوم في بيروت، وتعاونت مع المخرج فادي حداد، في أغنيتين.
إلى القاهرة، ثمَّة ألبومات جيدة، لكنها قليلة، غابت "روتانا" عن إنتاج فعلي للفنّانين الأوائل، لكنَّها دعّمت هذه السنة الفنانة أنغام، بإنتاج أغنيتين مصوّرتين لها نفذهما المخرج حسن غدار، وكذلك تبنَّت "روتانا" إصدار أغنية مُنفردة قبل شهر للفنان وائل كفوري، حملت اسم "هلاءء تفقتي"، من ألحان ملحم أبو شديد.
وصدَر، أيضاً، ألبوم الفنان حسام حبيب، بعد غياب عن الساحة الفنيّة لمدَّة تجاوزَت أربع سنوات. عنوان الألبوم هو "فرق كبير"، وتعاون حبيب في "ديو" في أغنية جديدة مع الفنانة شيرين، بعنوان "كل ما أغني"، من ألحان حسام حبيب، وإنتاج شركة "نجوم ريكوردز" التي تتبنى أعمال شيرين الغنائية، بعد فسخ تعاقدها مع شركة "روتانا" 2011. أجمع المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي بأن "ديو" شيرين وحسام حبيب كان متوازناً.
أمَّا الفنان محمد منير، فهو أيضاً أصدر ألبومه الجديد بعنوان "المغني"، وكأنّه أراد من وراء ذلك، الترويج لمسلسله الرمضاني "المغني" والذي حمل الاسم نفسه. فشل المسلسل فشلاً ذريعاً، بعدما ظهرت أصوات تقولُ إنّ منير حاول تبييض صفحته مع نظام الرئيس، عبد الفتّاح السيسي، من خلال المسلسل. ولم يقف الأمر حول الاستجداء السياسي الذي أصبح منير وسط دائرته، بل انتقد النوبيون المسلسل الذي يصور بأنهم اختاروا بإرادتهم الهجرة من أراضيهم،، وقال النوبيّون إن ذلك يُعتبر تزويراً وزيفاً للتاريخ، وتحويراً لمواقف النوبيين من بناء السد فيي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. أمام الاتهامات والردود، لم تخرج أغنيات الألبوم إلى الناس بالطريقة الواجبة، واتّخذ البعض موقف المقاطعة من منير بسبب ولائه أو تبييضه صفحة النظام المصري.
وأصدر حمادة هلال، ألبوماً غنائياً بعنوان "عيش باشا" حقّق انتشاراً خجولاً، في مواجهة الفنان تامر حسني، الذي نجح في 2016 بألبوم "عمري ابتدا"، إذ حقّق أرقاماً تخطّت الملايين على موقع يوتيوب والقنوات الخاصة بحسني، ما عزّز حضوره في المهرجانات والحفلات في الصيف الماضي.
هربت أصالة هذه السنة من الألبومات العادية، وعادت إلى الخليجي، في واحد من أفضل الألبومات المشغولة على صعيد الكلمات الجديدة والألحان، وحتى التوزيع الموسيقي.
الفنّان كاظم الساهر أصدر ألبوم "كتاب الحب"، في محاولة لحصد النجاح، ومن أجل الحفاظ على مجده، وهو المعروف بأنّه الأقوى اليوم على صعيد الحفلات. وكذلك، نجحت كارول سماحة في "ذكرياتي"، وتقدمت على إليسا لجهة التغيير الموسيقي، بعد أن اعتمدت إليسا على مواضيع مُكررة.