أغنيات تسابق الرحيل... فنانون غنوا بعد السبعين

جديدها، طرح مجموعة من الأسئلة حول إصدار الفنانين وليس فقط نجاة، أغنيات وهم تجاوزوا سبعين عاماً، لكن ردود الفعل، جاءت مُشجعة للفنانة، على حسن اختيار كلمات الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، وتكليف الموزع يحيى الموجي الإشراف على الأغنية، بعد لحن قدمه طلال، وهو ملحن سعودي. واستغرق العمل على الأغنية الجديدة أكثر من عامين.

وأشاد عدد كبير من الملحنين في القاهرة بالأغنية الجديدة، وعلق الملحن صلاح الشرنوبي بالقول: "صوت نجاة الصغيرة، لا يزال كما هو، مبدياً رغبته في التعاون معها مجدداً، نافياً أن تكون نجاة قد حصلت على مبلغ مليون دولار من المُلحن طلال، للعودة مجدداً إلى الغناء، وتابع الشرنوبي، أن نجاة الصغيرة عادت للغناء لأنها تشتاق لذلك وبقرار شخصي، وليس من أجل المال.

محمد عبد الوهاب
نجاة الصغيرة ليست الفنانة الوحيدة، التي غنت بعد غياب، أو في سنّ متقدمة، بل تحمل الذاكرة العربية في العقود الأخيرة أسماء عدد من الفنانين قدموا أغنيات كثيرة، بعدما تخطوّا السبعين عاماً.


"موسيقار الجيل"، محمد عبد الوهاب، اختار الاعتزال الغنائي لسنوات، وتفرّغ للجهد لموسيقي والابتكار اللحني ودعم الاصوات الغنائية الشابة، كان ذلك أوائل ستينيات القرن الماضي عندما استقر رأي محمد عبد الوهاب على اعتزال الغناء والتفرّغ كليًا للموسيقى والتلحين، قرار امتد طوال ربع قرن ليجد نفسه مندفعاً نحو العودة إلى الغناء بعد 25 سنة. وكان آخر لحن يعده ولم يتوقع أنه سيقدمه بنفسه... فقدم سنة 1989 أغنية "من غير ليه" الأغنية، التي لم يمهل الوقت الفنان الراحل عبد الحليم حافظ تسجيلها، بعدما قدم بصوته مجموعة من "بروفاتها". كتب "من غير ليه" الشاعر مرسي جميل عزيز، وقرر محمد عبد الوهاب تقديمها بعد 12 سنة من تلحينها بصوته، ونالت نجاحاً كبيراً.



وردة
الفنانة وردة، وبعد توقيعها عقداً مع شركة روتانا سنة 2009، قررت العودة إلى الألبومات الغنائية، بعد فترة غياب طويلة، امتدت لأكثر من عشر سنوات، لكن بعض المشاكل اعترضت إنتاج الألبوم الذي صدر سنة 2012 قبل رحيلها، وكانت في السبعين، حمل الألبوم، عنوان "اللي ضاع من عمري" لكنه كشف عن تعب في صوت وردة الجزائرية ونال انتقادات واسعة، دفعت بعض الموسيقيين إلى الطلب منها الاعتزال حفاظاً على إرثها الفني والغنائي، ومنهم تحديدا الموسيقار صلاح الشرنوبي الذي شنّ هجوماً على صنّاع الألبوم، وطالب وردة بالاعتزال، وكذلك زميله الملحن حلمي بكر الذي ندّد بتدخل نجل وردة رياض القسري، في الألبوم الأخير، وهذا ما لم يكن لصالح وردة بحسب حلمي بكر.

فيروز
الفنانة فيروز أصدرت قبل سبع سنوات ألبومها الغنائي "ايه في أمل" وكانت تخطت السبعين عاماً، الألبوم نجح نجاحا كبيرا وأعادها بالصوت إلى جيل جديد لم يعرفها كثيراً بسبب ندرة حفلاتها، وغيابها عن الإعلام. الألبوم كان حمل جهد زياد الرحباني، الذي أعطى والدته مزيجاً من موسيقى تتناسب وصوتها، وكان التوزيع الموسيقي جيداً، وأضاف لمسيرة فيروز الغنائية، بعداً لم يحملها لإصدار أي عمل غنائي بعده، وعلى الرغم من تخطيها الثمانين، يطالبها جمهورها، اليوم، بتقديم أعمال غنائية وموسيقية جديدة.

صباح
قبل غياب صباح عن الإعلام، ورحيلها، لم توفر، صوتها لتقديم مجموعة من الأعمال الفنية، التي كانت ترد فيها على شائعات موتها، في كثير من الأحيان، فقدمت صباح في 2013 " قد ما فيك انبسط بعمرك" لكنها جاءت ضعيفة في الكلمات والألحان والتسجيل الموسيقي، ولم يعتبرها الجمهور إضافة إلى تاريخ صباح الفني والغنائي الطويل.



صباح فخري
لا يزال الفنان صباح فخري، يرحب بالإطلالات التلفزيونية والغناء، على الرغم من بلوغه عامه الرابع والثمانين، وتعب حالته الصحية، يكتفي بالظهور الإعلامي والغناء دون أي إصدار غنائي جديد


شارل أزنافور
في الغرب أيضاً، يُصدر بعض الفنانين عدداً من الأعمال الغنائية، ربما شارل أزنافور من أجرأ الفنانين الذين أصدروا قبل عامين ألبوماً غنائياً كاملاً، حمل عنوان، "أنكور" وهو ألفه بنفسه، يومها علق المغني الفرنسي: "إنها المرة الأولى التي أؤلف فيها ألبوماً يتحدث عن الماضي" معدداً المواضيع التي يتناولها هذا الألبوم، "من الحرب إلى المقاومة والأماكن التي كنا نرتادها عندما كنا شباباً".


ويُقال إن في جعبة أزنافور حوالي خمسين "ألبوما"، وقد ألف الفنان الأرمني الفرنسي أكثر من ألف أغنية، ومَثل في حوالي 80 فيلماً وأقام حفلات في أكثر من 94 بلداً.
وكان أزنافور تحدث عام 2011 على مسرح "اوليمبيا" الباريسي بمناسبة بلوغه السابعة والثمانين، قائلاً: لم أتلفظ يوماً بكلمة وداعاً"، ولا يزال الفنان يتمتع بحيوية كبيرة، ويستعين فقط بشاشة تمر عليها كلمات أغنياته في حال نسيها وبمقعد في حال تعب على المسرح.

جوني هوليداي
جوني هوليداي البالغ من العمر 72 عاماً أصدر السنة الماضية ألبوم "ابق حياً" كان سجله فى لوس انجليس، وهو يضم 12 أغنية، وأعرب هوليداي يومها، عن سعادته بصدور هذا الألبوم الجديد الذي يضم الموسيقى التي أحبها منذ بداية حياته الفنية وهي خليط من موسيقى البلوز والكونتري والروك ويتناول في هذا الألبوم موضوع الحب وخاصة حبه لزوجته لاتيسيا الذي يرتبط بها منذ 19 عاماً.