انتشرت أول من أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، صرخة من الممثلة اللبنانية المخضرمة رينيه الديك، تناشد فيها الدولة اللبنانية بضرورة مساعدتها لتأمين حاجتها من الغذاء والدواء، لكن الخبر ظل محصوراً في التداول بين الناشطين.
الكاتب عقل العويط كان أول من ذكّر برينيه الديك الممثلة، موجهاً كتابه إلى رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، وقال العويط: "الممثلة اللبنانية الكبيرة رينيه ديك تكاد تموت من الجوع... وتعاني اليوم حالاً رهيبة من الفقر المدقع، لا سيما بعد تعرّضها لحادثة كان لها أثر على جسدها".
هذا الخبر الذي انتشر بسرعة البرق يعود بنا إلى حال وأحوال نقابة الفنانين اللبنانية التي تنقسم إلى مجموعات وفئات، تعاني ما تعانيه، من قبل مسؤوليها، ويكاد الوضع يزداد سوءاً ولا أمل في أن تصبح للممثل في لبنان ضمانات تقيه شر العوز، خصوصاً مع تقدمه في السن.
يكاد لا يمر عام إلا وتذكرنا الوزارات والنقابات الفنية في لبنان بإنجاز قانون لحماية الفنانين وضمان شيخوختهم، لكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، عدد كبير من الفنانين في لبنان كانوا قد رحلوا ضحية العوز الاستشفائي، وقلة اهتمام الدولة اللبنانية بهذا الشأن.
قبل ثلاث سنوات أعلن وزير الصحة اللبناني السابق وائل أبو فاعور عن إقرار الضمان الصحي للفنانين اللبنانيين. وسيشمل الضمان الصحي كل من يحمل بطاقة انتساب إلى النقابات الفنية الثماني المتخصصة بالفن والغناء والرسم التشكيلي، لكن السؤال هو لماذا لم يطبّق هذا القانون، أو يضمن صحيًا بعض الفنانين الذين ابتعدوا أو خفتت الأضواء عنهم، بسبب تقدمهم في السن؟
منذ عام، رحل المطرب سمير يزبك، بعد معاناة مع المرض. وعلى الرغم من نجومية كبيرة حصدها يزبك لثلاثة عقود عانى في سنواته الأخيرة من قلة وفاء واهتمام النقابات الفنية، والدولة اللبنانية، والتي تقف كشاهد لا يملك شيئًا أمام العوز الذي يعاني منه هؤلاء. رحيل يزبك فتح الصفحة وتساؤلات عديدة، حول نهاية الفنان وحاجاته، وقبل يزبك عانى عدد آخر من ممثلي الجيل الأول لتلفزيون لبنان، من حالات عوز، منهم من تحدث إلى الإعلام ونقل مأساته ومنهم من فضّل الرحيل بصمت.
الممثلة الراحلة ناديا حمدي، ناشدت قبل وفاتها الدولة اللبنانية بمساعدتها، وطالبتها بتأمين الأدوية التي احتاجتها جراء المرض، لكن ما من مجيب، وكذلك لم يستطع الكوميديان الراحل إبراهيم مرعشلي تسديد فاتورة المستشفى قبيل رحيله، وسبقه في المعاناة الممثل شفيق حسن الذي قضى بعدما أقفلت في وجهه أبواب العمل واضطر للبيع السجائر على طاولة بسيطة أمام منزله، كذلك الممثلة ليلى كرم، واعترفت الممثلة اللبنانية ليليان نمري بأنها استدانت مبلغًا من المال لإعالة والدتها الراحلة الفنانة علياء نمري.
ويشهد الممثل اللبناني صلاح تيزاني على واقعة يذكر فيها أن الفنان الراحل ماجد أفيوني كان قد طلب منه التوسط له في إحدى دور الرعايا الاجتماعية في بيروت، لتأمين سرير له لتمضية ما تبقّى له من عمر في هذه المؤسسة الإنسانية التي تُعنى بالمسنين؛ "في واقع الأمر لم أفاجأ من هذا الطلب لفنان معروف وكبير على مستوى ماجد أفيوني أغنى الفن اللبناني بالأعمال الفنية وكان واحداً من أمهر عازفي العود في الوطن العربي، لكنه توفي وحيداً بعد أن رفضت دور الرعاية استقباله".
اقــرأ أيضاً
الكاتب عقل العويط كان أول من ذكّر برينيه الديك الممثلة، موجهاً كتابه إلى رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، وقال العويط: "الممثلة اللبنانية الكبيرة رينيه ديك تكاد تموت من الجوع... وتعاني اليوم حالاً رهيبة من الفقر المدقع، لا سيما بعد تعرّضها لحادثة كان لها أثر على جسدها".
هذا الخبر الذي انتشر بسرعة البرق يعود بنا إلى حال وأحوال نقابة الفنانين اللبنانية التي تنقسم إلى مجموعات وفئات، تعاني ما تعانيه، من قبل مسؤوليها، ويكاد الوضع يزداد سوءاً ولا أمل في أن تصبح للممثل في لبنان ضمانات تقيه شر العوز، خصوصاً مع تقدمه في السن.
يكاد لا يمر عام إلا وتذكرنا الوزارات والنقابات الفنية في لبنان بإنجاز قانون لحماية الفنانين وضمان شيخوختهم، لكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، عدد كبير من الفنانين في لبنان كانوا قد رحلوا ضحية العوز الاستشفائي، وقلة اهتمام الدولة اللبنانية بهذا الشأن.
قبل ثلاث سنوات أعلن وزير الصحة اللبناني السابق وائل أبو فاعور عن إقرار الضمان الصحي للفنانين اللبنانيين. وسيشمل الضمان الصحي كل من يحمل بطاقة انتساب إلى النقابات الفنية الثماني المتخصصة بالفن والغناء والرسم التشكيلي، لكن السؤال هو لماذا لم يطبّق هذا القانون، أو يضمن صحيًا بعض الفنانين الذين ابتعدوا أو خفتت الأضواء عنهم، بسبب تقدمهم في السن؟
منذ عام، رحل المطرب سمير يزبك، بعد معاناة مع المرض. وعلى الرغم من نجومية كبيرة حصدها يزبك لثلاثة عقود عانى في سنواته الأخيرة من قلة وفاء واهتمام النقابات الفنية، والدولة اللبنانية، والتي تقف كشاهد لا يملك شيئًا أمام العوز الذي يعاني منه هؤلاء. رحيل يزبك فتح الصفحة وتساؤلات عديدة، حول نهاية الفنان وحاجاته، وقبل يزبك عانى عدد آخر من ممثلي الجيل الأول لتلفزيون لبنان، من حالات عوز، منهم من تحدث إلى الإعلام ونقل مأساته ومنهم من فضّل الرحيل بصمت.
الممثلة الراحلة ناديا حمدي، ناشدت قبل وفاتها الدولة اللبنانية بمساعدتها، وطالبتها بتأمين الأدوية التي احتاجتها جراء المرض، لكن ما من مجيب، وكذلك لم يستطع الكوميديان الراحل إبراهيم مرعشلي تسديد فاتورة المستشفى قبيل رحيله، وسبقه في المعاناة الممثل شفيق حسن الذي قضى بعدما أقفلت في وجهه أبواب العمل واضطر للبيع السجائر على طاولة بسيطة أمام منزله، كذلك الممثلة ليلى كرم، واعترفت الممثلة اللبنانية ليليان نمري بأنها استدانت مبلغًا من المال لإعالة والدتها الراحلة الفنانة علياء نمري.
ويشهد الممثل اللبناني صلاح تيزاني على واقعة يذكر فيها أن الفنان الراحل ماجد أفيوني كان قد طلب منه التوسط له في إحدى دور الرعايا الاجتماعية في بيروت، لتأمين سرير له لتمضية ما تبقّى له من عمر في هذه المؤسسة الإنسانية التي تُعنى بالمسنين؛ "في واقع الأمر لم أفاجأ من هذا الطلب لفنان معروف وكبير على مستوى ماجد أفيوني أغنى الفن اللبناني بالأعمال الفنية وكان واحداً من أمهر عازفي العود في الوطن العربي، لكنه توفي وحيداً بعد أن رفضت دور الرعاية استقباله".