وبقي الأطباء محتارين في أمر حالة الصبي، إلى أن نقل أخيراً إلى مستشفى السلطان عبد الحليم في سانغاي بيتاني للحصول على مساعدة إسعافية عاجلة، وهذا ما أدى إلى العثور على توأمه غير المولود الذي ظنوه ورمًا في البطن يؤثر على تغذيته الدموية في البداية، وأزيل الجنين الذكر المشوه لاحقًا بعملية جراحية، وكان جلده مكتمل النمو والشعر يغطي رأسه، أطرافه مشوهة، ويقارب وزنه 1.6 كلغ.
وكتب الأطباء في التقارير أن الجنين لم يكن قادرًا على العيش بشكل مستقل، إذ لم يكن يملك فمًا، ولا حبلًا سريًا أو مشيمة، وكانوا قد طلبوا صور أشعة مقطعية في وقت سابق، فوجدوا كتلة صلبة ضخمة طولها حوالي 23.8 سنتم في الجزء الأوسط من بطنه تشبه الورم، إلا أن المسح الضوئي أشار إلى تطور عمود فقري داخلها، وتأكدوا بالإضافة إلى ذلك من وجود جمجمة مشوهة مما أزال شكوكهم بتشخيص السرطان، وفقًا لموقع "ديلي ميل".
يتعافى المراهق في الوقت الحالي بشكل جيد، كما أعيد الطفل الميت إلى منزل الأسرة بعد العملية المحفوفة بالمخاطر، وأقيمت له جنازة بناء على طلب أمه، وتعرف هذه الحالة بـ "جنين ضمن جنين"، وهي حالة طبية نادرة لم تسجل أكثر من 200 مرة حول العالم، ويعود سببها إلى عدم اكتمال فصل التوائم، مما يؤدي إلى نمو أحدها ليصبح جزءًا داخليًا من التوأم السليم.
عثر على الأجنة الميتة في 80 بالمئة من هذه الحالات في بطون توائمها، إلا أن هناك تقارير أيضًا تشير إلى العثور عليها في جماجمهم، ويعتبر أمر بقاء التوأم غير المولود حيًا لفترة طويلة شيئًا نادرًا بعد المخاض، إلا أنه قد يشكل خطرًا على حياة توأمه.
وقال الدكتور رشيد يعقوب الذي ترأس فريق الأطباء الذين تولوا الحالة، إن عملية استئصال التوأم الميت بشكل كامل أمر فائق الأهمية لأن بقاء أي من أنسجته قد يسبب احتمالية حدوث تكرار خبيث. وأضاف: "عملية إزالة الجنين في هذه الحالات صعبة جدًا لأن كتلته قد تكون مغذاة بشكل كبير بالكثير من الشرايين والأوردة، كما أن كبر حجم الجنين قد يشكل خطرًا أكبر لأنه من الممكن أن يسبب ضررًا في الأعضاء المحيطة".
(العربي الجديد)