كان الفنَّان عبد المطلب عبيان جالساً في بيته يناظِر كرسيه المتحرك، بينما يعود بذاكرته إلى سنين مضت عندما كان يستطيعُ الإمساك بريشته، ورسم كل ما يدور بخاطره. لحظةٌ قطعهَا اتِّصالٌ من أحد الأصدقاء، يُبلغه بمبادرتهم لإقامة معرض خاصّ بلوحاته الفنية، يُلخِّصُ حياة فنان غزّي شكّل لوحاته على مدار أكثر من 50 عاماً، وناضل ضد الاحتلال وبقي في الداخل الفلسطيني ينقل هموم وأوجاع شعبه.
"ميراث الروح" هو اسم المعرض الاسترجاعي الذي افتتحه عبيان، في مدينة غزة، وضم 22 لوحة فنية تُحاكي الأصالة الفلسطينية وتراثها، غير أنها مجموعة صغيرة من اللوحات التي أنجزها الفنان الفلسطيني طوال حياته الفنية، تحمل في طياتها صورة الإنسان الفلسطيني والمكان والحنين إلى الجذور، والتركيز على الهويَّة الفلسطينيَّة التي تتعرّض للتهميش والطمس المستمر من قبل الاحتلال.
وعرَض المعرض لوحاتٍ فنيّة للمرأة الفلسطينيّة وأصالتها، إضافة إلى صورٍ للشباب المكافح والثائر والمناضل، والطفل البريء، عدا عن تصوير الأراضي الفلسطينية الخضراء، وحياة الفلاحة الفلسطينية، ناهيك عن لوحات أخرى تُعزّز من هوية الشعب في أرضه ووطنه المتجذرة بتمسكه بمهنة آبائه وأجداده.
ويبيِّن لـ"العربي الجديد" أنَّه اختار اسم المعرض ليُعبّر عن روحه المتعلقة بالرسم التشكيلي، في حين أنه كان يعمل على تثبيت الهوية الفلسطينية وتراثها في أعماله الفنية في مواجهة محاولات طمسها وتهميشها، في الوقت الذي "يزرع الفن كما زرع الآباء والأجداد الهوية الفلسطينية فينا".
يعود عبيان بذاكرته إلى دراسته، تخصُّص التربية الفنية، قبل أن يعمل بالتعليم لفترة ويتوقّف، "نتيجة لاعتقاله مع شقيقته من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة الانخراط في أعمال المقاومة"، ليعود مُدرِّساً لمادة الفنون في أحد معاهد المعلمين، قبل أن يضطر بعدها إلى مغادرة القطاع بسبب سوء الأوضاع حينها، والحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إذْ صارت شروط الحياة في غاية الصعوبة.
ويتابع حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّه غادر إلى السعودية ليعمل مدرساً لمادة التربية الفنية هناك، قبل أن ينال عدداً من الجوائز والشهادات التقديرية في مجال الفن التشكيلي، ويعود بعدها إلى قطاع غزة، إثر اندلاع حرب الخليج، وبدء العدوان الأميركي على العراق. ويوضِّح عبيان أنَّه عمل طوال مسيرته في كافة مجالات الفنون التشكيلية، والتصميم والنحت والطباعة بأنواعها وخاماتها المختلفة. كما يسجّل باسمه تصميمه لشعار الجامعة الإسلامية في مدينة غزة، في الوقت الذي استطاع فيه وضع توقيعه على عشرات الأعمال الفنية، على الرغم من قسوة الأوضاع في القطاع.
ولم يتمالك الفلسطيني دموعه وهو يقول: "إن مبادرة الأصدقاء بتجميع ما تبقى من لوحاتي وأعمالي الفنية وعرضها في "ميراث الروح" أدخلت السعادة والفرحة علي، بعد انعزالي عن ممارسة فني بسبب وعكة صحية تعرَّضت لها في السنوات الخمس الأخيرة، إذ لم يعد بمقدوري الإمساك بالريشة ومواصلة الرسم".
إلى ذلك، أوصى عبيان غيره من الفنانين الفلسطينيين بضرورة غرس فكرة الوطن ومشاكله وهمومه في أعمالهم الفنية، وتثبيت تمسّكهم بقضيّتهم وأرضهم وجذورهم من خلال الريشة واللوحة.
اقــرأ أيضاً
"ميراث الروح" هو اسم المعرض الاسترجاعي الذي افتتحه عبيان، في مدينة غزة، وضم 22 لوحة فنية تُحاكي الأصالة الفلسطينية وتراثها، غير أنها مجموعة صغيرة من اللوحات التي أنجزها الفنان الفلسطيني طوال حياته الفنية، تحمل في طياتها صورة الإنسان الفلسطيني والمكان والحنين إلى الجذور، والتركيز على الهويَّة الفلسطينيَّة التي تتعرّض للتهميش والطمس المستمر من قبل الاحتلال.
وعرَض المعرض لوحاتٍ فنيّة للمرأة الفلسطينيّة وأصالتها، إضافة إلى صورٍ للشباب المكافح والثائر والمناضل، والطفل البريء، عدا عن تصوير الأراضي الفلسطينية الخضراء، وحياة الفلاحة الفلسطينية، ناهيك عن لوحات أخرى تُعزّز من هوية الشعب في أرضه ووطنه المتجذرة بتمسكه بمهنة آبائه وأجداده.
ويبيِّن لـ"العربي الجديد" أنَّه اختار اسم المعرض ليُعبّر عن روحه المتعلقة بالرسم التشكيلي، في حين أنه كان يعمل على تثبيت الهوية الفلسطينية وتراثها في أعماله الفنية في مواجهة محاولات طمسها وتهميشها، في الوقت الذي "يزرع الفن كما زرع الآباء والأجداد الهوية الفلسطينية فينا".
يعود عبيان بذاكرته إلى دراسته، تخصُّص التربية الفنية، قبل أن يعمل بالتعليم لفترة ويتوقّف، "نتيجة لاعتقاله مع شقيقته من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة الانخراط في أعمال المقاومة"، ليعود مُدرِّساً لمادة الفنون في أحد معاهد المعلمين، قبل أن يضطر بعدها إلى مغادرة القطاع بسبب سوء الأوضاع حينها، والحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إذْ صارت شروط الحياة في غاية الصعوبة.
ويتابع حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّه غادر إلى السعودية ليعمل مدرساً لمادة التربية الفنية هناك، قبل أن ينال عدداً من الجوائز والشهادات التقديرية في مجال الفن التشكيلي، ويعود بعدها إلى قطاع غزة، إثر اندلاع حرب الخليج، وبدء العدوان الأميركي على العراق. ويوضِّح عبيان أنَّه عمل طوال مسيرته في كافة مجالات الفنون التشكيلية، والتصميم والنحت والطباعة بأنواعها وخاماتها المختلفة. كما يسجّل باسمه تصميمه لشعار الجامعة الإسلامية في مدينة غزة، في الوقت الذي استطاع فيه وضع توقيعه على عشرات الأعمال الفنية، على الرغم من قسوة الأوضاع في القطاع.
ولم يتمالك الفلسطيني دموعه وهو يقول: "إن مبادرة الأصدقاء بتجميع ما تبقى من لوحاتي وأعمالي الفنية وعرضها في "ميراث الروح" أدخلت السعادة والفرحة علي، بعد انعزالي عن ممارسة فني بسبب وعكة صحية تعرَّضت لها في السنوات الخمس الأخيرة، إذ لم يعد بمقدوري الإمساك بالريشة ومواصلة الرسم".
إلى ذلك، أوصى عبيان غيره من الفنانين الفلسطينيين بضرورة غرس فكرة الوطن ومشاكله وهمومه في أعمالهم الفنية، وتثبيت تمسّكهم بقضيّتهم وأرضهم وجذورهم من خلال الريشة واللوحة.