جمعت قصة حب غير عادية بين أحد أخطر عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية، وعميلة تابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI.
وكشف تحقيق لشبكة "سي إن إن" الأميركية عن أن العميلة الفيدرالية، دانييلا غرين، قد سافرت عام 2014 إلى سورية التي تعرف نشاطاً كثيفاً لتنظيم "داعش"، حيث تعرّفت على مغني راب ألماني يدعى دينيس كوسبيرت، الذي غيّر اسمه إلى أبو طلحة الألماني، أحد أعنف عناصر التنظيم.
وأوضحت الشبكة أن غرين شابة ولدت في تشيكوسلوفاكيا وعاشت في ألمانيا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة حيث تزوجت من جندي أميركي، وتابعت دراستها لتتخرج وتعمل في مكتب التحقيقات الفيدرالي.
أما كوسبيرت فقد كان مغني راب متوسط الشهرة في ألمانيا قبل أن يتعرض لحادثة سيارة سنة 2010 دخل بعدها الإسلام واعتزل الفن، وفي سنة 2013 دخل إلى الأراضي السورية. وقد اشتهر بلقب أبو طلحة الألماني وبأنه أحد أخطر عناصر "داعش"، إذ ظهر في مقاطع ترويجية لداعش وهو يحمل رأساً مقطوعاً وهدد أوباما بقطع حلقه كما شارك في أناشيد تمجّد بن لادن.
وفي عام 2014، تم تكليف غرين بالعمل على قضية الجهادي الألماني المعروف باسم "الفرد A" الذي لم يكن سوى كوسبيرت نفسه. وكان عليها تتبّع اتصالاته، فوصلت إلى حساباته على الإنترنت وأرقام هواتفه، وكذلك حسابه في "سكايب".
وفي صيف 2014، أعلمت غرين مكتب التحقيقات بأنها تحتاج إجازة لزيارة عائلتها في ألمانيا، لكنها بدل ذلك سافرت إلى الحدود السورية وتزوجت أبو طلحة، رغم أنها ما زالت متزوجة بزوجها الأول. ولم يمض الكثير من الوقت حتى أعلنت ندمها في رسالة إلكترونية لأصدقائها.
واستطاعت غرين في نهاية المطاف الهروب من سورية والعودة إلى أميركا، وهناك اعترفت بخطئها وعوقبت بسنتين سجناً. وتسبب الحكم بجدل في الداخل الأميركي، إذ اعتبر معسكر أن الحكم جاء مخففاً مقارنة مع أحكام أخرى ضد من لهم علاقة بالتنظيم، بينما دافع محاميها عنها بالقول إنها فعلت ذلك عن حسن نية.
(العربي الجديد)