في جنوب كردفان السودانية، وحيث تقع جبال النوبة الممتدة؛ نشأت واحدة من أكثر اللعبات شعبية لدى القبائل التي تعيش هناك. يسميها السودانيون "الصُّراع"، أو "المصارعة النوبية".
يقال إن الصُّراع كان وسيلة النوبيين التراثية الأولى للدفاع عن أنفسهم ضد الأعداء الذين يتربصون بهم من القبائل الأخرى. ثم صارت أحد فعاليات الاحتفالات والمهرجانات الكثيرة التي يعشقها النوبيون إذ هي جزء من الهوية الثقافية لتلك القبائل. أما الآن كما يقول "أحمد أبو راس" رئيس اتحاد اللعبة؛ صارت للعبة قواعدها الخاصة التي يلتزم بها المشاركون، وفيها لا يسمح باللكم أو الركل، بل يعلن اللاعب فائزاً إذا استطاع إسقاط منافسه على أرض الحلبة الرملية الواسعة.
كان الفوز في المباريات حلم كل شباب القبيلة، إذ الفتوة مقياس الجاذبية وحلم العاشقين، أما المصارع المحترف فكانت عادته أن يقوم بمعسكر للتدريب وسط البهائم (الفريق) ليضمن الحصول على اللبن الطازج، ويُنصح المصارعون بتناول لحوم الماعز الجبلي والتمور والفطير والعسل والسمسم، بينما يمتنع المصارعون عن تناول الحمضيات أثناء فترة التدريب. وفي كثير من الأحيان يصدر المصارع أصواتاً عالية وصراخاً جهورياً كي يسمعه الناس من بعيد فهي وسيلته التقليدية لقياس قوته الكامنة.
وللمصارعة النوبية أبعاد اجتماعية وثقافية واقتصادية، حيث كانت في الأساس ترتبط بموسم الحصاد الذي يبدأ من شهر أغسطس/آب وحتى ديسمبر/ كانون الأول. وفي تلك الفترة تقام المهرجانات والاحتفالات التي تتضمن المصارعة، يقدم المصارعون قبل المباريات عرضاً فنياً يشمل الرقص الرشيق والغناء الحماسي بمصاحبة الجمهور وإيقاع الطبول.
الآن تبنت الخرطوم اللعبة، بعد إنشاء حلبة للمصارعة في منطقة الحاج يوسف بجوار سوق ستة الشهير هناك، وفي منطقة حمد النيل بأم درمان. حيث تقام المباريات بانتظام، كل أسبوع يومي الاثنين والجمعة، وسط حضور جماهيري كبير من السودانيين والسياح الأجانب أيضاً.
فمنذ سبعينات القرن الماضي، وانتقال كثير من النوبيين إلى العاصمة هرباً من المعارك الدائرة في بلادهم، تغيرت بعض ملامح اللعبة، فانتماء اللاعبين للقبائل صار انتماء لبعض الأندية، والملابس الخاصة التي كانوا يرتدونها في جبالهم وسط القبيلة تغيرت، وصارت أشبه بالملابس الرياضية. وذاع صيت اللعبة على نطاق واسع، ولأنها تشبه بعض الشيء مصارعة السومو اليابانية، فقد شارك الدبلوماسي الياباني ياسوهيرو موروتاتسو المعروف بـمورو في عدة لقاءات نافس فيها المصارعين النوبيين، لكنهم يقولون، إن مورو الياباني خسرها جميعاً، لكنه لا يزال مصراً على النزال، فهي لعبة نزالية تحترم الخصم المهزوم. ويلاحظ بعض المتابعين أنّ القبائل الشمالية في السودان وجنوب مصر، وهي ذات أصول نوبية، أقل إقبالاً على اللعبة من قبائل جبال النوبة التي تتحمس لها وتحتفي بأبطالها.
اقــرأ أيضاً
يقال إن الصُّراع كان وسيلة النوبيين التراثية الأولى للدفاع عن أنفسهم ضد الأعداء الذين يتربصون بهم من القبائل الأخرى. ثم صارت أحد فعاليات الاحتفالات والمهرجانات الكثيرة التي يعشقها النوبيون إذ هي جزء من الهوية الثقافية لتلك القبائل. أما الآن كما يقول "أحمد أبو راس" رئيس اتحاد اللعبة؛ صارت للعبة قواعدها الخاصة التي يلتزم بها المشاركون، وفيها لا يسمح باللكم أو الركل، بل يعلن اللاعب فائزاً إذا استطاع إسقاط منافسه على أرض الحلبة الرملية الواسعة.
كان الفوز في المباريات حلم كل شباب القبيلة، إذ الفتوة مقياس الجاذبية وحلم العاشقين، أما المصارع المحترف فكانت عادته أن يقوم بمعسكر للتدريب وسط البهائم (الفريق) ليضمن الحصول على اللبن الطازج، ويُنصح المصارعون بتناول لحوم الماعز الجبلي والتمور والفطير والعسل والسمسم، بينما يمتنع المصارعون عن تناول الحمضيات أثناء فترة التدريب. وفي كثير من الأحيان يصدر المصارع أصواتاً عالية وصراخاً جهورياً كي يسمعه الناس من بعيد فهي وسيلته التقليدية لقياس قوته الكامنة.
وللمصارعة النوبية أبعاد اجتماعية وثقافية واقتصادية، حيث كانت في الأساس ترتبط بموسم الحصاد الذي يبدأ من شهر أغسطس/آب وحتى ديسمبر/ كانون الأول. وفي تلك الفترة تقام المهرجانات والاحتفالات التي تتضمن المصارعة، يقدم المصارعون قبل المباريات عرضاً فنياً يشمل الرقص الرشيق والغناء الحماسي بمصاحبة الجمهور وإيقاع الطبول.
الآن تبنت الخرطوم اللعبة، بعد إنشاء حلبة للمصارعة في منطقة الحاج يوسف بجوار سوق ستة الشهير هناك، وفي منطقة حمد النيل بأم درمان. حيث تقام المباريات بانتظام، كل أسبوع يومي الاثنين والجمعة، وسط حضور جماهيري كبير من السودانيين والسياح الأجانب أيضاً.
فمنذ سبعينات القرن الماضي، وانتقال كثير من النوبيين إلى العاصمة هرباً من المعارك الدائرة في بلادهم، تغيرت بعض ملامح اللعبة، فانتماء اللاعبين للقبائل صار انتماء لبعض الأندية، والملابس الخاصة التي كانوا يرتدونها في جبالهم وسط القبيلة تغيرت، وصارت أشبه بالملابس الرياضية. وذاع صيت اللعبة على نطاق واسع، ولأنها تشبه بعض الشيء مصارعة السومو اليابانية، فقد شارك الدبلوماسي الياباني ياسوهيرو موروتاتسو المعروف بـمورو في عدة لقاءات نافس فيها المصارعين النوبيين، لكنهم يقولون، إن مورو الياباني خسرها جميعاً، لكنه لا يزال مصراً على النزال، فهي لعبة نزالية تحترم الخصم المهزوم. ويلاحظ بعض المتابعين أنّ القبائل الشمالية في السودان وجنوب مصر، وهي ذات أصول نوبية، أقل إقبالاً على اللعبة من قبائل جبال النوبة التي تتحمس لها وتحتفي بأبطالها.