وتعد الفنون القتالية المسماة بالـ"النينجاتسو" ذات شعبية بين الطالبات، وتتدرب 4000 امرأة ليصبحن مقاتلات نينجا أو ما يعرف بـ"كونويشي"، في هذا النادي الواقع في قلعة جوخين التي تبعد مسافة 25 ميلا عن العاصمة طهران، بحسب "الديلي ميل".
تم افتتاح النادي عام 1989 لتعليم النساء الفنون القتالية، حيث يتدربن على تسلق الجدران، القفز عن الأسوار، الاختباء في الجبال وضرب عنق المنافس بدون إصدار أي صوت. تبدو الفتيات في الصور وهن يلوحن بأسلحة فتاكة ويقمن بشقلبات ظهرية وقفزات بهلوانية تتحدى الجاذبية.
تقول مدربة النينجاتسو فاطمة عمر، عن هذه الرياضة إنها مستمرة بالانتشار بين النساء، لأنها تساعد على الحفاظ على التوازن بين العقل والجسد، وتتابع قائلة: "إن الدرس الأكثر أهمية فيها هو الاحترام والتواضع، والعبرة التي يتم اكتسابها هي الهدوء وضبط النفس، حيث تتعلم النسوة هنا احترام ذواتهن، وذلك عن طريق احترام وجودهن ثم الفن الذي يبرعن به"، كما تؤكد السيدة فاطمة أن النينجاتسو قد تكون مفيدة جدًا في إيران، بما أن الخدمة العسكرية التي تستمر 18 شهرًا إلزامية للشبان الذين يبلغون الـ18 عامًا.
يعد سنسي أكبر فرجي، أول من عرّف الإيرانيين على هذا الفن القتالي، عندما افتتح النادي قبل 22 عامًا، والذي يضم الآن حوالي 24000 عضو، يتم تدريبهم على استخدام الأسلحة الخطرة، بما في ذلك القوس والسيف، وبعض الأدوات التقليدية اليابانية الصغيرة المسماة بـ"السيف في اليد"، وفي تصريح له عن أهمية النادي القتالي، قال: "ندعو الرجال هنا بالنينجا، والنساء بالكونويشي، ويجب عليك أن تعرف بأن جوهر النينجا هو التسامح والصبر، بالإضافة إلى القدرة على أن تكون لا مرئيًا بالمعنى الحرفي للكلمة".
وفي ما يخص أهمية النينجاتسو، أردف قائلًا: "يمكن وصف فنون الدفاع عن النفس بشكل عام، أو النينجاتسو على وجه التحديد، بأنها دواء، تمامًا مثل سم الأفاعي، الذي يمكن أن يكون ترياقًا مهمًا جدًا، على الرغم من خطره القاتل، ففي الحقيقة أن قوته المميتة لا يمكن إنكارها، إلا أنني يجب أن أكون متأكدًا من أن طلابي لن يستخدموا التقنيات التي أعلمهم إياها لإيذاء أحد، أو التسلل إلى منزله".
توافق النساء مدربيهن رأيهم، حول دور فن الدفاع عن النفس في إعطائهن الشعور بالانضباط والإحساس بقيمة ذواتهن، حيث تؤكد مليكة، وهي واحدة من النسوة اللواتي يخضعن للتدريب، أنهن يعشن أحرارًا، ويعتبرن فن النينجا فلسفة حياة، وتتابع قائلة: "إنه يساعدنا على تحمل مصاعب الحياة اليومية، والتحلي بالصبر والقوة والانضباط، فهو فن روحي، وتعلمنا إياه لا يعني أننا نتطلع لمحاربة أي شخص خارج الصفوف الدراسية".
ويذكر أن النينجاتسو يعد واحدًا من أخطر أشكال الفنون القتالية، وقد ارتبط اسمه تاريخيًا بالعملاء السريين والمرتزقة المتخصصين بالأساليب غير التقليدية للحرب في اليابان بين عامي 1185 و1868.