وقفت الفنانة الفلسطينية الشابة علا النمرة (18 عاماً) من مدينة غزة أمام لوحة تشكيلية رسمتها بألوان الأكريليك، لفتاة جميلة تلبس الثوب الفلسطيني المطرز، وتطل عبر شرفتها على قبة الصخرة ومدينة القدس العتيقة، وإلى جانبها جِرار وأدوات فخارية، تحمل لمحة عن تفاصيل التراث القديم.
النمرة شاركت في مجموعة لوحات أخرى ضمن معرض "أنامل وردية 2" الذي أقامته جمعية إبداعات شابة، اليوم الأربعاء، في قرية الفنون والحرف غربي مدينة غزة، إذ صَوّرت لوحاتها فتاة أخرى تلبس الثوب الفلسطيني وتحمل على عاتقها القضية الفلسطينية والأقصى، وقد زينت ملامحها بابتسامة، كذلك لوحة تشكيلية أخرى لعجوز يسير في شوارع القدس القديمة، ولوحات أخرى رسمتها بالفحم.
وشاركت إلى جانب الفنانة النمرة عشرات الفنانات الفلسطينيات، اللواتي عكسن في لوحاتهن مختلف تفاصيل الحياة اليومية، عبر الرسوم الوطنية، وفلسطين، والأسرى، والقدس، إلى جانب لوحات طبيعية، ولوحات طفولية، لطفلات مشاركات، لم يتجاوزن الثامنة من عمرهن.
وضمت زوايا المعرض لوحة لعجوز فلسطيني ينظر إلى المسجد الأقصى، وإلى جانبه مجموعة رسوم لأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، منهم الأسير أحمد المناصرة، الأسيرة إسراء الجعابيص، والأسيرة الطفلة عهد التميمي، علاوة على رسومات بالفحم لوجوه وشخصيات وطنية، مثل الشهيد ياسر عرفات، والشيخ أحمد ياسين.
كذلك شملت جدران المعرض لوحات فنية لمشاهد طبيعية، ضمت البيئة الصحراوية، الثلوج على الأكواخ القديمة والجبال وفي الطرقات، إلى جانب لوحات للغابات، والطرق المزينة بالأشجار والورد، ولوحات أخرى للسفن والمراكب والبحيرات والأنهار والبحور، والورد والزهور والأحصنة والغزلان، ولوحة لطفل يسير وسط الحقل وإلى جانبه طيور برية.
أما القسم الأخير من المعرض التشكيلي، فقد ضم مجموعة من رسوم الأطفال، بألوان زاهية، حاكت رسوم الكارتون، والشخصيات الكارتونية، إلى جانب بعض الرسومات المبتدئة لأطفال صغار يرتدون ملابس جميلة، واحتوى كذلك على صور لأطفال ينظرون إلى القدس، وحنظلة الفلسطيني، وقد رسمت بألوان داكنة.
وشاركت الفنانة شذا أبو ناموس (15 عاماً) بمجموعة لوحات وطنية، رسمت فيها خريطة فلسطين، القدس، ويوم الأرض، وقد طَعّمت لوحاتها باللمحة التراثية، وتقول إنها ترغب بعكس القضية عبر الريشة والألوان، التي يمكنها إيصال الرسائل بدون كلام.
بينما شاركت الفنانة نور مشتهى بباقة من اللوحات التي عكست الطبيعة، عبر الأشجار والزهور والطرقات المزينة بالورد والمناظر الخلابة، موضحة لـ "العربي الجديد" أن الرسم يمكنها من التخلص من الطاقات السلبية، وترجمتها إلى رسم أماكن تتمنى أن تزورها، وأن تعيش فيها.
أما الطفلة هدى الفرعاوي (8 سنوات)، فقد شاركت بمجموعة رسومات طفولية، لأطفال ومشاهد طبيعية، وتقول إنها تعلمت في الدورة التي نظمتها الجمعية طريقة الرسم واستخدام الألوان، مضيفة "سأستمر في الرسم حتى أكبر، وأصبح رسامة محترفة".
من ناحيتها، تقول مدير قسم الأنشطة في جمعية ابداعات شابة سحر عمار إن المعرض جاء نتاج مجموعة دورات تم تنظيمها لفتيات يمتلكن هواية الرسم من أجل تطوير موهبتهن، والخروج بلوحات فنية احترافية، وعرضها في معرض يحمل ثمرة ابداعاتهن.
كاميرا "العربي الجديد" في المعرض:
وتوضح عمار لـ "العربي الجديد" أن مجموعة الدورات شملت نحو 100 فتاة، تتراوح أعمارهن بين 8 و30 عاماً، وأن المعرض يضم نحو 100 لوحة تشكيلية لـ 50 فنانة مشاركة، مضيفة أن كل صاحب موهبة عليه التعبير عن موهبته وعدم دفنها، "لا بد أن تتحدث الريشة بلسان صاحبها، وأن تعكس رغباته وطموحاته".