في السنوات العشر الأخيرة تغيّر شكل الإنتاج الفني في العالم العربي. خفت دور الشركات التقليدية للإنتاج الغنائي، مقابل بروز منصات إلكترونية اعتمدها الفنانون للترويج لأعمالهم بعيداً عن "رعاية" شركة ورأسمال وأشخاص نافذين ومتمولين.
هكذا بدا أن نهاية الشكل التقليدي للإنتاج بات وشيكاً. لكن عرفت هذه الشركات كيف تنقذ نفسها من الموت المحتوم، فقامت بعقد شراكات مع منصات البث الإلكتروني.
قد يكون مثال شركة "روتانا" هو الأمثل لشرح حال شركات الإنتاج. إذ أخيراً نشطت مساعي شركة "روتانا" مجدداً في دورة تعيدنا بالذاكرة إلى منتصف التسعينيات، عندما بدأت الشركة باستقطاب الفنانين العرب، الواحد تلو الآخر، وعقد اتفاقيات توّجت سنة 2000 في القمة التي عقدت في شرم الشيخ واستقبل فيها الوليد بن طلال أكثر من 100 فنان عربي، أصبحوا داخل الملاك الروتاني.
لكن حسابات الوليد بن طلال لم تكن كما أراد، استشرى الفساد في الشركة السعودية لعقد من الزمن، أكثر من خمسين مسؤولاً عُين داخل روتانا، ميزانيات مالية ضخمة صرفت، ملايين الدولارات بعثرت. وأدى هذا الصرف والتسيّب المالي الكبير إلى مواجهة وتنازع سلطات، بين أطراف عدة. لكن الثابت الوحيد كان الكويتي سالم الهندي الذي يبلغ نهاية السنة الحالية 21 عاماً على رأس الشركة. صمود سالم الهندي بتغطية من الوليد بن طلال إلى اليوم يطرح علامات استفهام كثيرة، ولو الكلام أن الشركة بمجملها أصبح قرارها بيد الهندي، ولم يعد للوليد بن طلال سوى صفة واحدة، أنه المالك الفخري للشعار الأخضر فقط. بينما تتردد أخبار عن نية الأمير السعودية بيع شركة الإنتاج، بعدما تحوّلت إلى عبء.
لكن اليوم عاد أغلب الفنانين لتوقيع عقود مع "روتانا". وهنا تطرح علامات استفهام حول سبب هذا التهافت الفني على الشركة التي تعاني من شح مالي استمر لسنوات.
لعل بعض الإجابات تأتي خجولة، حول مسعى روتانا لسحب الفنانين إليها وبالتالي تمهيد لإعلان أنها شركة الإنتاج الوحيدة الصامدة اليوم في العالم العربي، في وجه الزحف الإلكتروني.
أما الأكيد وفق مصادر داخل الشركة، فهو أن خطة عمل وإنقاذ وضعها تركي آل الشيخ بالاتفاق مع سالم الهندي، قبل أشهر وأخطر بها الوليد بن طلال الذي لم يجد مانعًا بتقبل الدعم من شخص نافذ ومقرب من الديوان الملكي ومن ولي العهد محمد بن سلمان.
أخذ إذاً سالم الهندي الضوء الأخضر من تركي آل الشيخ، وانشغل الوليد بن طلال في عقد اتفاقيته الشهيرة مع "ديزر" للبث الإلكتروني. الاتفاقية أعادت القليل من البريق المفقود للشركة، وهو ما أوحى للفنانين بأن مستقبلاً، وإن بدا غامضاً، قد يكون ممكناً مع "روتانا".
وفي سعي واضح لتلميع هذه الاتفاقية انتشرت إعلانات ديزر في شوارع بيروت وعلى منصات يوتيوب، ووضعت صور مغرية لبث أغاني العرب والأجانب معاً على الشبكة. هكذا ظهرت أليسا إلى جانب جاستن بيبر في لوحة دعائية واحدة. تسويق شغل بال الهاربين من الشركة، فأعلنوا قرار العودة، نوال الزغبي كانت الأولى، ثم نجوى كرم التي تاهت لأكثر من أربع سنوات دون مظلة إنتاجية" "تحميها". أليسا راجعت نفسها ودخلت المبارزة "النسائية" بعد نوال ونجوى. فتناست معركة الهجوم على "روتانا" عندما صادرت ديزر ما حققته من نجاح ومشاهدات على يوتيوب، ووثقت ولاءها التام في فيديو جمعها بالهندي في بيروت قبل يومين.
اقــرأ أيضاً
هكذا بدا أن نهاية الشكل التقليدي للإنتاج بات وشيكاً. لكن عرفت هذه الشركات كيف تنقذ نفسها من الموت المحتوم، فقامت بعقد شراكات مع منصات البث الإلكتروني.
قد يكون مثال شركة "روتانا" هو الأمثل لشرح حال شركات الإنتاج. إذ أخيراً نشطت مساعي شركة "روتانا" مجدداً في دورة تعيدنا بالذاكرة إلى منتصف التسعينيات، عندما بدأت الشركة باستقطاب الفنانين العرب، الواحد تلو الآخر، وعقد اتفاقيات توّجت سنة 2000 في القمة التي عقدت في شرم الشيخ واستقبل فيها الوليد بن طلال أكثر من 100 فنان عربي، أصبحوا داخل الملاك الروتاني.
لكن حسابات الوليد بن طلال لم تكن كما أراد، استشرى الفساد في الشركة السعودية لعقد من الزمن، أكثر من خمسين مسؤولاً عُين داخل روتانا، ميزانيات مالية ضخمة صرفت، ملايين الدولارات بعثرت. وأدى هذا الصرف والتسيّب المالي الكبير إلى مواجهة وتنازع سلطات، بين أطراف عدة. لكن الثابت الوحيد كان الكويتي سالم الهندي الذي يبلغ نهاية السنة الحالية 21 عاماً على رأس الشركة. صمود سالم الهندي بتغطية من الوليد بن طلال إلى اليوم يطرح علامات استفهام كثيرة، ولو الكلام أن الشركة بمجملها أصبح قرارها بيد الهندي، ولم يعد للوليد بن طلال سوى صفة واحدة، أنه المالك الفخري للشعار الأخضر فقط. بينما تتردد أخبار عن نية الأمير السعودية بيع شركة الإنتاج، بعدما تحوّلت إلى عبء.
لكن اليوم عاد أغلب الفنانين لتوقيع عقود مع "روتانا". وهنا تطرح علامات استفهام حول سبب هذا التهافت الفني على الشركة التي تعاني من شح مالي استمر لسنوات.
لعل بعض الإجابات تأتي خجولة، حول مسعى روتانا لسحب الفنانين إليها وبالتالي تمهيد لإعلان أنها شركة الإنتاج الوحيدة الصامدة اليوم في العالم العربي، في وجه الزحف الإلكتروني.
أما الأكيد وفق مصادر داخل الشركة، فهو أن خطة عمل وإنقاذ وضعها تركي آل الشيخ بالاتفاق مع سالم الهندي، قبل أشهر وأخطر بها الوليد بن طلال الذي لم يجد مانعًا بتقبل الدعم من شخص نافذ ومقرب من الديوان الملكي ومن ولي العهد محمد بن سلمان.
أخذ إذاً سالم الهندي الضوء الأخضر من تركي آل الشيخ، وانشغل الوليد بن طلال في عقد اتفاقيته الشهيرة مع "ديزر" للبث الإلكتروني. الاتفاقية أعادت القليل من البريق المفقود للشركة، وهو ما أوحى للفنانين بأن مستقبلاً، وإن بدا غامضاً، قد يكون ممكناً مع "روتانا".
وفي سعي واضح لتلميع هذه الاتفاقية انتشرت إعلانات ديزر في شوارع بيروت وعلى منصات يوتيوب، ووضعت صور مغرية لبث أغاني العرب والأجانب معاً على الشبكة. هكذا ظهرت أليسا إلى جانب جاستن بيبر في لوحة دعائية واحدة. تسويق شغل بال الهاربين من الشركة، فأعلنوا قرار العودة، نوال الزغبي كانت الأولى، ثم نجوى كرم التي تاهت لأكثر من أربع سنوات دون مظلة إنتاجية" "تحميها". أليسا راجعت نفسها ودخلت المبارزة "النسائية" بعد نوال ونجوى. فتناست معركة الهجوم على "روتانا" عندما صادرت ديزر ما حققته من نجاح ومشاهدات على يوتيوب، ووثقت ولاءها التام في فيديو جمعها بالهندي في بيروت قبل يومين.
هكذا استعادت روتانا "نجومها" خلال وقت قصير جداً وأعادتهم برضى تام إلى "بيت الطاعة" وسط مفاجآت ترويها الفيديوهات. وائل كفوري على قاب قوسين أو أدنى من أن يعود وزميله التونسي صابر الرباعي أيضاً، وحتى عمرو دياب استجاب لرغبة صديقه تركي آل الشيخ وقبل بالعودة إلى روتانا بعد سلسلة من المشاكل التي وصلت إلى القضاء المصري.