عثر العلماء مؤخّراً على آثار حصان يقع خارج الموقع الأثريّ المشهور بالقرب من بركان فيزوف في مدينة بومبي. وقد تمت إعادة تشكيل كامل جسم الحيوان، عن طريق ملء التجويف الذي تركه الحيوان منذ مئات السنين في الصخر القويّ بالجبس، كما ذكر موقع "شبيغل أون لاين".
وافترض العلماء بسبب طبيعة عظام هذا الحيوان واللجام البرونزيّ، بأنّه كان ينتمي إلى شخصٍ ثريّ، وكان هذا الحيوان يستخدم لأغراض احتفاليّة وتمثيليّة كرنفاليَّة، وربّما كان يستخدم في السباقات أيضاً. إذ تمّ العثور على الحيوان في بقايا فيلا رومانيّة في بومبي، مع بعض الأشياء اليوميّة، مثل أدوات المطبخ، وأيضاً وجود بقايا جثّة رجل، الأمر الذي يرجّح بأنه قد دفن بعد الانفجار البركاني الضخم.
وقد وجِد هذا الحصان أثناء حفريات قامت بها الشرطة في بومبي، لمكافحة عمليات البحث غير المشروعة، إذْ كشفت الشرطة عن شبكة أنفاق بطول 60 مترًا، وأثناء البحث في هذه القضيّة، وقياس الأنفاق وتقييمها علمياً، وجدوا جثّة هذا الحصان.
وتعتبَر ثورة بركان فيزوف عام 79 قبل الميلاد، من أكثر المآسي في العصور القديمة، ومن أشدّ اللحظات التاريخيَّة غموضًا بالنسبة إلى علماء الآثار. إنّه حقّاً أمرٌ مروّع، إذْ دمّرت الحياة بالكامل في بومبي، وعدد قليل من المدن الأخرى على خليج نابولي في ما يعرف بإيطاليا الآن، وقُتِل الآلاف من البشر آنذاك.
وقد ساهم المطرُ والرماد، وانهيار الكتل الجليديّة الضخمة، أيضاً، في قتل الآلاف من الناس في المدن التي كانت تعجّ بالحركة والناس، تلك المدن التي تعرَف الآن بإيطاليا.
وقد وجد العلماء، مراراً وتكرارًا، عن طريق تحليل طبقات الصخور العميقة، بعض الدلائل التي تشير إلى القتلى. حارب بعضهم من أجل حياتهم في اللحظات الأخيرة أثناء اندلاع ثورة هذا البركان الضخم. ورغم ندرة المعلومات حتّى الآن، قام علماء الآثار والطبيعة في ألمانيا، ببناء آخر يوم في حياة عائلة صغيرة ماتت بأكملها في البركان.
دومًا يجد الباحثون اكتشافات مذهلةً في بومبي. في الآونة الأخيرة، اكتشفوا هيكلاً عظمياً لطفلٍ يبلغ من العمر 7 أعوام. ويزور ملايين السواح كل عام موقع المدينة المنقرضة.