وأكد العلماء أنهم استغرقوا 7 سنوات من الدراسة، ليستنتجوا أن عمر الرسم الملون يبلغ 73 ألف سنة، وأنه يسبق زمنيًا أقدم الرسومات التجريدية التي عثر عليها على جدران الكهوف في إل كاستيلو بإسبانيا، وماروس في سولاويزي بإندونيسيا، والتي يبلغ عمرها 40 ألف عام على الأكثر، وفقًا لموقع "ذا غارديان".
ويقع كهف بلومبوس على الساحل الجنوبي بجنوب أفريقيا، وهو موقع أثري يبعد 300 كيلومتر إلى الشرق عن كيب تاون، وعثر فيه على العديد من الآثار التي يبلغ عمرها بين 70 و100 ألف عام، كما وجدت فيه الصخرة الصغيرة التي تحمل الرسم الملون عام 2011 عن طريق المصادفة.
Twitter Post
|
وكشفت الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر" العلمية، أن الرسم نقش على الحجر بصبغة طينية تحتوي على أوكسيد الحديد، بالاستعانة بأداة تشبه قلم التلوين، ومن المعتقد أن الإنسان القديم استخدم حجر الشحذ لتحويل نوع من الصخور الهيماتيتية (الحاوية على حديد خام محمر أسود) إلى مسحوق مناسب للطلاء.
وقال كريستوفر هينشيلوود، عالم الآثار المسؤول عن الدراسة، رئيس فريق الأبحاث ومدير مركز سلوكيات الإنسان القديم، في جامعة بيرغن في النرويج: "مما لا شك فيه أن هذا الرسم يعني شيئًا لمن نقشه، لأننا وجدنا مثله مرارًا وتكرارًا في جميع أنحاء العالم، أنا لا أستطيع اليوم تحديد معناه، إلا أنني أستطيع أن أؤكد أنه فن".
Twitter Post
|
وكان كهف بلومبوس، الدافئ شتاء والبارد صيفًا، مأوى مفضلًا للإنسان القديم الذي تنقل على طول ما يعرف اليوم بساحل كيب الجنوبي، وعلى الرغم من أنه يقع اليوم على مرمى حجر من البحر، إلا أنه كان على بعد 100 كلم داخل اليابسة في الوقت الذي نقش به الرسم على الحجر قبل 73 ألف عام.
وأكد هينشلوود أن إحساسًا غريبًا ينتابه عندما يكون داخل الكهف، وقال: "كلما عثرنا على قطعة أثرية هناك، ندرك أنها وضعت في مكانها ولم تتحرك منه منذ قرابة 75 إلى 90 ألف عام، وهذا شيء مدهش، لا يمكنك تصور أن تلك الأشياء نجت طيلة كل هذا الوقت".
Twitter Post
|