في ظل تفاقم أزمة جفاف غير مسبوقة في مختلف مدن العراق، وخاصة مناطق أهوار المياه، التي تحوي أحد أكبر المسطحات المائية الطبيعية في الشرق الأوسط، أنجز الفنان العراقي باسم مهدي رسم لوحة ضخمة تحمل عبارة "أنقذوا الأهوار".
وكان الجفاف قد تسبّب، خلال الأشهر الأخيرة، في هجرة العديد من أهالي هذه المناطق، المدرجة على لائحة التراث العالمي.
وامتدت اللوحة على مساحة تصل إلى ألفيّ متر مربع، ويمكن رؤيتها من ارتفاعٍ شاهقٍ في السماء، في محاولة من مهدي إلى لفت الانتباه لخطورة أزمة الجفاف وتأثيراتها الإنسانية على العراقيين عموماً.
اللوحة التي جاءت على شكل خيمة عراقية شعبية كبيرة وبالخط الكوفي العراقي الشهير تمّ رسمها في إحدى المناطق التي ضربها الجفاف أخيراً وبقسوة، وتحديداً في منطقة هور الجبايش بمحافظة ذي قار جنوبي العراق
وكتب الفنان باسم مهدي معلقاً على اللوحة عبر حسابه في "فيسبوك": أنقذوا الأهوار... اليوم والحمد لله أكملت أكبر لوحة خط في العالم".
وأضاف: "لتسليط الضوء على قضية جفاف الأهوار والسعي لإعادة المياه إليها، عملتُ على إنشاء أكبر لوحة في العالم بالخط الكوفي تحمل عبارة (أنقذوا الأهوار)".
وأضاف أن اللوحة بمساحة 2000 متر مربع، وهي مصنوعة من مادة القصب (حصير)، أو كما تسمى عند سكان الأهوار "البارية"، وذلك على أرضِ أهوار الجبايش التي أجهز عليها الجفاف.
وتابع: "كل هذا بدافع شخصي من دون دعم ومساعدة أي جهة مستقلة أو حكومية، لا سيما وأن الأخيرة بشقيها المركزي والمحلي كانت أحد أسباب تفاقم هذه المشكلة". ووجّه شكره لأولاده وعددٍ من زملائه الفنانين لمساعدته في إنجاز العمل. واليوم الثلاثاء، أمرت السلطات العراقيّة بحفر المزيد من الآبار في 6 محافظات مختلفة لمواجهة أزمة الجفاف التي تسببت، وفقاً لبيانات السلطات المحلية بالمحافظات وكذلك وزارة الهجرة، بنزوح آلاف العوائل من القرى والأرياف نتيجة الجفاف.
وكشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، الجمعة الماضية، عن أن ثلاثة آلاف عائلة نزحت من ثماني محافظات عراقية، بسبب الجفاف والتغيرات المناخية والنقص الحاصل في مناسيب المياه، ودعت الحكومة إلى اتخاذ حلول للأزمة.
وتفاقمت أخيراً حدة أزمة المياه في العراق نتيجة تراجع مستويات نهري دجلة والفرات، وشحّ الأمطار، ما تسبب بانخفاض مخزون المياه في البحيرات والسدود العراقية بأكثر من 70 بالمئة من طاقتها الإجمالية.
ولوّحت وزارة الموارد العراقية بتدويل ملف قيام إيران بتحويل مجرى عدد من روافد نهر دجلة ومنع دخولها الأراضي العراقية، إلى جانب إقامة سدود على عدد آخر منها، إلا أنها لم تتخذ أي خطوة فعلية حتى الآن. في وقت أكدت الوزارة ذاتها أنّها توصلت لاتفاق مع تركيا على تقاسم الضرر في شح المياه، وإطلاق أنقرة كميات مياه أكثر للعراق عبر نهري دجلة والفرات.