"بستان الشرق" أول مسلسل كوميدي عربي من نوع "سيت كوم"، ويجمع كوكبة من الفنانين العرب. لغة المسلسل لن تكون اللغة العربية الفُصحى فقط، بل ستكون باللهجات المحليّة المتنوعة: الشامية والمصريّة والمغاربيّة. ومن المتوقّع أن يستمر العمل في الموسم الأوّل لنحو 250 حلقة. تقوم شركة "ميتافورا" بإنتاج المسلسل، وهي من شركات مجموعة "فضاءات ميديا". العمل من تأليف الكاتب السوري ممدوح حمادة، وإخراج محمد خير العمري.
وسيُعرَض العمل على قناة "العربي 2" التي تجري كلّ الاستعدادات اللازمة لانطلاقتها في قطر، في الثاني من يناير/ كانون الثاني المقبل. وستكون قناة "العربي 2" الشقيقة التلفزيونية لـ" التلفزيون العربي" التي ستتحوّل بدورها إلى قناةٍ مختصة بالأخبار اسمها "العربي: أخبار".
ويقوم كادر العمل الآن بإكمال عمليات تصوير مشاهد المسلسل في موقع صمم خصيصاً لإنتاج "بستان الشرق". الأخير هو اسم فندق يعود إلى أربعينيات القرن الماضي، وشيّد في زمن المشاريع الوطنية الأولى في العالم العربي بعد الاستقلال والتحرر من الاستعمار، وبنته الأرستقراطية العربية آنذاك، ويوجد في كامل الجغرافية العربيّة، وهي مملوكة أو مُجسَّدة في العمل من خلال شخصية "حصرم".
دخلت "العربي الجديد" إلى كواليس إنتاج وتصوير عمل "بستان الشرق". المخرج محمد خير العمري يجلس في ركن داخل بهو الفندق، برفقة كاتب العمل ممدوح حمادة. المخرج والكاتب يتابعان عبر أكثر من شاشة مشاهد المسلسل التي يؤديها الممثلون أمام الكاميرات، ويتناقشان في كلّ التفاصيل الخاصة بالعمل. أحياناً يطلب مخرج العمل إعادة تصوير بعض المشاهد مع ضرورة توجيه الملاحظات لتصحيح حركات الممثلين والممثلات وحواراتهم. يستمر الفريق بالعمل على المشهد حتّى يوافق المخرج على النتائج، ثم يكمل الطاقم العمل على المشاهد اللاحقة، ليدخل الفريق في حالة الجاهزية، وتنتقل الكاميرات وفريق التصوير والصوت إلى الموقع المحدد للمشهد اللاحق. المكان قد يكون غرفة أو ممراً أو درجاً. لا مشاهد خارج الفندق، وذلك انسجاماً مع هذا النوع من الدراما الكوميدية.
وحول "بستان الشرق" كأوّل عمل عربي فريد من نوعه في هذا السياق، يقول المخرج محمد خير العمري لـ "العربي الجديد": "استطعنا جمع كوكبة من الممثلين من جنسيات عربية مختلفة. العيش بشكل مشترك لمدة من الزمن داخل الفندق خلق لدى كادر التمثيل انتماءً للمكان، وتكوّنت لديهم مشاعر بأنّ المكان هو منزلهم، وبدأنا نتعرف على كوميديا تونس ولبنان والأردن وفلسطين. كل كوميديا لها طريقتها وأسرارها". ويضيف: "كان لدي خوف من تأثير الفرق بين اللهجات العربية المختلفة وثقافات المنطقة على سير العمل. لكني وجدت أنّ الحوار متناسق دومًا بين طاقم الممثلين". ويلفت العمري إلى أنّ نص الكاتب ممدوح حمادة مكتوب بحيث يكون مفهومًا لكلّ سكان الوطن العربي، "فعندما تسمع النكتة بأكثر من لهجة، تدركُ التلاحم العربي الجميل".
ويعد العمري الجمهور بتقديم عمل فكري يرتقي بالذائقة العربية، ويقدم محتوى مختلفاً وجديدًا للشباب والعائلة. عمل يجسد ما يحدث في الوطن العربي درامياً، ففي كلّ حلقة توجد "حتوتة" جديدة وشيقة.
يجسّد الممثل السوري نزار أبو حجر شخصية "صالح سلامة". ويرى أبو حجر في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ دوره في "بستان الشرق" مختلف عن الأدوار والشخصيات التي قام بأدائها خلال مسيرته الفنية. ويوضح: "استطاع المخرج أن يغامر، ويمنحني شخصية مغايرة عما اعتدتُ أن أقدّمه طوال مسيرتي الفنية. قلما نجدُ مخرجاً يقدم على نوع كهذا من المغامرة. وسيُفاجأ المشاهدون بأنّ شخصية نزار أبو حجر هنا جديدة، وهي تتطوّر من خلال الدور. إذ إنّ (صالح) يأخذ أشكالاً مختلفة تتغيّر من خلال أحداث المسلسل".
ويصف الممثل القطري الشاب فيصل رشيد العمل بأنّه "زهرة من كل بستان عربي تم جلبها إلى (بستان الشرق)". ويوضح أنّه يؤدّي دور شاب اسمه "فيصل" يقدم الأخبار والأحداث التي تجري يومياً في الفندق. يقول: "مثلما نقول في اللهجة القطرية أن فلاناً (يجيب العيد)، أي أنه ينقل أخباراً غير صحيحة، ويسيء التقدير في تقديم الأخبار، بل أحياناً يفتعل المشاكل من أجل خلق أخبار. شخصيّة (فيصل) هي ساذجة مع قليل من اللؤم".
والممثلة السورية نورا زيدان تؤدّي شخصية "سوسن"، وتشرح دورها بأنّها فتاة بسيطة وجدت في الفندق ملجأ كي تعمل مقابل أجر مادي، حتّى يتحقق طموحها بالسفر إلى أوروبا، إذ تعتقد "سوسن" أنّها ستحقق طموحاتها وأحلامها هناك. وفي الوقت نفسه، فإنّ "سوسن" في بحثٍ دائم عن عريس وشريك حياة، وتحدث معها مواقف عاطفية طريفة.
أما الشابة التونسية شروق حرداني، فتقول إن مشاركتها في المسلسل هي أول تجربة لها، وتؤدي شخصية "نسرين" التي تمثل نسبة كبيرة من الشباب المغرمين بوسائل التواصل الاجتماعي.
ويشارك في المسلسل من سورية مازن الناطور (فؤاد رحمة) وأندريه سكاف (الجني) وعبد الحكيم قطيفان (يونس مروتواني) ومحمد حداقي (مسعود بلندخ الحلاق) ونزار أبو حجر (صالح سلامة)، وسوسن أبو عفار (نورا حبوس) وشادي الصفدي (وليد جرابق) ونورا زيدان (سوسن فرجار)، ومن لبنان يشارك عباس شاهين (جميل حصرم)، ومن مصر منى هلا (سناء عجبة) وأحمد سلطان (زياد سعدو) ومحمد جمال خضر (رابح جمارة: الطباخ)، ومن فلسطين حسن عويتي (عبد القادر أبو المجد)، ومن الأردن عمر زوريا (فريد شنشل)، ومن قطر فيصل رشيد (وائل مسعود)، ومن تونس شروق حرداني (نسرين) وغيرهم.