تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر ما قيل إنه هدم لفرع من سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" في باكستان، تضامناً مع غزة، لكن المقطع مضلّل.
وحقق موقع التحقق من الأخبار، "مسبار"، في صحة المقطع وتبين له أنه مضلل، إذ هو قديم وليس لهدم فرع من سلسلة مطاعم "ماكدونالدز"، بسبب حملة المقاطعة الأخيرة.
فيديو من ولاية كانساس عام 2018
نشرت شركة "سيمبسون ديرت كونستراكشن" المتخصصة في عمليات الهدم والإزالة، ومقرها ولاية كانساس في الولايات المتحدة، الفيديو عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي في يوليو/تموز عام 2018، وهو يوثّق لهدم وإزالة لوحة إعلانية لـ"ماكدونالدز" وقتئذ.
وجاء تداول مقطع الفيديو المضلل بالتزامن مع حملة مقاطعة واسعة لمنتجات الاحتلال والشركات الداعمة له، ومن بينها "ماكدونالدز".
تفاعل شعبي لمقاطعة البضائع والشركات المرتبطة بالكيان الإسرائيلي في كثير من البلدان العربية والاسلامية نصرة لأهلنا في غزة.#ماكدونالدز#لستم_وحدکم#ضربة_القرن #اليمن_ينتصر_لفلسطين pic.twitter.com/xsrVEr2CQT
— حزام الأسد (@hezamalasad) December 30, 2023
وانطلقت الحملة بعد طوفان الأقصى وما تلاه من العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعا إلى الحملة ناشطون وجمعيات، وانخرط فيها المواطنون في الدول العربية والإسلامية.
"ماكدونالدز" في قلب حملة المقاطعة
عَلَت نبرة طلبات المقاطعة مؤخراً بعد انتشار صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر قيام محلات "ماكدونالدز" في إسرائيل بالتبرع بأربعة آلاف وجبة للمستشفيات والوحدات العسكرية وجنود الاحتلال، مع منحهم حسومات وامتيازات أخرى عند شرائهم منها أي منتجات أخرى.
ودفع ذلك أصحاب الامتياز التجاري (الفرنشايز) في مصر والأردن لنشر بيانات على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيها وكيل الشركة في الأردن أنه والوكلاء الآخرين في الدول العربية والإسلامية ليس لهم أي علاقة بهذا التصرف، وأن محلاته كانت أول المتبرعين لدعم فلسطين، عبر الهيئة الخيرية الأردنية.
بدوره، أعرب صاحب علامة "ماكدونالدز" في مصر عن تعاطفه الإنساني مع أحوال الأسر الفلسطينية المتضررة، وتبرّع بمبلغ 20 مليون جنيه مصري للمشاركة في مبادرات الإغاثة.
لكن لم تفلح البيانات السابقة في إيقاف انتشار حملات المقاطعة في الدول العربية، إذ أكد مروجوها تكبد الشركات الأم خسائر كبيرة، حال النجاح في تطبيقها، أو تحول الراغبين في الحصول على "الفرنشايز" عنها، بسبب الدعوات الأخيرة.
وتوسّعت الحملة لتشمل الدول الغربية أيضاً، ففي أميركا تدعو الحملة إلى الضغط على الساسة والكونغرس لحمل الحكومة الإسرائيلية على وقف الحرب.
وقدّمت الولايات المتحدة مساعدات قيمتها 158 مليار دولار لإسرائيل منذ إنشائها حتى الآن، وفقاً لتقرير خدمة أبحاث الكونغرس، ولم يتوانَ الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن دعم الاحتلال بكل شكل متاح.