تسبب فيديو نشره صاحب قناة Best Ever Food Review Show على موقع "يوتيوب" التي تضم 8.09 ملايين مشترك في إحراج الحكومة المصرية، بسبب ما احتواه من "تشويه لسمعة" مصر، على ما قال أحد العاملين في القطاع السياحي.
القناة المذكورة متخصصة في الطبخ والأطعمة التقليدية، إذ يسافر مؤسسها صانع الأفلام الأميركي ويل سنبتشنر حول العالم متذوقاً ومتحدثاً عن مطابخ كل دولة يقصدها.
وقال سنبتشنر إنه عند وصوله إلى مصر استقبله رجال الشرطة بالتوجس والريبة عندما شاهدوا عبر جهاز أشعة "إكس" أنّ حقيبته تحتوي على معدات تصوير (كاميرات وعدسات ووحدات إضاءة وميكروفونات)، واحتجزوه مدة طويلة في المطار، وصادروا معداته.
وأضاف أنه قرر استكمال جولته مهما كانت الظروف وتصوير فيلمه بالهاتف المحمول.
وأفاد بأنه بعد إطلاق سراحه من المطار، أرسلت الشرطة مخبراً سرياً في أثره ليتابع تحركاته، والطريف أنه صور هذا المخبر ذا الشارب التقليدي لرجال الشرطة المصرية، وظهر في الفيلم الذي نشره على القناة تحت عنوان "مصر البلد الأسوأ لصنّاع الأفلام".
والطريف أنّ الفيديو الذي كان من المفترض أن يدور حول الأكلات الشعبية المصرية، تطرق صاحبه إلى الثورة المصرية والقبضة الأمنية المشددة وأمور سياسية أخرى.
وخلال أقل من 24 ساعة من نشر الفيديو الأربعاء، حصد أكثر من مليون و100 ألف مشاهدة حول العالم، وهو ما اعتبره خبير سياحي "أسوأ دعاية لمصر"، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة تحسين صورتها في الخارج لجذب السياح.
وقال الخبير السياحي الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك أكثر من مليون شخص حول العالم شاهدوا الفيديو الذي يصف مصر بأنها الأسوأ، وأنها عبارة عن سجن كبير تحت رقابة مشددة من الأجهزة الأمنية، وهذه فضيحة بكل المقاييس".
وأضاف أنه "في ظل إنفاق الدولة الملايين من أجل الدعاية للسياحة، مثل حفل نقل المومياوات وطريق الكباش والمتحف الكبير وغيرها، يأتي فيديو لا يكلف إنتاجه أكثر من ألفي دولار، ويضيع كل ذلك المجهود".
وتابع أنّ "شخصاً واحداً بكاميرا هاتف نصح السائحين حول العالم بعدم اختيار مصر وجهةً سياحيةً، بسبب الهواجس الأمنية والخوف من أي شخص يحمل كاميرا"، مؤكداً أن نصيحته "ستجد صدى بطبيعة الحال لدى السائحين أكبر من كل فيديوهات وزارة السياحة التي تروج أن مصر بلد الأمن والأمان".