استمع إلى الملخص
- المؤتمر يعتبر فرصة لآبل لعرض ابتكاراتها في الذكاء الاصطناعي التوليدي وتعزيز مكانتها بالسوق، مع توقعات بإعلان نسخة جديدة من "آي أو إس" بالشراكة مع "أوبن إيه آي".
- تواجه آبل تحديات في الحفاظ على ريادتها التكنولوجية ومبيعات "آيفون"، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي وحماية البيانات الشخصية لتلبية توقعات المستهلكين والمستثمرين.
يُتوقَّع أن تغتنم شركة آبل الفرصة في مؤتمرها السنوي للمطورين الذي ينطلق اليوم الاثنين، لإظهار كيفية دمجها الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، ولمحاولة تعويض تأخيرها عن منافسيها الرئيسيين المتقدّمين بشكل أكبر في هذا المجال. منذ إطلاق "تشات جي بي تي"، برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي المُبتكَر من شركة أوبن إيه آي، في نهاية عام 2022، عملت "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أمازون" و"ميتا" جاهدةً لإدراج هذه التقنية في خدماتها. أما "آبل" التي تعتمد أصلاً في أجهزتها "آيفون" و"آيباد" و"ماك" الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، فلم تصدر أي إعلان مرتبط بهذه التقنية حتى اليوم، مؤجّلةً بالتالي أي ابتكارات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وخلال عرض أحدث نتائج الشركة مطلع مايو/أيار، تحدّث المدير العام تيم كوك عن إعلانات مرتقبة خلال الأسابيع المقبلة، من دون التطرق إلى تفاصيل إضافية.
وضيّق المستثمرون المولعون بالذكاء الاصطناعي التوليدي، منذ ثمانية عشر شهراً، الخناق على أسهم شركة آبل التي ارتفعت بنسبة 1% فقط منذ بداية العام، مقارنة بارتفاع أسهم "مايكروسوفت" 11%، وأسهم "أمازون" 18%، وأسهم "ألفابت" (الشركة الأم لغوغل) 24%. ويقول المحلل في شركة ويدبوش سيكيوريتيز، دان آيفز، إنّ مؤتمر المطورين السنوي الذي سينعقد من الاثنين إلى الجمعة "يمثل الحدث الأهم لشركة آبل منذ عقد، إذ يحمل في خلفيته ضغوطاً لتقديم حزمة من ابتكارات الذكاء الاصطناعي التوليدي للمطورين والمستهلكين".
ويتوقع كثيرون أن تكشف شركة آبل عن نسخة جديدة هي الثامنة عشرة من نظام تشغيل هواتفها "آي أو إس"، مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وذكرت وسائل إعلام أميركية أنّ "آبل" أقامت شراكة مع "أوبن إيه آي"، ستتيح لها استخدام النماذج اللغوية الخاصة بمُبتكرة "تشات جي بي تي"، والتي تمثل قواعد بيانات عملاقة توفر إجابات على أسئلة تُطرح باللغة الشائعة.
وتشير كارولينا ميلانيسي، من شركة كرييتف استراتيجيز، إلى أنّ هذه التحسينات والميزات الجديدة يُفترض أن تساعد في تعزيز رغبة الزبائن بمنتجات "آبل"، وخصوصاً أجهزة "آيفون". وتؤكد أن "هدف آبل يتمثل في دفع الأشخاص إلى استبدال هواتف آيفون الخاصة بهم". وتضيف: "سنرى ما إذا كانت الشركة ستمنحهم الأسباب المقنعة للقيام بذلك".
ويلفت المحلل في "إي ماركتر" غادخو سيفيّا إلى أن "اللحظة حاسمة لشركة آبل"، معتبراً أنّ التواصل في المؤتمر السنوي للمطورين هو "اختبار مهم" لقدرة المجموعة على تحقيق دخل من الذكاء الاصطناعي التوليدي كما فعلت "غوغل" و"مايكروسوفت". ويحذر من أن "أي خطأ قد ترتكبه آبل في هذه المرحلة قد يُخسرها مكانتها كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا، أمام شركتين عملاقتين في الذكاء الاصطناعي سبق أن ابتكرتا منتجات (متوفرة) وكشفتا عن مهل زمنية لإصدار ابتكارات تمتد على السنوات القليلة المقبلة".
ويأتي هذا التحدي الجديد في وقت تحاول "آبل" إعادة صورتها الأسطورية كشركة معتادة على إطلاق منتجات وخدمات قادرة على تغيير عادات الاستهلاك، من أجهزة "ماك" إلى هواتف "آيفون" مروراً بمنتجات "آيبود". وسبق أن حققت أول تحوّل كبير في فبراير/شباط، عبر طرح خوذة "فيجن برو" للواقع "المختلط" (الافتراضي والمعزز). وتشكل هذه الخوذة منتجاً متطوراً (سعره 3499 دولاراَ)، يستهدف نسبة محدودة من جمهور الشركة التقليدي.
وبالإضافة إلى التقدّم الذي حققه منافسوها، أصبح هذا السعي لتحقيق نجاحات جديدة طارئاً للشركة، بسبب انخفاض مبيعات "آيفون" بنسبة 10% على أساس سنوي في الربع الأول من العام 2024. ومن خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي، تستثمر "آبل" في نشاط خدماتها الذي أصبح شريان الحياة لنموّها.
وتشير شركة كاناليس إلى أنّ 16% من الهواتف الذكية التي ستُطرح هذا العام ستكون مجهزة بميزات ذكاء اصطناعي توليدي، وهي نسبة يُتوقَّع أن ترتفع إلى 54% عام 2028. ويلفت بعض المحللين إلى مسألة استخدام البيانات الشخصية الضرورية لتوليد الذكاء الاصطناعي، والتي لطالما أظهرت "آبل" أنها تحميها، لدرجة جعلها أحد أسباب شعبيتها. ويقول سيفيّا إنّ "الرغبة في التحكم بنظام الذكاء الاصطناعي بشكل وثيق، قد تؤدي إلى تراجع مكانة آبل في هذا المجال".
(فرانس برس)