أبرمت الشركة الدولية للاستثمارات العالمية، التابعة لشبكة أبوظبي للإعلام، صفقة لسداد الديون المصرفية لعائلة باركلي، في خطوة تمهد لاستحواذها على صحيفة ذا تليغراف البريطانية.
ووفقاً لصحيفة ذا تايمز البريطانية، فإن شركة الاستثمارات الأميركية رِدبيرد كابيتال تتعاون مع الشركة الإماراتية لتقديم قروض هدفها إعادة تمويل ديون عائلة باركلي لمصرف لويدز البريطاني.
ومن الممكن أن يعرقل هذا التعاون عرض صحيفة ذا تليغراف للبيع في مزاد رسمي، علماً أن مصرف غولدمان ساكس يدير هذه العملية.
لكن مصادر مطلعة على المسألة قالت لصحيفة ذا غارديان، الاثنين، إن المزاد مستمر. الموعد النهائي لتقديم عروض الجولة الأولى في المزاد هو 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.
اشترى الأخوان التوأمان فريدريك وديفيد باركلي منشورات مجموعة تليغراف عام 2004 مقابل 665 مليون جنيه إسترليني (763 مليون يورو). في يونيو/ حزيران، أشار مصرف لويدز البريطاني وبنك أوف اسكتلند التابع له إلى أنهما يعتزمان طرح المجموعة للبيع لسداد الديون المتوجبة. وفي أكتوبر/ تشرين الأول، حاولت عائلة باركلي، من دون جدوى، تقديم عرض في اللحظة الأخيرة لسداد ديون تبلغ قيمتها نحو مليار جنيه إسترليني (1.15 مليار يورو)، واستعادة السيطرة على المجموعة التي تضم أيضاً "صنداي تليغراف" ومجلة "ذا سبيكتايتور"، وفقاً لوسائل إعلام بريطانية.
لكن الأسبوع الماضي أفادت مواقع إخبارية بريطانية بأن عائلة باركلي تنوي سداد ديونها بالكامل بتمويل من أبوظبي. وقد أعرب النواب البريطانيون المحافظون عن مخاوفهم في نهاية الأسبوع بشأن خطر النفوذ الأجنبي، وطالبوا الحكومة باستخدام قوانين الأمن القومي للتحقيق في المخاطر المحتملة لهذه الصفقة.
شركة ردبيرد كابيتال أعلنت، أمس الاثنين، أنها "توصلت إلى اتفاق لتقديم حزمة من القروض لعائلة باركلي تسمح لها بسداد ديونها لمصرف لويدز بالكامل وإخراج صحيفة ذا تليغراف ومجلة ذا سبيكتايتور من الحراسة القضائية".
تنص شروط الاتفاقية على أن تقدم الشركة الأميركية قرضاً قيمته 600 مليون جنيه إسترليني، بضمان مقابل "ذا تليغراف" و"ذا سبيكتايتور"، و"قرض بقيمة مماثلة بضمان مقابل شركات ومصالح تجارية عائلية أخرى تابعة لباركلي".
بعد ذلك، سيكون لدى الشركة الأميركية خيار تحويل القرض المضمون مقابل "ذا تليغراف" و"ذا سبيكتايتور" إلى أسهم، وأشارت إلى أنها لا تعتزم التأخر في اللجوء إلى هذا الخيار.
وأضافت: "أي نقل للملكية سيخضع بالطبع للمراجعة التنظيمية، وسنواصل التعاون الكامل مع الحكومة والهيئة التنظيمية".
ورداً على مخاوف المسؤولين البريطانيين، لفتت الشركة الأميركية إلى أنه "بعد نقل الملكية، ستتولى وحدها المسؤولية الإدارية والتشغيلية للإصدارين، تحت قيادة الرئيس التنفيذي جيف زوكر. ستكون الشركة الدولية للاستثمارات العالمية مستثمراً سلبياً فقط".
وأكدت أنها "تلتزم تماماً بالحفاظ على فريق التحرير الحالي لذا تليغراف وذا سبيكتايتور"، وأنها "مؤمنة بأن الاستقلال التحريري لهذه العناوين ضروري لحماية سمعتها ومصداقيتها".
يدير "رِدبيرد كابيتال" جيف زوكر، وهو أحد أشهر المديرين التنفيذيين للمؤسسات الإعلامية حول العالم. تولى رئاسة شبكة سي أن أن الأميركية لتسع سنوات، قبل أن يغادرها العام الماضي.
ووفقاً للتقارير، فإن نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي ومالك نادي مانشستر سيتي لكرة القدم منصور بن زايد آل نهيان شارك مباشرة في تمويل الصفقة.