استمع إلى الملخص
- أدان غابور ماتي، المفكر البارز في مجال الصدمات النفسية، الصندوق القومي اليهودي واصفاً إياه بأنه "إجرامي واستعماري وعنصري"، مشيراً إلى دوره في مصادرة أراضي الفلسطينيين.
- دعت فيتزجيبون مديري المهرجان لرفض رعاية الكيانات المتورطة في الاستعمار، مؤكدة أن محكمة العدل الدولية اعتبرت استعمار إسرائيل للأراضي الفلسطينية غير قانوني.
أطلقت منظمة أصدقاء فلسطين في تسمانيا، اليوم الاثنين، حملة لإبعاد الصندوق القومي اليهودي عن مهرجان سينمائي في هوبارت، أكبر مدن الجزيرة الأسترالية. ونقل موقع تسمانيان تايمز عن المتحدثة باسم أصدقاء فلسطين في تسمانيا، بيتا فيتزجيبون، قولها إنّ "هدفنا هو جعل مهرجان الفيلم اليهودي الدولي خالياً من الفصل العنصري بحلول عام 2025".
وأوضحت فيتزجيبون أنّ "أحد الرعاة الرئيسيين للمهرجان هذا العام هو الصندوق القومي اليهودي في أستراليا"، مشيرة "لقد أدان الكاتب والطبيب والخبير في مجال الصدمات النفسية، غابور ماتي، الذي ظهر في فيلم المهرجان 'يا طبيب، عالج نفسك'، الصندوق القومي اليهودي علناً، ووصفه بأنه 'إجرامي واستعماري وعنصري'".
و"يا طبيب، عالج نفسك" هو وثائقي عن رحلة حياة غابور ماتي، أحد أكثر المفكرين تأثيراً في العالم فيما يتعلق بالإدمان والصدمات وتطوّر الطفولة، من بدايته كشاب معارض إلى أيقونة معاصرة. كما يتناول طفولته الصعبة في المجر، وهجرته إلى كندا، وتجربته بصفته صحافياً، وسمعته المبكرة كونه معارضاً. ويناقش بصراحة صراعاته مع الألم، وسلوكياته المعقدة، وعلاقاته المتصدعة.
وفي مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا العام في كندا، وصف ماتي الصندوق القومي اليهودي بأنه "إجرامي واستعماري وعنصري. أنا لا أدلي بتصريحات أخلاقية هنا، أنا أتحدث بالمعنى الموضوعي لهذه الكلمات. لقد باعت دولة إسرائيل ما يسمى بممتلكات الغائبين، ممتلكات الفلسطينيين الذين طُردوا من أراضيهم ومنازلهم، إلى الصندوق الوطني اليهودي لإعادة بيعها. الصندوق الوطني اليهودي منظمة إجرامية، تتلقى سلعاً مسروقة".
وتابعت فيتزجيبون: "يؤمن الناس في هوبارت بأن الفصل العنصري والعرقي ليس لهما مكان في السينما والفنون في أستراليا في القرن الحادي والعشرين"، "نحن ندعو مديري المهرجان إلى رفض الرعاية من أي كيان يشارك في الاستعمار والاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية".
وأشارت إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت حكماً تاريخياً في 19 يوليو/تموز من هذا العام بأن استعمار إسرائيل واحتلالها الأراضي الفلسطينية غير قانوني. وأضافت أن "القوانين والسياسات التمييزية التي تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين تنتهك الحظر المفروض على الفصل العنصري، ويجب أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي الآن. فُرضت عقوبات على الكيانات الإسرائيلية التي تنتهك الحكم. الصندوق القومي اليهودي متواطئ في الفصل العنصري والعرقي، والاحتلال والاستعمار، يجب ألا يكون للشركات التابعة له مكان في المشهد الفني الأسترالي".
دور الصندوق القومي اليهودي
الصندوق القومي اليهودي مؤسسة صهيونية تأسّست عام 1901 على يد ثيودور هرتزل، مؤسس "الصهيونية السياسية" المعاصرة. يصنِّف الصندوق نفسه على أنه منظمة غير حكومية، تأسّس "كحلم ورؤية لإعادة تأسيس وطن في إسرائيل للشعب اليهودي في كل مكان". لعب الصندوق دوراً محورياً قبل النكبة في بسط سيطرة اليهود على مئات الآلاف من الدونمات، وبعد النكبة واصل مصادرة أراضي المهجّرين الفلسطينيين، ومنح ملكيتها لليهود تحت شعاره الشهير "لا بيع للأراضي لأن الأرض لنا أصلاً".
وقد واصل الصندوق تمويل جيش الاحتلال الإسرائيلي ودعم المستوطنات الإسرائيليّة غير القانونيّة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، ورغم كل هذا هو مسجل في بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل باعتباره جمعية خيرية، حيث يتقاضى تبرعات معفاة من الضرائب تُستخدم في بناء المستوطنات.