أغاني المقاومة: ماضيها وحاضرها ومستقبلها

06 يونيو 2024
من دورة سابقة من مهرجان الياسمين (معهد إدوارد سعيد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فعالية "الياسمين" تنظمها مؤسسة إدوار سعيد للموسيقى من 18 يونيو إلى 30 يوليو، تهدف لإبراز أغاني المقاومة وتأثيرها عبر الأجيال في ظل الأوضاع بغزة والضفة الغربية.
- المعهد يخطط لإنتاج عشر أغنيات تجمع بين مختلف الأجيال والأنماط الموسيقية، تعكس روح المقاومة وتسهم في النضال التحرري، مع تسجيلها في استوديوهات برام الله.
- أغاني المقاومة، التي تتنوع وتتطور معبرة عن الأوضاع والتحولات، تعزز الهوية الوطنية والثقافية الفلسطينية، بمشاركة فنانين مثل حمد عساف وسناء موسى.

تحت عنوان "الياسمين"، وبعيداً عن أي مراسم احتفالية، أو تسميته بالمهرجان كما جرت العادة في كل عام، ينظم معهد إدوار سعيد الوطني للموسيقى، في الفترة من 18 يونيو/حزيران الحالي، إلى 30 يوليو/تموز المقبل، فعالية تحت شعار "أغاني المقاومة: ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها"، تشتمل على ورشات وعروض موسيقية.
يشير المدير الفني لـ"الياسمين"، الفنان طارق عبوشي، إلى أن المهرجان الذي ينظمه معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، اتخذ اسمه من "ثورات الربيع العربي"، وعادة ما ينحاز إلى أنماط موسيقية متعددة، ومن بينها الأنماط الموسيقية السائدة في المنطقة والعالم. يوضح أن الفعالية لن تكون مهرجاناً هذا العام، بسبب حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة وفي الضفة الغربية وتداعياتها، فبات "الياسمين" فعالية تنحاز إلى أغاني المقاومة، بما ينقل تجارب الماضي إلى الجيل الحالي، ويمدّ جسوراً بين من قدّموا أنماطاً مختلفة من أغاني المقاومة في فلسطين من أجيال مختلفة، لسد فجوات عدّة في هذا المجال.

أغاني المقاومة والتحرّر

يقول عبوشي في حديثه إلى "العربي الجديد" إن من بين مُخرجات "الياسمين" بنسخة 2024، الإتيان بإنتاجات لا تقل عن عشر أغنيات، تجمع بين أجيال وأنماط موسيقية مختلفة لمن يقدمون أغنيات المقاومة بأشكالها المتباينة، ولكنها تصبّ جميعها في مقاومة الاحتلال، ومساعي التحرّر، ومنها إنتاجات لا بد أن تحاكي الواقع المعاش هذه الأيام، من حرب إبادة تُمارس على شعبنا في كامل الجغرافيا الفلسطينية.
يلفت عبوشي إلى أن الفكرة من الإنتاجات الجديدة، هي مدّ الجسور ما بين الأجيال المختلفة من صنّاع أغاني المقاومة في فلسطين ولأجلها، وإتاحة المجال لإنتاج إبداعات موسيقية غنائية تتكوّن نتيجة ورش العمل، ومن المقرر تسجيلها في استوديوهات معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في مدينة رام الله، لتمزج هذه الإنتاجات ما بين إبداعاتهم ورؤاهم الفكرية المختلفة.
وحول الفرق ما بين أغاني المقاومة في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، تلك التي كان يقدمها إيميل عشراوي، ووليد عبد السلام، وأبو نسرين، والراحل مصطفى الكرد، وغيرهم، والنمط الجديد من هذه الأغنيات التي يقدمها تامر نفار، وميساء ضو، وصولاً إلى شب جديد، وسينابتيك، يقول عبوشي إن ثمة اختلافات تتعلق بالأوضاع الميدانية السائدة، وطبيعة الطاقة لدى كل جيل، والأنماط والقوالب واللغة الموسيقية، وطرق الترويج للأغنيات، وهذا اختلاف طبيعي تبعاً لتغيّرات المرحلة سياسيّاً ومجتمعياً وثقافياً، والتحوّلات المرتبطة بروح المُبادرة والعمل التطوعي.

فنانون كثر... قضية واحدة

في ما يتعلق بالأغنيات الوطنية أو أغاني المقاومة التي يقدّمها فنانون فلسطينيون، كحمد عسّاف وناي البرغوثي وسناء موسى ودلال أبو آمنة، وغيرهم، يشير عبوشي إلى أن لكل منهم ما يميّزه، ويُساهم في انتشار أغانيه ذات الطابع الوطني والمُقاوم، فمحمد عساف، مثلاً، اتجه نحو البوب، في حين أن سناء موسى، على سبيل المثال، تهتم بتجديد النمط الفلكلوري في الأغنية المُقاومة، وهو جانب مهم أيضاً، باعتبار الفلكلور الفلسطيني وفلكلور المنطقة الموسيقي والغناء، أثّر وتأثّر بالأوضاع الاستثنائية التي عايشها الفلسطينيون منذ قرن أو يزيد، وانعكست في مفردات الأغاني.

بدوره، يلفت مدير معهد إدوارد سعيد الوطني في رام الله والمدير الإداري لـ"الياسمين 2024"، اعتراف الريماوي، إلى أن انحياز هذه الدورة إلى أغاني المقاومة، يأتي لاعتبارات عدّة، بينها أن هذه الأغاني تشكل جزءاً أصيلاً من الفعل والعمل الثقافي والفني الفلسطيني الذي يأتي في سياق النضال التحرري ضد الاستعمار الصهيوني.

المساهمون