استمع إلى الملخص
- في 2024، انخفضت مبيعات المزادات الفنية بنسبة 40% مقارنة بالعام السابق، مما أثر على فنانين بارزين مثل بيكاسو وكونز.
- من الأحداث البارزة في 2024، بيع لوحة "الموزة الملصقة على الحائط" بأكثر من ستة ملايين دولار وبيع أول لوحة للروبوت AI-Da، مما يعكس دمج التكنولوجيا في الفن.
مع مطلع عام 2022، بدأت سوق الفن العالمية تتعافى من جديد، وتصل إلى نفس المستوى الذي كانت عليه قبل جائحة كوفيد-19، خاصة بعد أن جلبت أغلى 100 لوحة بيعت في دور المزادات الفنية الكبرى آنذاك ما يقرب من أربعة مليارات يورو، وتخطت أسعار ست لوحات الحاجز السحري للرقم 100 مليون دولار.
جاء عام 2023 ليحدث كساداً غير مسبوق في سوق الفن، ولم يتبعه أي انتعاش في عام 2024؛ فوفقاً لموقع Artsy، حققت أغلى 100 لوحة خلال العام الماضي أرباحاً متواضعة بلغت 1.73 مليار يورو، في حين تخطّت لوحة واحدة فقط حاجز الـ100 مليون يورو، وهي لوحة "إمبراطورية النور" (L'empire des lumières) للتشكيلي البلجيكي رينيه ماغريت، لتصبح أغلى لوحة تُباع في مزاد خلال عام 2024، بمبلغ وصل إلى 116.4 مليون يورو. هكذا، تحتل اللوحة المرتبة رقم 16 في قائمة اللوحات التي بيعت فوق حاجز الـ100 مليون يورو خلال السنوات القليلة الماضية، ويصبح ماغريت نجم مزاد دار كريستيز الذي أقيم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في نيويورك.
بهذا السعر، يحقق ماغريت رقماً قياسياً جديداً، وكان الرقم القياسي السابق أيضاً نسخة من مجموعة لوحاته "إمبراطورية النور"، التي رسم ماغريت منها 23 لوحة، وبيعت بمبلغ 76.2 مليون يورو في لندن عام 2022.
أما بالنسبة لمبيعات المزادات الفنية العالمية خلال عام 2024، فلم تشهد طفرات استثنائية، إذ سجل الثلاثي سوذبيز وكريستيز وفيليبس (معاً)، في مزادات شهر نوفمبر الماضي، مبيعات بقيمة 1.24 مليار يورو. ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، كان هذا أقل بنسبة 40% عن 2023. ربما، لهذا السبب أعلنت دار كريستيز، أخيراً، بارتياح، أنها حققت أفضل النتائج لهذا العام، بعدما أظهرت الأرباح أنها سجلت مبيعات أقل بنسبة 6% فقط عن العام الماضي، فيما اضطرت دار سوذبيز إلى تسريح 100 موظف بعد أرقامها السنوية المخيبة للآمال. وفي "فيليبس"، تخلى الرئيس التنفيذي عن منصبه.
بهذه الأرقام، يبدو أن عام 2022 كان عاماً استثنائياً على جميع الأصعدة؛ فقد طُرحت اللوحات التي بقيت محفوظة في الخزائن خلال فترة إغلاق كوفيد-19 وحققت أسعاراً مرتفعة. لكن في عام 2024، أثبت بعض الفنانين العالميين أنهم لم يعودوا يجلبون الأسعار الخيالية التي عودونا عليها من قبل، فلم يحقق بابلو بيكاسو أي نجاح يذكر خلال العامين السابقين، وهو ما فسره بعضهم بكثرة لوحاته المعروضة، وأيضاً بسبب موقفه المعادي للمرأة. ولم يحقق الأميركي جيفري لين كونز أي مبيعات تقارن بما باعه من قبل، فبعد أن بيعت منحوتة "بالون الكلب البرتقالي" عام 2013 بمبلغ 58.4 مليون دولار، بيعت منحوتته "الأرنب" عام 2019 بمبلغ وصل إلى 91.1 مليون دولار، في أحد أغلى الأسعار التي يحققها فنان حي.