أفلام الرعب... صناعة بمليارات الدولارات

23 أكتوبر 2024
من فيلم الرعب "ذي إنفيتيشن" (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ازدهار أفلام الرعب عالميًا: تشهد السينما العالمية في أكتوبر ازدهارًا لأفلام الرعب، متزامنًا مع موسم هالوين، حيث تحقق أرباحًا ضخمة تصل لمليارات الدولارات. في 2023، تم إنتاج 1586 فيلم رعب جديد، بزيادة 39% عن 2013، وحققت أكثر من 1.9 مليار دولار عالميًا.

- نجاحات بارزة: حققت أفلام مثل "دشرة" و"Talk To Me" و"Longlegs" نجاحات كبيرة في شباك التذاكر، حيث تجاوزت إيراداتها ميزانياتها بكثير، مما يعكس جاذبية هذا النوع من الأفلام.

- الأسباب العلمية: توضح مجلة هارفارد بيزنس ريفيو أن أفلام الرعب تنشط التحفيز العقلي والجسدي، وتوفر تجارب جديدة، مما يشبع فضولنا حول الجانب المظلم من النفس البشرية.

​تستقبل صالات السينما حول العالم في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام مجموعة من أفلام الرعب بالتزامن مع موسم هالوين. إذ يستمتع الجمهور بالجرائم الدموية، وبالغموض الذي لا يحتمل، وبمحاولات الضحايا اليائسة للبقاء على قيد الحياة، بينما يطاردهم شرّ ينتظرهم في كل زواية. ويترجم هذا الهوس إلى مئات الملايين من الدولارات انطلاقاً من ميزانية صغيرة كافية لزيادة نبضات القلب والأنفاس.

نحو ملياري دولار من الأرباح

في عام 2023 وحده، سجلت قاعدة بيانات الأفلام في الإنترنت IMDb ما مجموعة 1586 فيلم رعب جديداً، ما يعني زيادة بـ39% عن عام 2013 حين أُنتِج 1140 فيلم رعب. ومنذ 2013 تجاوز أكثر من 20 من أفضل أفلام الرعب 200 مليون دولار في شباك التذاكر. وفي العام الماضي حققت أفلام الرعب مجتمعة أكثر من 1.9 مليار دولار عالمياً بحسب أرقام شركة كومسكور. 
عند عرضه عام 2019، شهد فيلم الرعب التونسي "دشرة" إقبالاً جماهيرياً منقطع النظير جعل 32 صالة سينما في تونس تتهافت على طرحه. هذا يزيد عن ثمانين في المائة من صالات السينما التونسية، وهو رقم قياسي لم يسبق أن حققه أي فيلم آخر. وفي 2021 اختارت صحيفة نيويورك تايمز الفيلم ضمن قائمتها لأفلام الرعب التي تقترحها، ووصفته بأنه "قصة رعب عالمية رائعة".
وكذلك حقق فيلم Talk To Me الأسترالي الذي صدر في عام 2023، 92 مليون دولار بميزانية 4.45 ملايين دولار فقط. وفي إندونيسيا، نقلت ABC الأسترالية عن أحد محللي الأفلام أن 51 من أصل 108 أفلام محلية عُرضت في دور السينما العام الماضي كانت أفلام رعب، وتضمنت ثلاثة من أفضل أربعة أفلام محلية حققت إيرادات عالية قصص رعب.
وفي هوليوود أيضاً تتحدّث الأرقام عن نفسها، فقد حقق فيلم Longlegs الأميركي هذا العام 109 ملايين دولار في شباك التذاكر بميزانية عشرة ملايين دولار فقط. وحصد فيلم Barbarian الأميركي عام 2022 ما يناهز 45 مليون دولار مقابل ميزانية 4.5 ملايين دولار فقط. وفي كل العالم، وفي كل عام، تجني أفلام الرعب ملايين الدولارات من دون ميزانيات كبيرة، أو ترويج ضخم، ومن دون مشاركة أسماء لامعة.

سينما ودراما
التحديثات الحية

لماذا يحب الناس أفلام الرعب؟

في مقال مشترك لهما عبر مجلة هارفارد بيزنس ريفيو، يشرح الأستاذ المساعد في جامعة جونز هوبكنز هايانغ يانغ، والأستاذ المساعد في جامعة نانيانغ كوانغجي زانغ، الأسباب العلمية وراء هوس الناس بمشاهدة أفلام الرعب وما يدرّه ذلك من أرباح كبيرة.
ويقول المقال إن أحد الأسباب التي تجعلنا نستهلك الرعب هو تجربة التحفيز. فالتعرض للأفعال المرعبة، أو حتى توقع تلك الأفعال، يمكن أن يحفزنا، عقلياً وجسدياً، بطرق متعارضة: سلباً (في شكل خوف أو قلق)، أو إيجاباً (في شكل إثارة أو فرح). مشاهدة أفلام الرعب تنشط كلا النوعين من التحفيز في وقت واحد، مع الشعور بأقصى قدر من المتعة في أكثر اللحظات خوفاً. ويؤدي الخوف إلى إطلاق الأدرينالين، ما يمنح أحاسيس متزايدة وطاقة متصاعدة.
وتابع المقال أن سبباً آخر وراء سعينا إلى الرعب هو اكتساب تجارب جديدة. على سبيل المثال، تسمح لنا أفلام الرعب التي تدور أحداثها حول نهاية العالم بالعيش في واقع بديل، من تفشي الزومبي إلى الكائنات الفضائية. ويمكن لبعض التجارب الجديدة أن تساهم حتى في شعورنا بالإنجاز، مثل زيارة منزل مسكون سيئ السمعة، هذا يجعلنا نحسّ بأننا مغامرون، ويشعرنا بمزيد من الجرأة والفخر.
ويضيف المقال أن مغامرات الرعب (بأمان) تساعد في إشباع فضولنا حول الجانب المظلم من النفس البشرية. ففي الحياة الواقعية، قد لا تتاح لنا الفرصة للقاء مجرمين دمويين أثناء مجزرة، لكن فضولنا يجعلنا مفتونين بالتساؤل حول ما هو أقصى ما يمكن للبشر اقترافه، ومشاهدة الشخصيات تعيش ظلمات النفس تعمل كدراسة شبه شخصية.

المساهمون