وصلت كبسولة "أوريون"، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، إلى نقطة مكانيّة فريدة في الفضاء، وذلك في إطار مهمّتها التجريبيّة حول القمر. الإثنين، صارت "أوريون" على بعد نحو 430 ألف كيلومتر من الأرض، وهي أبعد مسافة تقطعها أي مركبة فضائية مصممة لنقل البشر في التاريخ على الإطلاق.
وتجري السفينة هذه الرحلة كتجربة. وإذا أكملت هذه المهمة من دون وقوع أي حوادث، سيكون روّاد فضاء على متن الرحلة المقبلة التي ستنطلق بعد نحو عامين، إذْ تخطط "ناسا" لسلسلة من المهام المعقّدة التي يفترض أن تؤدّيها "أوريون".
و"أوريون" جزء من برنامج "أرتيمس" التابع لـ"ناسا" الذي يهدف إلى إعادة البشر إلى سطح القمر بعد 50 عاماً من مشروع أبولو عام 1970.
وما قطعته المركبة حتى الآن يشكّل "نصف المهمة"، كما قال مايك سارافين، المسؤول عن مشروع "أرتيمس" في "ناسا". وأضاف: "نقطة المنتصف التي وصلت إليها أوريون تتيح لنا فرصة الرجوع إلى الوراء من أجل إلقاء النظر على هوامشنا، وأين يمكننا أن نكون أكثر ذكاء، وذلك لتقليل المخاطر، وفهم أداء المركبة الفضائية أفضل، من أجل الرحلة الفضائيّة المأهولة المرتقبة بعد عامين".
وترسل "أوريون" فيديوهات رائعة لرحلتها، إذْ قبل أن تصل إلى هذه المسافة القياسيّة، أرسلت فيديوهات مثيرة للقمر وهو يتحرّك أمام الأرض.
وأطلِقَت "أوريون" من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، في مهمة من المفترض أن تستغرق 26 يوماً. والهدف من المهمة هو التأكّد من أنّ "أوريون" آمنة لنقل روّاد فضاء إلى القمر.
ومن المقرّر أن تعود المركبة إلى الأرض، وتهبط في المحيط الهادئ قبالة سان دييغو في كاليفورنيا في 11 ديسمبر/ كانون الأوّل المقبل.
وسجّلت مركبة أبولو أبعد نقطة وصلت إليها مركبة فضائيّة في تاريخ البشر، في 13 إبريل/ نيسان عام 1970. لكن "أوريون" تجاوزت هذا الرقم.
وكانت "ناسا" قد أعلنت أنّها فقدت الاتصال مع المركبة لمدّة 45 دقيقة في مناسبة واحدة فقط. ولكن حددت المشكلة بأنّها خلل في المعدات على الأرض، ولم يكن من المركبة نفسها.
وقال مدير "ناسا" بيل نيلسون: "بالطبع، أرتيمس يبني على أبولو. لن تذهب المركبة أبعد من ذلك، وستعود إلى الأرض بشكل أسرع كما كان متوقعاً. ولكن أرتيمس يمهّد العمل للعيش والعمل في الفضاء في بيئة معادية. المشروع يحرّض على الإبداع والاختراع، وفي النهاية يمهد لانتقال البشر إلى المريخ".