إزالة تمثال الملك كوديا في ذي قار العراقية بعد اعتباره "صنماً"

11 يوليو 2024
تمثال أثري يجسد الملك كوديا في متحف اللوفر أبوظبي، 11 نوفمبر 2017 (كريم صاحب/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أدان ناشطون ومدونون عراقيون إزالة تمثال الملك كوديا السومري من بلدة الدواية في محافظة ذي قار، معتبرينها هجمة على رموز الفكر والثقافة.
- عبّرت مفتشية آثار وتراث ذي قار عن استيائها الشديد، داعيةً إلى محاسبة المسؤولين وحماية التماثيل التاريخية.
- انتقد المدونون الخطوة، مشبهينها بأفعال تنظيم داعش، وأكدوا أن كوديا كان من أشهر ملوك سلالة لكش وباني نهضة سومر.

أدان ناشطون ومدونون عراقيون إزالة تمثال الملك كوديا السومري من أحد شوارع بلدة الدوّاية في محافظة ذي قار جنوبي العراق، بعدما اعتبرته السلطات المحلية "صنما تجب إزالته".

وكانت السلطات المحلية في الدواية في محافظة ذي قار، قد أقدمت، الثلاثاء، على إزالة تمثال الملك الذي صمّمه نحات من أهالي قضاء الشطرة في المحافظة وأهداه للدوّاية، التي حكمها كوديا قبل 4 آلاف عام خلال الفترة السومري.

وقوبلت خطوة إزالة التمثال باستياء مؤسساتي وشعبي، وعبّرت مفتشية آثار وتراث ذي قار، في بيان صدر الخميس، عن "الاستياء الشديد لتلك الهجمة التي تستهدف رموز الفكر والفن والثقافة، وفي مقدمتها تمثال كوديا"، مؤكدةً "رفضها القاطع لهذه الأفعال". كما دعت المسؤولين في المحافظة إلى "محاسبة مرتكبي الجريمة، وحماية تماثيل وأنصاب المحافظة لكونها تُعتبر معلماً من معالم الآثار وتاريخ البلد".

وانتقد مدونون وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي خطوة سلطات بلدة الدواية، واعتبر الكثيرون أن ما جرى لا يختلف عمّا اعتاد تنظيم داعش القيام به.

وقال الناشط رشيد العطية في تدوينة له على منصة إكس، مستهجناً: "إزالة تمثال الملك كوديا بشكل مهين لحضارات العراق وتاريخه من قبل بلدية الدواية في الناصرية بحجة أنه صنم يسيء لعقيدتهم!"، مضيفاً: "كوديا أشهر الملوك لسلالة لكش التي كانت قد حكمت جنوبي بلاد ما بين النهرين، ويعد هذا الملك باني نهضة سومر، إذ كانت لكش تعيش عصرها الذهبي تقع اليوم في قضاء الدواية".

من جهته، علّق المدون علي مراد على الحادثة، متسائلاً في تدوينة له: "ما فرقكم عن داعش!"، مؤكداً أن "هؤلاء خربوا حتى الذكريات الجميلة في بلادي".

يشار إلى أن الملك كوديا ينتمي إلى سلالة لكش الثانية السومرية، وامتدت فترة حكمه بين العامين 2144-2124 قبل الميلاد، وهو من أوائل المصلحين الاجتماعيين، كما أنّه أوّل من بنى معبدا مقدساً في التاريخ، واسمه "كوديا" باللغة السومرية يعني "الرسول، أو المُنادى من قبل الإله".

المساهمون