بعد أيام من ردود الفعل العنيفة، قرّر المدعون العامون إسقاط الشكوى المرفوعة ضد طالبين من جامعة نورث وسترن أطلقا نسخة ساخرة من صحيفة الجامعة، لانتقاد موقفها من العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
النسخة الساخرة من صحيفة "ذا ديلي نورث وسترن" التي أطلقها الطالبان حملت اسم "نورث وسترن ديلي"، ونشرت مقابلات مفبركة ساخرة مع مسؤولي الجامعة وإعلانات تسخر من إسرائيل.
ومن بين الإعلانات الساخرة المنشورة واحد لبرنامج سفر الشباب اليهود الأميركيين إلى إسرائيل، مع شعار "منزل رجل كان منزل رجل آخر".
وعُلّقت الصحيفة على لوحات الإعلانات، ووزّعت في قاعات المحاضرات في الجامعة، كما دست 300 نسخة منها بين نسخ الصحيفة الرسمية للجامعة.
وأعلنت الشركة التي تقف وراء الصحيفة الطلابية الرسمية في الجامعة "إس بي سي" (SPC) أعلنت أنها "أشركت سلطات إنفاذ القانون للتحقيق والعثور على المسؤولين" عن نشر الصحيفة الساخرة.
ووجّه المدعي العام المحلي اتهامات للطالبين بسرقة خدمات إعلانية، وفقاً لقانون محلّي ينصّ على أنّه من غير القانوني "نشر إعلان غير مصرّح به في صحيفة أو دورية".
لكن الشركة أكدت، أمس الأربعاء، أنها تسعى جاهدة لإسقاط التهمة، ووافق المدعون على إغلاق القضية.
وقال مكتب المدعي العام: "بالنظر إلى الطبيعة المحددة لهذه الحالات، فقد راجعنا الظروف بدقة، وشاركنا في مناقشات مع جامعة نورث وسترن ومزود الصحف في الحرم الجامعي. ونتيجة لهذه المراجعة، قرّرنا إسقاط التهمة".
ونقل موقع ذي إنترسبت الإخباري عن ممثلي الادعاء أن التهمة رُفعت مباشرة من قبل الشرطة، ولم يوافق عليها بشكل فعّال مكتب المدعي العام في الولاية.
وأضاف المدعون: "لا ينبغي استخدام نظام العدالة الجنائية لدينا إلا عندما لا يكون هناك سبيل آخر للمساءلة.. إن شرطة جامعة نورث وسترن والحرم الجامعي مجهزة بالكامل لمحاسبة الأفراد المتورطين، وضمان التعامل مع مثل هذه الأمور بطريقة مناسبة للسياق التعليمي وتحترم حقوق الطلاب".
يأتي هذا التراجع بعد أيام من ردود الفعل العنيفة من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وخريجي جامعة نورث وسترن. إذ توعّدت أكثر من 70 مجموعة طلابية بمقاطعة "ذا ديلي نورث وسترن"، ووقّع أكثر من 5 آلاف شخص عريضة تطالب بإسقاط القضية.
ووصفت الكاتبة في صحيفة واشنطن بوست، كارين عطية، الاتهامات بأنها "فاحشة". وانتقدها دانييل دينفير من موقع جاكوبين واصفاً إياها بأنها "قمع هستيري وشائن للغاية".
وأصدر مجلس إدارة "إس بي سي" بياناً يعرب عن "الأسف" لما حصل مع الطالبين.
وجاء في البيان: "لم نفهم كيف أصبحت الشكوى هكذا.. لم يعد بإمكاننا السيطرة عليها، وهو أمر لم نقصده أبداً"، مجادلاً بأنه لم يفهم أن تقديم شكوى إلى الشرطة سيؤدي إلى توجيه اتهامات.
ولفتت "إس بي سي" إلى أنها "لم تكن تعلم من قبل أن "المتهمَين هم من السود ومن طلاب جامعة نورث وسترن". وأملت في "إعادة بناء الثقة مع مجتمع نورث وسترن".