إطلاق القمر الاصطناعي "غوز- يو" لتحسين توقّع العواصف الشمسية

26 يونيو 2024
حمل صاروخ "فالكون هيفي" القمر الاصطناعي إلى الفضاء (ميغيل جيه رودريغيز كاريو/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تم إطلاق القمر الاصطناعي الأمريكي "غوز- يو" من فلوريدا، لتحسين التنبؤ بالأحوال الجوية والعواصف الشمسية، ويُتوقع أن يُحدث ثورة في مراقبة الأعاصير والحرائق حتى الثلاثينيات من القرن الحادي والعشرين.
- "غوز- يو" يحمل أداة كوروناغراف "سي سي أو آر-1" لمراقبة الهالة الشمسية كل 30 دقيقة، مما يُعد تحسنًا كبيرًا في توفير معلومات دقيقة وفورية عن الانبعاثات الكتلية الإكليلية.
- إطلاق "غوز- يو" يُعزز القدرات الأمريكية في مجال مراقبة الطقس الفضائي وحماية البنية التحتية من الأحداث الشمسية المتطرفة، مما يُسهم في حماية الاقتصاد والأمن الوطني والفردي.

أطلق الثلاثاء من فلوريدا القمر الاصطناعي الأميركي "غوز- يو" GOES-U، ويُتوقع أن يُحسن بدرجة كبيرة القدرة على تَوقُّع العواصف الشمسية التي قد تؤدي إلى تعطيل شبكات الكهرباء والاتصالات في العالم. كما سيتيح القمر الاصطناعي، الذي يزن نحو ثلاثة أطنان ويعادل حجمه حجم حافلة مدرسية صغيرة، مراقبة الأعاصير والحرائق على كوكب الأرض حتى ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.

وحمل القمر الاصطناعي إلى الفضاء صاروخ "فالكون هيفي" التابع لشركة "سبايس إكس"، حيث أقلع عصر الثلاثاء من قاعدة كاب كانافيرال.

وهذا القمر الذي سُمِّيَ "غوز- يو" هو الأخير من سلسلة تضم أربعة أقمار اصطناعية نتجت عن التعاون بين وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، والإدارة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي.

ووصفت المسؤولة في هذه الإدارة بام سوليفان، في مؤتمر صحافي، الأقمار الاصطناعية الأربعة بأنها "أداة ضرورية لحماية الولايات المتحدة ومليار شخص يعيشون ويعملون في القارة الأميركية".

لكنّ "غوز- يو" هو الأول من الأقمار الاصطناعية الأربعة الذي يحمل أداة كوروناغراف تسمى "سي سي أو آر-1". وتحجب هذه الأداة قرص الشمس، كما يحصل في الكسوف، وهو ما يتيح مراقبة الهالة الشمسية أو ما يُعرف بـ"الإكليل".

وأوضح المسؤول عن مراقبة الطقس الفضائي في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، السيد طلعت، أن "انفجارات شمسية كبيرة تسمى الانبعاثات الكتلية الإكليلية" تنشأ من هذه الطبقة الخارجية، و"يمكن أن تقذف نحو كوكب الأرض مليارات الأطنان من المواد بسرعة ملايين الكيلومترات في الساعة".

وقد تؤدي هذه المواد إلى تعطيل الأقمار الاصطناعية ومنشآت الطاقة وأنظمة الملاحة الجوية أو نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس". ومن شأن تحديد الوقت الذي سيحصل فيه قذف هذه المواد إتاحة يوم واحد إلى أربعة أيام للتحوّط له.

وكانت عاصفة جيومغناطيسية من المستوى الخامس، وهو المستوى الأقصى، قد ضربت الأرض في مايو/ أيار الفائت للمرة الأولى منذ عقدين، ما وَلّدَ شفقاً قطبياً مذهلاً في مختلف أنحاء العالم.

علوم وآثار
التحديثات الحية
وأوضح السيد طلعت أن أداة الكوروناغراف الجديدة تتيح توفير معطيات أفضل منذ البداية عن هذه العاصفة، لجهة سرعتها واتجاهها وسوى ذلك. وأشار إلى أن أي أعطال كبيرة لم تُسجّل لدى حصول العاصفة المغناطيسية الأرضية، لكنّه لاحظ أن بعض المزارعين "لم يتمكنوا من زراعة محاصيلهم مثلاً بسبب خلل في نظام تحديد المواقع العالمي، الذي تعتمد عليه معداتهم".

وبفضل الأداة الجديدة، ستتمكن الولايات المتحدة للمرة الأولى من مراقبة الهالة الشمسية بشكل شبه مستمر، من خلال صور تشبه الكسوف كل 30 دقيقة. ويمثّل ذلك تحسناً كبيراً مقارنة بالقدرات التي كانت متوافرة سابقاً، إذ إن نتائج هذه المراقبة تصل راهناً بتأخير نحو ثماني ساعات، ويوفرها قمر اصطناعي أُطلِق عام 1995 ولكن يُتوقع أن يخرج من الخدمة خلال سنتين.

وأكّد طلعت أن الأداة الجديدة "ستغيّر المعادلة"، وتفتح فصلاً جديداً في مراقبة الطقس الفضائي، وشدد على أن المعطيات عن الطقس الفضائي ضرورية "لحماية اقتصاد" الولايات المتحدة وأمنها "الوطني والفردي" على الأرض وفي الفضاء، وأضاف: "لقد أصبح مجتمعنا عرضة أكثر من أي وقت مضى لتقلبات (الشمس) المزاجية".

ولا تشكّل الغيوم عائقاً أمام قدرة أداة الكوروناغراف الموضوعة في الفضاء على مراقبة الشمس، خلافاً لما يحصل عندما يتم الرصد بواسطتها من الأرض.

وسيوضع القمر الاصطناعي "غوز- يو" في مدار ثابت بالنسبة للأرض، على ارتفاع حوالى 35 ألف كيلومتر فوق الأرض، وسيصبح جاهزاً للعمل بعد اختبارات تستمر بضعة أشهر. ويأتي إطلاقه في الوقت المناسب نظراً إلى أن الشمس في ذروة نشاطها التي تبلغها كل 11 عاماً.

(فرانس برس)

المساهمون