عندما تتغلّب على البعض الرغبةُ في التخلص من الكيلوغرامات الزائدة التي تكدست مع الوقت، ويجدون صعوبة في التخلص منها، قد يُلجأ إلى حميات صارمة غير صحية لاتباعها نتائج سلبية خطيرة أحياناً على الصحة. وفيما ثمة حميات عديدة صارمة لا ينصح باللجوء إليها، إلا أن هناك ما هو أكثر خطورة بشكل خاص؛ إذ يجب الامتناع تماماً عن اتباعها، وإن كانت تدعي أنها قادرة على التخلص من الكيلوغرامات الزائدة بسرعة كبرى، بحسب اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي.
تنصح أبو رجيلي دوماً بضرورة التوجه إلى اختصاصية تغذية لوصف الحمية المناسبة لكل شخص، لاعتبار أنّ ثمة حمية مناسبة لكل حالة، ولا يمكن التعميم خوفاً من المخاطر الصحية العديدة لبعض الحميات، خصوصاً تلك التي يمكن أن تنشر عبر الإنترنت.
عن أبرز الحميات التي تشكل خطراً على الصحة، والتي لا بد من التحذير منها، تقول إنه لا بد من الحذر من:
الحمية الصارمة قليلة الوحدات الحرارية
في هذه الحالة قد تحتوي الحمية على أقل من 1000 وحدة حرارية، ويعتمدها البعض بهدف خفض الوزن سريعاً، لكنها لا تعتبر صحية أبداً، وقد تسبب مشكلات عديدة، خصوصاً في حال اتباعها لفترة طويلة. تقول أبو رجيلي: "في هذه الحالة، يحصل الجسم على معدل قليل من الوحدات الحرارية، ما يشكل خطراً على وظائف الجسم. وبالتالي، في حال اللجوء إلى هذه الحمية لفترة طويلة، يبدأ الجسم بالاستعانة بالعضل لتأمين الطاقة، ما يؤدي إلى خفض قدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية. ويؤدي ذلك في مرحلة لاحقة إلى اكتساب الكيلوغرامات سريعاً لانخفاض معدل العضلات في الجسم والقدرة على حرق الوحدات الحرارية".
تضيف: "كما يسبب هذا النوع من الحميات إحساساً دائماً بالإرهاق والتعب. ويؤدي خفض كمية الوحدات الحرارية التي يتم الحصول عليها إلى هذا الحد إلى مشاكل صحية عديدة لا يمكن الاستهانة بها، وأبرزها مشكلات في القلب ونقص الغذاء في الجسم، مع ما ينتج من ذلك من فقر دم وتعب". وتشدد أبو رجيلي على خطورة خفض نشاط عملية الأيض نتيجة هذا النوع من الحميات مع انخفاض معدل العضلات. فعندها حتى في حال الأكل بمعدل طبيعي يزيد الوزن بمعدل زائد أكثر من السابق.
الحمية التي ترتكز على نوع واحد من الطعام
يركز البعض على الحمية التي تدعو إلى تناول نوع واحد من الطعام، كالبطاطا مثلاً أو اللبن. تقول: "هذا النوع من الحميات يعتبر خطيراً، لافتقاره إلى التنوّع الأساسي لمدّ الجسم بالعناصر الغذائية كافة التي يحتاجها. لذلك، يواجه الأشخاص الذين يعتمدون هذا النوع من الحميات مشكلات عديدة، أهمها انخفاض معدل نشاط عملية الأيض أيضاً. كذلك يكونون أكثر عرضة لفقر الدم الحاد وتساقط الشعر ومشكلات في جهاز المناعة والتعب، رغم خفض الوزن السريع ربما. فلا بد من التوضيح أن خفض الوزن السريع له نتائج سلبية عديدة لا يمكن إهمالها، سواء على الصحة أو على الرشاقة، لارتفاع احتمال استعادة الكيلوغرامات التي خُسِرَت بسرعة كبرى أيضاً".
حمية أتكينز
ظهرت هذه الحمية في عام 1960، وتعتمد على معدل قليل جداً من النشويات. لها مخاطر عديدة لاعتبارها تدعو إلى الانقطاع تقريباً عن تناول النشويات في أولى مراحلها، ما يؤدي إلى أعراض عديدة كآلام الرأس والإمساك والتعب والدوار. وبحسب أبو رجيلي، تؤدي هذه الحمية إلى نقص في معدل الألياف الغذائية، ما يسبب حكماً الإمساك. تقول: "في المرحلة الأولى من هذه الحمية، يُتناوَل معدل 20 غراماً من النشويات، فيما يحتاج الجسم حكماً إلى السكر مصدراً للطاقة. ونتيجة غياب مصدر الطاقة هذا، يلجأ الجسم إلى حرق الدهون المخزّنة، ويفرز مادة الكيتون مع ما ينتج من ذلك من آثار جانبية كثيرة، كالصداع والغثيان وقلة التركيز والتعب الذهني ورائحة فم كريهة. مع ضرورة التوضيح أن هذه الحمية لا تناسب الكل، ولا بد من اتباعه دوماً بإشراف اختصاصية تغذية. كذلك لا ينصح به للأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية مزمنة، كالسكري، أو من يعانون مشكلات في الكلى، والحوامل أيضاً. فلهذه الحمية مخاطر عديدة، ولا يمكن اتباعها بعشوائية من دون مساعدة اختصاصية تغذية.
الحمية الغربية
هي حمية لها مخاطر عديدة، لكونها تعتمد على نظام غذائي غني باللحوم الحمراء والدهون والسكر. في هذه الحالة لا يُتناوَل الكثير من الخضر والفاكهة. تبين أن هذه الحمية قد سبّبت وفاة شخص من 5 في عام 2017. فقد أظهرت الأبحاث أن 11 مليون شخص توفوا حول العالم بسبب أمراض ناتجة من اتباع هذه الحمية، بحسب أبو رجيلي التي توضح أن خطورتها تكمن تحديداً في التشجيع على تناول أطعمة غير صحية، ما يؤدي إلى مشكلات في القلب والأوعية الدموية وسكتات دماغية وذبحات قلبية.
حمية كيتو
هي أكثر الحميات شيوعاً اليوم وانتشاراً، ويركز كثر عليها، بحسب أبو رجيلي. تعتمد هذه الحمية على الحد من استهلاك النشويات وزيادة استهلاك الدهون الصحية بشكل خاص، كالأفوكادو والسمك المشوي وزيت الزيتون. هذا ما يزيد قدرة الجسم على حرق الدهون، خصوصاً أن هذه الحمية قليلة النشويات. إلا أنها في المقابل تؤدي إلى خلل في العملية الاستقلابية في الجسم. كذلك لها أثر سلبي على وظائف الأمعاء. "يضاف إلى ذلك أن هذه الحمية تساعد على حرق الدهون كمصدر للطاقة بغياب السكر، فتحوّلها إلى كيتون، ما يؤثر سلباً بالقدرة على التركيز، ويسبب نتائج سلبية عديدة، خاصةً على مرضى السكري".
أما الحمية الفضلى، فهي حمية البحر الأبيض المتوسط، وقد تبين في هذا العام أنها من الحميات الفضلى عالمياً بين مختلف أنواع الحميات، لاعتمادها على الخضر والفاكهة وزيت الزيتون والأطعمة النباتية والحبوب الكاملة واللبن واللبنة والجبنة وكميات معتدلة من السمك والدجاج والبيض والقليل من اللحم الأحمر. "أثبتت فاعلية هذه الحمية التي نتبعها في منطقتنا، في تحسين نوعية الحياة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض".