انتقد ناشطون ومدونون عراقيون الإهمال الحاصل في نصب الشهيد العراقي، أحد أبرز الأنصاب في العاصمة بغداد، ويرمز لضحايا الحرب العراقية ــ الإيرانية، ويحتوي في داخله على أسماء مثبتة لمعظم ضحايا الحرب.
لكن مشهداً جديداً أثار غضب العراقيين، بعد تداول صورة جديدة بيَّنت وجود تأسيسات كهربائية تمت فوق أسماء الضحايا، فضلاً عن تعليق "فلتر" مياه في الجدارية الخاصة بتلك الأسماء، وهو ما دفع عشرات الصحافيين والمدونين إلى انتقاد الإهمال والتجاوز على أسماء كانت قد دافعت عن وطنها.
وكتبت الصحافية جمانة ممتاز على صفحتها في "فيسبوك": "لا تستغرب الضحك الذي سمعته ذلك اليوم في حلقةٍ ما عند الحديث عن شهداء #العراق، لأن الاستخفاف استفحل ليطاول تحفة معمارية عالية القيمة تخلد أسماء شهدائنا. من لا يضع قيمة واعتبارا لنفسه لا يستغرب أن يعامله الآخرون بلا احترام؛ وليتوقع المزيد من الصواريخ".
من جهته، بيَّن الحقوقي العراقي حيدر الفتلاوي، أن "المادة 477 من قانون العقوبات نصت على المعاقبة بالحبس على كل من خرب أو أتلف أو شوه عمداً أي بناء معد لاستعمال الجمهور أو نصب قائم في ساحة عامة"، مستكملاً أن "تخريب نصب الشهيد فعل عبثي مقصود ينم عن حقد دفين". وأرفق ملاحظة جاء فيها: "الصورة الثانية مؤشر فيها اسم خالي الشهيد البطل حسن كريم جبر".
وتواصل "العربي الجديد"، مع مسؤول في وزارة الثقافة العراقية، وقال إن "الوزير حسن ناظم أوعز إلى فرق الوزارة، إضافة إلى فرق أخرى من أمانة العاصمة بغداد، بمحاسبة الموظفين المتجاوزين على النصب، ومنع أي حالات مشابهة".
كما أشار المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن "المتجاوزين هم عناصر من حماية النصب، وهم لا يدركون أهمية النصب وتاريخه، وسيتم اتخاذ الإجراء اللازم".
وبني النصب عام 1983، وهو من تصميم المهندس العراقي سامان أسعد كمال، والقبة من تصميم الفنان التشكيلي الراحل إسماعيل فتاح الترك، ويتألف من منصة دائرية قطرها 190 متراً فوق متحف سفلي، وتحمل قبة عباسية من شقين يبلغ ارتفاعها أربعين متراً، والراية التي ترتفع بطول خمسة أقدام فوق الأرض وثلاثة أمتار تحتها تشاهد على شكل ثريا.
كما يحتوي النصب على ينبوع يتدفق ماؤه إلى داخل الأرض، يرمز إلى دم الشهيد، ويجثم هذا الطاقم وسط بحيرة صناعية واسعة، وفي وسط موقع النصب بُني نصب صغير للعلم العراقي الذي يرتفع إلى الأعلى تجسيدا لارتقاء روح الشهيد إلى السماء.