عبّر الجزائريون عن استياء بالغ من سوء التنظيم ورداءة التغطية التلفزيونية التي رافقت وصول الفريق الجزائري لكرة القدم المتوج بكأس العرب إلى الجزائر الليلة الماضية.
ومردّ هذا الاستياء إلى رداءة الصورة التي كان يبثها التلفزيون خلال مرافقة الحافلة المفتوحة التي كانت تقل لاعبي المنتخب، إضافة إلى ضعف كبير في إدارة الحوارات مع اللاعبين، ما اعتُبر بالنسبة للكثيرين إساءة إلى هذا الإنجاز الرياضي، وتسويقاً لصورة بائسة عن الجزائر.
وحمّل معلقون السلطات مسؤولية ما حدث، بسبب اختيار توقيت غير مناسب تماماً لاستقبال شعبي للمنتخب ليلاً، واعتبروا أن السلطات كانت تتخوف من أن تتحول التجمعات لتحية المنتخب إلى صخب وهتافات سياسية فيما لو نظم الاستقبال في النهار.
وكتب الكاتب توفيق بوقاعدة، معلقاً بأن "التفسير الأقرب للواقع من وراء استقبال الفريق الوطني، بتلك الطريقة وذلك الزمن، هو أن السلطة تخشى الشعب، وتمنع تجمعه حتى ولو كان للفرحة بالمنتخب".
ووصف حكيم نجمات التغطية التلفزيونية بأنها "جريمة" في حق الجزائريين والمنتخب. وكتب: "طريقة ونوعية تغطية التلفزيون العمومي لعودة المنتخب الوطني لأرض الوطن جريمة "مكتملة" الأركان. نوعية جد رديئة للصورة رغم الميزانية الضخمة وتوفرها على كل الإمكانيات البشرية والمادية. كيف نتحدث عن الحرب الإعلامية والترويج لصورة الجزائر في الخارج؟ المهم فرحة الكأس حولها التلفزيون العمومي إلى قنطة ومضحكة".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي سخرية كبيرة من رداءة الصورة، حيث اعتبر البعض أنها عادت بالجزائريين إلى زمن السبعينات، ووضعت مقارنات بالجملة بين صور اللاعبين في القنوات المحلية وفي باقي القنوات العربية خلال كأس العرب.
وذهب البعض إلى تشبيه الصورة بأنها تعطي الانطباع بأن الحدث من الأرشيف وليس حدثا يقع الآن.
وكتب الناشط حمزة بركاني عن رداءة التغطية "21 يوماً من الفرجة والمتعة على مونديال العرب حذفها التلوث البصري لتلفزيون اليتيمة من عقولنا في 21 دقيقة".
وقال أستاذ العلوم السياسية، عربي بومدين، إن الطريقة التي قدم بها التلفزيون الإنجاز الرياضي، هي نفسها الطريقة التي تتعامل بها السلطة مع باقي القطاعات.
وكتب معلقاً: "علينا أن ننظر إلى رداءة الخدمة في التلفزيون العمومي بنظرة عميقة، ذلك أن تسيير هذه المؤسسة كغيرها من المؤسسات العمومية يتم بعقلية "البايلك"، تماماً مثل أي مرفق عمومي. وهذه النظرة ترسخت تاريخياً وتجذرت بفعل العهد الاشتراكي البائد الذي لا زلنا نعيش ترسباته".